الحمد لله وحده والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك على الأمة الإسلامية أضع بين ايديكم موضوع الأضحية عسى أن ينقبلها الله من الجميع . القسم الأول :
تعريفها : أسم لما يذبح من الأبل والبقر والفنم يوم النحر وأيام التشريق تقرباً إلى الله تعالى
مشروعيتها : فقد شرعها الله سبحانه وتعالى بقوله ( إنا أعطيناك الكوثر *فصلي لربك وأنحر* إن شانئك هو الأبتر*) وقوله تعالى (( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا إسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون ) ( 36 ) الحج
حكمها : اختلف اهل العلم في حكمها على قولين :
القول الأول : أنها واجبة على القادر عليها لقوله صلى الله عليه وسلم (( من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا ) رواه احمد وأبن ماجة وهذا الحديث ظاهر في الوجوب وغلى هذا ذهب الإمام أبو حنيفة
القول الثاني : إنها سنة مؤكدة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا رأيتم هلال ذو الحجة وأراد احدكم أن يضحي ، فليمسك عن شعره وأظفاره )) رواه مسلم .
ما الذي يضحى به ؟
لا يجزئ في الأضحية إلا الأنعام وهي الأبل والبقر والغنم ( الضأن والمعز) ولا تجزئ من غير هذه الثلاثة
حيث يجزئ في الضأن ما له ( نصف سنه ) ومن المعز ما له ( سنه ) ومن البقر ما له ( سنتان ) ومن الأبل ما له ( خمس سنوات ) يستوي في ذلك الذكر والأنثى .
عن كم شخص تجزئ البدنه والبقرة ؟
عن جابر رضى الله عنه قال : (( نحرنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عام الحديبية البدنه عن سبعة والبقرة عن سبعة )) رواه مسلم وأبن ماجة وابو داود والترمذي
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : (( كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في سفر فحضر الأضحى فأشتركنا في البقرة سبعة وفي البعير عشرة )) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه
وكفاية الإبل عن سبعة أو عن عشرة أمر فيه وسع والله تعالى أعلم .
كفاية أضحية واحدة عن البيت الواحد :
إذا ضحى الإنسان بشاة من الضأن أو المعز أجزأت عنه وعن اهل بيته ، وقد ثبت في الصحيح عن عائشة رضى الله عنها أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أتى بكبش ليضحي به فأضطجعه ثم ذبحه ثم قال : (( بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد )) رواه مسلم
وعن عطاء بن يسار قال : سألت أبا أيوب : كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : (( كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن اهل بيته فيأكلون ويطعمون ، حتى تباهي الناس فصارت كما ترى )) رواه الترمذي وابن ماجه وقد ذهب إلى أن الشاة الواحدة تجزئ عن الرجل وأهله وان كثروا : وهم مالك والشافعي واحمد
( رحمهم الله )
يتبع