قبل أن يولد نوح عاش خمسة رجال صالحين من أجداد قوم نوح، عاشوا زمنا ثم ماتوا، كانت أسماء الرجال الخمسة هي: (ودَّ، سُواع، يغوث، يعوق، نسرا). بعد موتهم صنع الناس لهم تماثيل في مجال الذكرى والتكريم، ومضى الوقت.. ومات الذين نحتوا التماثيل.. وجاء أبناؤهم.. ومات الأبناء وجاء أبناء الأبناء.. ثم نسجت قصصا وحكايات حول التماثيل تعزو لها قوة خاصة.. واستغل إبليس الفرصة، وأوهم الناس أن هذه تماثيل آلهة تملك النفع وتقدر على الضرر.. وبدأ الناس يعبدون هذه التماثيل. وقد ذكر القرآن عبادتهم لهذه الأصنام ، قال تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا(22)وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا(23) } سورة نوح .
- إرسال نوح عليه السلام -
كان نوح على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس ، وكل الأنبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم ، وكان كثير الشكر لله عزّ وجلّ ، فاختاره الله لحمل الرسالة ، فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(59) } سورة الأعراف ، بهذه الجملة المُوجَـزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية وحقيقة البعث، هناك إله خالق وهو وحده الذي يستحق العبادة ، وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة ، يوم عظيم، فيه عذاب.
شرح نوح لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غير إله واحد هو الخالق ، أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع، حدثهم عن تكريم الله للإنسان ، كيف خلقه، ومنحه الرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام إلا ظلم للعقل وللبشرية. تحرك قوم نوح في اتجاهين بعد دعوته ، لمست الدعوة قلوب الضعفاء والفقراء والبؤساء، وانحنت على جراحهم وآلامهم بالرحمة. أما الأغنياء والأقوياء والكبراء، تأملوا الدعوة بعين الشك ولما كانوا يستفيدون من بقاء الأوضاع على ما هي عليه, فقد بدؤوا حربهم ضد نوح. في البداية اتهموا نوحا بأنه بشر مثلهم: { فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا } سوة هود .
رغم أن نوحا لم يقل غير ذلك ، وأكد أنه مجرد بشر ثم إن الله تبارك وتعالى يرسل إلى الأرض رسولا من البشر لأن الأرض يسكنها البشر، ولو كانت الأرض تسكنها الملائكة لأرسل الله رسولا من الملائكة.
استمرت الحرب بين الكافرين ونوح عليه السلام ، في البداية .. تصور الكفرة يومها أن دعوة نوح لا تلبث أن تنطفئ وحدها، فلما وجدوا الدعوة تجتذب الفقراء والضعفاء وأهل الصناعات البسيطة بدؤوا الهجوم على نوح من هذه الناحية ، فهاجموه في أتباعه وقالوا له: لم يتبعك غير الفقراء والضعفاء والأراذل. { وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ(27) } سورة هود ، هكذا اندلع الصراع بين نوح ورؤساء قومه ، ولجأ الذين كفروا إلى المساومة فقالوا لنوح: اسمع يا نوح إذا أردت أن نؤمن لك فاطرد الذين آمنوا بك ، إنهم ضعفاء وفقراء، ونحن سادة القوم وأغنياؤهم ، ويستحيل أن تضمنا دعوة واحدة مع هؤلاء ، استمع نوح عليه السلام إلى كفار قومه وأدرك أنهم يعاندون، ورغم ذلك كان طيبا في رده ، أفهم قومه أنه لا يستطيع أن يطرد المؤمنين، لأنهم أولا ليسوا ضيوفه، إنما هم ضيوف الله.. وليست الرحمة بيته الذي يدخل فيه من يشاء أو يطرد منه من يشاء، إنما الرحمة بيت الله الذي يستقبل فيه من يشاء.
كان نوح يناقش كل حجج الكافرين بمنطق الأنبياء السليم ، وهو منطق الفكر الذي يجرد نفسه من الكبرياء الشخصي وهوى المصالح الخاصة ، قال لهم إن الله قد آتاه الرسالة والنبوة والرحمة وإن كلمة لا إله إلا الله لا تفرض على أحد من البشر ، أفهمهم أنه لا يطلب منهم مقابلا لدعوته، لا يطلب منهم مالا فيثقل عليهم ، وأفهمهم أنه لا يستطيع أن يطرد الذين آمنوا بالله، وأن له حدوده كنبي ، وحدوده لا تعطيه حق طرد المؤمنين لسببين: أنهم سيلقون الله مؤمنين به فكيف يطرد مؤمنا بالله؟ ثم أنه لو طردهم لخاصموه عند الله، فيجازي الله من طردهم، فمن الذي ينصر نوحا من الله لو طردهم؟
وهكذا انتهى نوح إلى أن مطالبة قومه له بطرد المؤمنين جهل منهم ، وعاد نوح يقول لهم أنه لا يدعى لنفسه أكثر مما له من حق، وأخبرهم بتذللـه وتواضعه لله عز وجل، فهو لا يدعي لنفسه ما ليس له من خزائن الله، وهي إنعامه على من يشاء من عباده، وهو لا يعلم الغيب، لأن الغيب علم اختص الله تعالى وحده به.
