أجرى الدراسة فريق بحث من الكلية الملكية بجامعة لندن، ونشرت نتائجها بالعدد الحالي من "المجلة الأوروبية للتغذية الإكلينيكية" المتخصصة، وأتاحت خلاصتها شبكة مديكال نيوز توديه.
فوائد متعددة
وجد الباحثون أن الشاي لا يقوم بإعادة ترطيب الجسم فقط، وإنما يقي من الإصابة بأمراض القلب بل وحتى السرطان كذلك. والظاهر أيضا أن ثلاثة أكواب أو أكثر من الشاي تحمي الأسنان من التلف وتقوي العظام.
ورغم أن الباحثين لم يصلوا بعد إلى تفسير يقيني لهذه الخصائص المفيدة لمشروب الشاي، لكنهم يعتقدون أن مضادات الأكسدة من فلافونويدات وبوليفينول، والتي تتوفر بكميات كبيرة في الشاي، قد تلعب دورا هاما في هذه الخصائص. والمعروف أن الفلافونويدات تساعد الخلايا على الوقاية من العطب.
وتؤكد الدكتورة كاري روكستن، أستاذة التغذية والصحة العامة وقائدة فريق البحث على أن تناول مشروب الشاي أفضل من شرب الماء العادي لأن كل ما يقوم به الماء هو إعادة ترطيب الجسم، بينما يعيد الشاي ترطيب الجسم ويزوده بمضادات الأكسدة كذلك. فالشاي يعطي فائدة مزدوجة.
وكانت دراسات سابقة قد وجدت أن جرعات عالية جدا من الكافيين تؤدي إلى الجفاف (ربما بسبب نزوع الكافيين إلى تنشيط عملية إدرار البول)، لذلك يفترض الكثيرون أن أي مشروب يحتوي على الكافيين يسبب الجفاف بالضرورة.
استهلاك أقل واهتمام واسع
ولكن حتى لو تناول الشخص كوبا مركزا جدا من الشاي أو القهوة، وهو أمر نادر الحدوث، فالجسم –في الحساب النهائي- ينتهي إلى اكتساب مقدار إضافي من السوائل وليس فقدها. كما أن كل كوب من الشاي يحتوي على قدر من مادة الفلوريد المفيدة في وقاية الأسنان من التسوس.
وقد وجد فريق البحث البريطاني أن الناس في بريطانيا أصبحوا أقل استهلاكا للشاي مقارنة بما كانوا عليه في الماضي. وربما يعزى ذلك إلى زيادة توجههم نحو استهلاك المشروبات الغازية، حيث إن المرحلة العمرية لأكبر شرائح مستهلكي الشاي تتجاوز 40 عاما.
يذكر أن الاهتمامات البحثية قد توجهت في السنوات الأخيرة نحو الشاي الأخضر، حيث تم الربط بين استهلاكه وبين نطاق واسع من الفوائد الصحية، منها خفض مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وخفض الوزن، والوقاية من مرض ألزهايمر.
وكانت دراسة سابقة في أواخر التسعينيات الماضية قد ربطت بين استهلاك أربعة أكواب يوميا من الشاي العادي (black cut pekoe & orange pekoe) وبين الوقاية من سرطان الفم.