والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله الطيبين
الطاهرين وبعد
فان ما يمارسه الحاقدون اليوم من
الصهاينة وأعوانهم من قتل وتشريد للمسلمين تحت شعار مكافحة الإرهاب ، لهو آخر ما
في جعبتهم من مكائد ضد الإسلام وأهله ، ذلك أنهم جربوا من قبل مختلف الأساليب
لمحاربة هذا الدين والحد من صحوة أبنائه فنشروا الأكاذيب لتشويه الحقائق عن القرآن
الكريم وعن شخصية النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وزعموا قصور الإسلام والمسلمين عن
اللحاق بركب الحضارة والمدنية وزعموا عدم صلاحية الإسلام لتنظيم حاجات المجتمع
إضافة إلى مؤامراتهم العملية في تقطيع أوصال الوطن الإسلامي إلى أقطار متفرقة ، ثم
محاولات تطبيع أفراد الأمة بطبائع الغرب وأخلاقه وأفكاره فجميع المؤامرات قد فشلت
في القضاء على هذا الدين الحق بل وفشلت أيضا في وقف الوعي المتنامي لأفراد المجتمع
الإسلامي ، ولهذا لم يجدوا بداً من اللجوء إلى استخدام القوة في ضرب الإسلام وأهله
تحت شعار مكافحة الإرهاب واستمرارهم في
تلك المؤامرات دليل على خوفهم وفزعهم من خطورة هذا الدين على مستقبل كياناتهم
المهزوزة وأفكارهم المتخاذلة ولعل من أهم ما يثير فزعهم من هذا الدين هو دخول
الناس فيه بكثرة في جميع بقلع العالم وخصوصا أمريكا وبلدان أوربا حيث مقرات
دسائسهم ضد الإسلام فلا يكاد يمر يوم إلا وعشرات الأفراد يعلنون انتمائهم لدين
الله سواء كان انتماءاً ذاتياً أو تأثراً بعظمة القرآن أو نتيجة جهود الدعاة إلى
الله ذلك الانتماء الطوعي الذي يدل دلالة باهرة على أن الإسلام هو دين الفطرة الذي
لم يرتض الله لعباده سواه . فالواجب على المسلمين خصوصاً في هذه المرحلة أن يشعروا
أنفسهم العزة والآباء لأنهم يحملون في صدورهم الدين الحق الذي كتب الله له الرفعة
والعلو (( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )) ( أل عمران: 139
) فعلى المسلمين لا يضعفوا بسبب ما أصاب إخوانهم من نكبات ولكن عليهم أن يتألموا
لآلامهم وأن يدعو الله لهم بالصبر والثبات والنصر على الأعداء وان يعملوا بصدق وإخلاص
على تحقيق وعد الله فيهم من النصر والتمكين في الأرض وذلك باتصافهم بالأسباب التي
كتب الله لمن اتصف بها نصره وتأييده والتي يمثلها قوله تعالى على لسان الفئة
المؤمنة ( وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا أغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا
وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) ( آل عمران:147 ) فبعودة المسلمين إلى
منهج الله بإصلاحهم لأنفسهم وأهليهم وبالعمل على وحدة الصف الإسلامي ، وببذل
الدعاة جهدهم على إذكاء محبة الآخرة على الحياة الدنيا في قلوب المسلمين بذلك كله
يتحقق النصر بإذن الله
فنسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في
القول والعمل وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه أنه سميع مجيب