أخبرهم أيضا أنه ليس مَـلـَكـًا ، بمعنى أن منزلته ليست كمنزلة الملائكة.. قال لهم نوح عليه السلام : إن الذين تزدري أعينكم وتحتقر ؛ إن هؤلاء المؤمنين الذي تحتقرونهم لن تبطل أجورهم وتضيع لاحتقاركم لهم ، الله أعلم بما في أنفسهم. هو الذي يجازيهم عليه ويؤاخذهم به. أظلم نفسي لو قلت إن الله لن يؤتيهم خيرا ، وسئم الملأ يومها من هذا الجدل الذي يجادله نوح.. حكى الله موقفهم منه في سورة (هود): { قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) } .
وتستمر المعركة .. وتطول المناقشة بين الكافرين من قوم نوح وبينه إذ انهارت كل حجج الكافرين ولم يعد لديهم ما يقال، بدؤوا يخرجون عن حدود الأدب ويشتمون نبي الله: { قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(60) } سورة الأعراف ، ورد عليهم نوح بأدب الأنبياء العظيم: { قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(61)أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(62)} سورة الأعراف .
ويستمر نوح في دعوة قومه إلى الله ، ساعة بعد ساعة ، ويوما بعد يوم ، وعاما بعد عام .. ومرت الأعوام ونوح يدعو قومه ، كان يدعوهم ليلا ونهارا، وسرا وجهرا، يضرب لهم الأمثال ويشرح لهم الآيات ويبين لهم قدرة الله في الكائنات، وكلما دعاهم إلى الله فروا منه، وكلما دعاهم ليغفر الله لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا عن سماع الحق. واستمر نوح يدعو قومه حوالي ألف سنة إلا خمسين عاما ، وكان يلاحظ أن عدد المؤمنين لا يزيد، بينما يزيد عدد الكافرين. وحزن نوح غير أنه لم يفقد الأمل، وظل يدعو قومه ويجادلهم، وظل قومه على الكبرياء والكفر والتبجح ، وحزن نوح على قومه لكنه لم يبلغ درجة اليأس ، ويبدو أن أعمار الناس قبل الطوفان كانت طويلة، وربما يكون هذا العمر الطويل لنوح معجزة خاصة له.
وجاء يوم أوحى الله إليه ...
وجاء يوم أوحى الله إلى نوح عليه السلام أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ، وأوحى الله إليه ألا يحزن عليهم ، ساعتها دعا نوح على الكافرين بالهلاك: { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا(26)إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا(27) }
- نوح والطوفان -
ثم أصدر الله تعالى حكمه على الكافرين بالطوفان ، أمر الله تعالى عبده نوحا أن يصنع سفينة على مرأى منه وطبقا لتوجيهاته ومساعدة الملائكة ، وبدأ نوح يغرس الشجر ويزرعه ليصنع منه السفينة .
انتظر سنوات .. ثم قطع ما زرعه، وبدأ نجارته. كانت سفينة عظيمة الطول والارتفاع والمتانة، وقد اختلف المفسرون في حجمها، وهيئتها، وعدد طبقاتها، ومدة عملها، والمكان الذي عملت فيه، ومقدار طولها، وعرضها ، ولا يتعلق بمعرفتها فائدة أصلا ، فقد تجاوز الله تعالى هذه التفصيلات التي لا أهمية لها إلى مضمون القصة ومغزاها المهم.
بدأ نوح يبني السفينة، ويمر عليه الكفار فيرونه منهمكا في صنع السفينة، والجفاف سائد، وليست هناك أنهار قريبة أو بحار ، كيف ستجري هذه السفينة إذن يا نوح؟ هل ستجري على الأرض؟ أين الماء الذي يمكن أن تسبح فيه سفينتك؟ لقد جن نوح ..
