طوكيو (د ب ا)
انتقد السفير اليابانى لدى الصين حكومته مطلع الأسبوع لفشلها فى الاعتراف بمدى سوء علاقاتها مع ثانى أكبر اقتصاد فى العالم وتأثرها بتصاعد التوترات بشأن نزاع على السيادة على أراض.
وقال السفير يويشيرو نيوا فى جامعة ناجويا فى وسط اليابان "هناك مناخ متوتر للغاية فى بكين. والحكومة اليابانية والمواطنون غير مدركين لخطورة الموضوع".ونقلت وكالة أنباء كيودو عن نيوا قوله إن المواجهة الأخيرة على مجموعة جزر صغيرة فى بحر الصين الشرقى هى "على مستوى مختلف كلية هذه المرة" مقارنة بالخلافات الماضية مع الصين أكبر شريك تجارى لليابان.
فقيام الحكومة اليابانية بشراء ثلاث جزر من مالك خاص لها أشعل احتجاجات معادية لليابان فى أنحاء الصين منتصف سبتمبر.كما تطالب الصين وتايوان أيضا بالسيادة على جزر سينكاكو التى تتولى اليابان إدارتها حيث يطلق عليها جزر دياويو فى الصين وتياويوتاى فى تايوان. وتصاعد النزاع بعدما كشف محافظ مدينة طوكيو شينتارو إيشيهارا النقاب فى أبريل عن خطة حكومة مدينته لشراء الجزر. وفى يونيو ، حذر السفير فى مقابلة مع صحيفة الفاينانشيال تايمز من أن عملية الشراء قد تؤدى إلى "أزمة خطيرة للغاية" فى العلاقات مع الصين.
ودفعت تصريحات نيوا بالحكومة إلى توبيخه لأنها تزعم أن الجزر هى جزء مكمل للأراضى الوطنية.ونيوا رئيس سابق لمؤسسة إيتشو التجارية وهو أول سفير لدى الصين يعين من القطاع الخاص. وكان من المقرر أن يحل محله شينيشى نيشيميا فى منتصف سبتمبر ، لكن نيشيميا توفى قبل مغادرته إلى الصين.
واستمر نيوا فى منصبه حتى يعين سفير جديد يخلفه. وحث حكومته أمس الأول السبت على بذل الجهود لتحسين علاقات اليابان مع الصين.فالعلاقات المتضررة سرعان ما أثرت فى الشركات اليابانية فى الصين. وقررت الشركات الكبرى لصناعة السيارات مثل مؤسسة تويوتا موتور كورب خفض الإنتاج نظرا لانخفاض المبيعات وسط مشاعر العداء لليابان.
كما تضررت أيضا صناعة السياحة حيث أنخفض عدد الزائرين الصينيين بنسبة 10% خلال شهر سبتمبر وفقا لما أعلنته منظمة السياحة الوطنية اليابانية.ويعزى الانخفاض إلى إلغاء الرحلات الجماعية الصينية منذ منتصف الشهر بعدما سجل رقم السياح من الصين ارتفاعات قياسية خلال الشهور الأربعة السابقة حتى أغسطس.
وقام وزير النقل يويتشيرو هاتا بنفسه بإثارة غضب الصين وكوريا الجنوبية بزيارة ضريح ياسوكونى يوم الخميس وهو تذكار حرب مثير للجدل يرمز إلى 5ر2 مليون يابانى ماتوا فى الحرب،من بينهم مدانين بجرائم حرب. ويعتبر الجيران الآسيويون الضريح رمزا للنزعة العسكرية اليابانية فى الماضي.
وتعد كوريا الجنوبية والصين وتايوان التى لليابان معها أيضا بعض النزاعات على الأراضى هم أكبر ثلاثة أسواق لصناعة السياحة اليابانية ويشكلون حوالى 60% من كل الزوار الأجانب. وأعرب المسئولون اليابانيون المشاركون فى أعمال مع الصين عن مخاوفهم بشأن آفاق تطوير العلاقات مع بكين.
ويقول منتقدون إنه من المستحيل فعل ذلك فى ظل رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا ووزير الخارجية كويتشيرو جيمبا اللذين أكدا عدم وجود نزاع أراضى فى الجزر غير المأهولة. وفى حين أن العامة يسمعون بشكل متكرر تلك المزاعم الرسمية ، فان وسائل الإعلام الكبرى تقلل من أهمية أو حتى تتجاهل الانتقاد ضد مسئولى الحكومة بشأن قرار شراء الجزر. فوسائل الإعلام موضع انتقاد منذ فترة طويلة بسبب علاقات التعايش مع رموز السلطة.
ويبدو أن الكثير من اليابانيين غير مدركين لخطورة توتر العلاقات مع الصين وهناك أفتقاد للحوار الوطنى حول الموضوع.