الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الخلق
المبعوث الأمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته وسار على نهجه إلى يوم
الدين أما بعد
في كثير من ألأحيان تطرأ على المسلم غفلة عن ربه فينبغي
عليه معالجتها كي لا يجثم الشيطان على قلبه ويبعده عن طاعة مولاه عز وجل ، وتكون
هذه المعالجة تسبيح الله وتمجيده وتحميده وتنزيهه عن النقص ، من اجل ذلك يقول
المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) : ( كلمتان خفيفتان على
اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله
العظيم ) . وإذا أمعنا النظر في القرآن الكريم وجدنا أن الله تعالى قد بين إن
التسبيح كان عاملاً في نجاة سيدنا يونس ( عليه الصلاة والسلام ) حينما أبق إلى
الفلك المشحون وساهم وكان من المدحضين ، إذ يقول الله تعالى : ( فلولا أن كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون )
يا سبحان الله في بطن الحوت المظلم وفي قعر البحر المظلم تأتي الاستغاثة النبوية
كي تضع حداً للوضع الذي كان فيه سيدنا يونس ( عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
) وسرعان ما جاء الرد الإلهي الذي أعلن فيه تعالى نجاة نبيه فقال : ( فنبذناه بالعراء وهو سقيم ) ( الصافات 145 ) ومن هنا
نعلم علم اليقين أن تسبيح الله وذكره سلاح فعال في مواجهة الشدائد والمحن والمصاعب
والمصائب التي تحيط بالمسلم من كل جانب وصدق سيدي وحبيبي رسول الله ( صلى الله
عليه وسلم ) حينما قال : ( من قال سبحان الله وبحمده في
اليوم مئة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ) . هذا ما أردت تبيانه
وغفر الله لي ولكم وأدخلنا فسيح جناته انه على كل شئ قدير