وترتفع ضحكات الكافرين وتزداد سخريتهم من نوح ، فكانوا يسخرون منه قائلين: صرت نجارا بعد أن كنت نبيا! إن قمة الصراع في قصة نوح تتجلى في هذه المساحة الزمنية، إن الباطل يسخر من الحق. يضحك عليه طويلا، متصورا أن الدنيا ملكه، وأن الأمن نصيبه، وأن العذاب غير واقع.. غير أن هذا كله مؤقت بموعد حلول الطوفان ، عندئذ يسخر المؤمنون من الكافرين، وتكون سخريتهم هي الحق.
انتهى صنع السفينة، وجلس نوح ينتظر أمر الله ، أوحى الله إلى نوح أنه إذا فار التنور هذا علامة على بدء الطوفان ، قيل في تفسير التنور أنه بركان في المنطقة، وقيل أنه الفرن الكائن في بيت نوح، إذا خرج منه الماء وفار كان هذا أمرا لنوح بالحركة.
وجاء اليوم الرهيب، فار التنور .. وأسرع نوح يفتح سفينته ويدعو المؤمنين إليها، وهبط جبريل عليه السلام إلى الأرض ، حمل نوح إلى السفينة من كل حيوان وطير ووحش زوجين اثنين ، كان نوح قد صنع أقفاصا للوحوش وهو يصنع السفينة.
وساق جبريل عليه السلام أمامه من كل زوجين اثنين، لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الأرض، وهذا معناه أن الطوفان أغرق الأرض كلها، فلولا ذلك ما كان هناك معنى لحمل هذه الأنواع من الحيوان والطير.
وبدأ صعود السفينة .. صعدت الحيوانات والوحوش والطيور، وصعد من آمن بنوح، وكان عدد المؤمنين قليلا. لم تكن زوجة نوح مؤمنة به فلم تصعد، وكان أحد أبنائه يخفي كفره ويبدي الإيمان أمام نوح، فلم يصعد هو الآخر. وكانت أغلبية الناس غير مؤمنة هي الأخرى، فلم تصعد. وصعد المؤمنون .. ارتفعت المياه من فتحات الأرض .. انهمرت من السماء أمطارا غزيرة بكميات لم تر مثلها الأرض. فالتقت أمطار السماء بمياه الأرض، وصارت ترتفع ساعة بعد ساعة. فقدت البحار هدوأها، وانفجرت أمواجها تجور على اليابسة، وتكتسح الأرض .. وغرقت الكرة الأرضية للمرة الأولى في المياه. ارتفعت المياه أعلى من الناس. تجاوزت قمم الأشجار، وقمم الجبال، وغطت سطح الأرض كله. وفي بداية الطوفان نادى نوح ابنه ، كان ابنه يقف بمعزل منه. ويحكي لنا المولى عز وجل الحوار القصير الذي دار بين نوح عليه السلام وابنه قبل أن يحول بينهما الموج فجأة: { وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ(42)قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ } سورة هود ، واستمر الطوفان .. استمر يحمل سفينة نوح بعد ساعات من بدايته، كانت كل عين تطرف على الأرض قد هلكت غرقا ، لم يعد باقيا من الحياة والأحياء غير هذا الجزء الخشبي من سفينة نوح ، وهو ينطوي على الخلاصة المؤمنة من أهل الأرض ، وأنواع الحيوانات والطيور التي اختيرت بعناية. ومن الصعب اليوم تصور هول الطوفان أو عظمته ، كان شيئا مروعا يدل على قدرة الخالق ، كانت السفينة تجري بهم في موج كالجبال ، ويعتقد بعض علماء الجيولوجيا اليوم إن انفصال القارات وتشكل الأرض في صورتها الحالية، قد وقعا نتيجة طوفان قديم جبار، ثارت فيه المياه ثورة غير مفهومة حتى غطت سطح الجزء اليابس من الأرض، وارتفعت فيه قيعان المحيطات ووقع فيه ما نستطيع تسميته بالثورة الجغرافية.
استمر طوفان نوح زمنا لا نعرف مقداره ، ثم صدر الأمر الإلهي إلى السماء أن تكف عن الإمطار، وإلى الأرض أن تستقر وتبتلع الماء، وإلى أخشاب السفينة أن ترسو على الجودي، وهو اسم مكان قديم يقال أنه جبل في العراق ، فطهر الطوفان الأرض وغسلها. قال تعالى في سورة (هود): {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45 ) } أراد نوح أن يقول لله أن ابنه من أهله المؤمنين ، وقد وعده الله بنجاة أهله المؤمنين. قال الله سبحانه وتعالى، مطلعا نوحا على حقيقة ابنه للمرة الأولى: {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ( 46)} سورة هود ، وثمة درس مهم تنطوي عليه الآيات الكريمة التي تحكي قصة نوح وابنه ، أراد الله سبحانه وتعالى أن يقول لنبيه الكريم أن ابنه ليس من أهله، لأنه لم يؤمن بالله، وليس الدم هو الصلة الحقيقية بين الناس. ابن النبي هو ابنه في العقيدة ، هو من يتبع الله والنبي، وليس ابنه من يكفر به ولو كان من صلبه ، هنا ينبغي أن يتبرأ المؤمن من غير المؤمن ، وهنا أيضا ينبغي أن تتصل بين المؤمنين صلات العقيدة فحسب ، لا اعتبارات الدم أو الجنس أو اللون أو الأرض.
واستغفر نوح ربه وتاب إليه ورحمه الله وأمره أن يهبط من السفينة محاطا ببركة الله ورعايته ، وهبط نوح من سفينته.. أطلق سراح الطيور والوحش فتفرقت في الأرض، نزل المؤمنون بعد ذلك ، ولا يحكي لنا القرآن الكريم قصة من آمن مع نوح بعد نجاتهم من الطوفان.
شــاركـينـا ..
-قال تعالى في كتابه العزيز : " وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا" ، أصحاب هذه الأسماء هم :
أ-رجالٌ صالحون من أجداد قوم نوح صنعت لهم تماثيل مُجِّدَت وعُبِدَت .
ب-رجالٌ فاسقون من أجداد قوم نوح صنعت لهم تماثيل مُجِّدَت وعُبِدَت .
ت-رجالٌ فاسقون من قوم نوح عاثوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد .
ث-أبناء نوح عليه السلام والذين ذهب بهم الطوفان فخلد ذكراهم بتماثيل مُجِّدَت وعُبِدَت .
-شرح نوح عليه السلام لقومه حقيقة الألوهية لله وحده لا شريك له وأنه وحده المستحق للعبادة وأن هناك موت ثم بعث ثم يوم عظيم يعذب فيه الكافر ويخلد في جهنم ، فكان موقف قومه من دعوته أن :
أ-تتبعوه جميعاً ورضخوا لكلمة الحق وعبدوا الله زمناً طويلاً حتى كفرت منهم طائفة فذهب بها الطوفان .
ب-كفروا بدعوة نوح عليه السلام حتى جاءهم الطوفان وذهب بمن كفر أجمعين .
ت-انقسموا فريقين : فقراء ضعفاء متعبون وأغنياء كبراء مستكبرون وكافرون .
ث-اتبعوا الحق مع وجود شكوكٍ في قلوبهم استحقوا بها العذاب .
-قال تعالى في سورة العنكبوت "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)" فكان ذلك :
أ-بعد صبر من نوح عليه السلام وثبات على الدعوة دام 950 عاماً فنفذ صبره ودعا عليهم بالهلاك فأتاهم الطوفان .
ب-بعد صبر من نوح عليه السلام وثبات على الدعوة دام 950 عاماً فأتاه أمر الله وحياً أن لن يؤمن بعد من القوم غير من آمن فدعا عليهم فجاءهم الطوفان .
ت-بعد صبر من نوح عليه السلام وثبات على الدعوة دام 950 عاماً حيث أكثر قوم نوح الطغيان وعاثوا في الأرض الفساد فأهلكهم الله بالطوفان .
ث - بعد صبر من نوح عليه السلام وثبات على الدعوة دام 950 عاماً فاكتشف نوح عليه السلام كفر ابنه فدعا على القوم فجاءهم الطوفان
- أوحى الله تبارك وتعالى لنوح عليه السلام بعلامة التحرك والصعود إلى السفينة ، كانت تلك العلامة :
أ- غرق ابنه بعد أن حال بينهم الموج .
ب- فوران التنور .
ت- انفتاح الأرض أمواجاً عظيمة بغتة .
ث- نزول طلّ يسير من السماء ( والطلّ هو الغيث الخفيف ) .
- جعل نوح عليه السلام يبني سفينته فأنشأ فيها أقفاصاً وبيوتاً لحيوانات جمع من كل صنفٍ منها زوجين اثنين وذلك :
أ-لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الأرض بعد أن يهلك الطوفان الأرض كلها عدا سفينتهم.
ب- وحياً من الله فاتبع نوح أمره دون مراء أو جدل .
ت- ليضمن نوح عليه السلام مطعماً يغذيه مع من آمن في السفينة خلال الطوفان .
ث- لضمان تحقيق ثقل في السفينة ينجيها وقت الطوفان من الغرق .