الأسبرين ومكافحة السرطان
* وتم إثبات ذلك على سرطان الجهاز الهضمي، بما فيه سرطان القولون، ولكن الأبحاث تشير إلى وجود أمل أيضا في أن الأسبرين قد يساعد على الوقاية من أنواع أخرى من الأورام من بينها سرطان البروستاتا. ولكن من الممكن أن يتسبب الأسبرين في حدوث نزف في الجهاز الهضمي وله أضرار جانبية أخرى، حتى مع تناوله بجرعات ضئيلة. في المجمل يعتقد معظم الخبراء أنه من المبكر للغاية التوصية بتناول الأسبرين خصيصا من أجل الوقاية من السرطان إلا لبعض الأشخاص الذين تزداد لديهم خطورة الإصابة بسرطان القولون وتنخفض لديهم إمكانية الإصابة بالقرحة الهضمية والنزف.
يعد الأسبرين أقدم مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، كما أنه أكثر تلك الأدوية أمانا، حيث إنه الوحيد الذي لا يزيد من خطورة الإصابة بأزمات قلبية أو السكتات الدماغية. وقد توصل تحليل لنتائج 17 دراسة عن الأسبرين إلى صلة العقار بانخفاض إمكانية الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 17 في المائة. وأشار بحث آخر إلى أن العديد من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية غير الأسبرين لديها أيضا القدرة على الحد من إمكانية الإصابة بالسرطان. وأشار 12 بحثا أجريت حول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية غير الأسبرين إلى انخفاض الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 10 في المائة.
أما مركبات الأسيتامينوفين acetaminophen (مثل دواء «تيلنول» Tylenol وأسماء تجارية أخرى)، فليس من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، ولكنه يعمل على تسكين الألم وخفض الحرارة وهو ما يتشابه فيه مع الأسبرين ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية الأخرى. ويتميز الأسيتامينوفين بأنه أكثر أمانا من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، حيث إنه لا يسبب النزف أو يزيد من احتمالية الإصابة بأزمات قلبية أو سكتات دماغية، ولكن إذا تم الإفراط في تناوله، فمن الممكن أن يصاب الكبد بأضرار. وربط أحد التقارير أيضا بين تناوله والإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهو أيضا أحد الآثار الجانبية الممكنة لتناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية. ولكن لا يؤدي الأسيتامينوفين أي نشاط مضاد للالتهاب
ربما يساعد على الوقاية من السرطان، فهل يستطيع الدواء الحد من إمكانية الإصابة بالأورام الخبيثة؟
تشير دراسة أخرى إلى أن الأسيتامينوفين قد يحقق الوقاية على الأقل من سرطان البروستاتا. شارك 78485 رجلا متطوعا في دراسة حول «التغذية لدراسة الوقاية من السرطان رقم 2». كان الرجال غير مصابين بسرطان البروستاتا في الدراسة وقتما انضموا إليها في عام 1992. وقدم كل مشارك معلومات تفصيلية حول الأدوية التي يتناولها والعوامل الديموغرافية والطبية وأسلوب الحياة. تابع الباحثون الرجال المشاركين حتى عام 2007؛ وأثناء المتابعة التي استمرت 15 عاما، تم تشخيص إصابة 8092 رجلا بسرطان البروستاتا.
وعلى الرغم من عدم وجود صلة بين تناول جرعة سابقة أو خفيفة أو قصيرة المدى من الأسيتامينوفين وانخفاض معدل الإصابة بسرطان البروستاتا، فإنه اتضح أن التناول المنتظم لثلاثين قرصا أو أكثر لمدة خمسة أعوام أو أكثر يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 38 في المائة، كما أن تناوله له علاقة بانخفاض نسبة حدة سرطان البروستاتا بمعدل 51 في المائة. ظلت هذه النتائج صحيحة حتى بعد أن وضع الباحثون في الاعتبار تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية والسمنة والسن والعرق والتعليم والإصابة بمرض السكري ومستوى مستضد البروستاتا النوعي.
هل يجب عليك تناول أسيتامينوفين للوقاية من سرطان البروستاتا؟
لا، أو على الأقل ليس الآن؛ إذ ما زالت هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث؛ على الرغم من توصل دراسة سابقة أجريت في المملكة المتحدة إلى وجود علاقة بين تناول الأسيتامينوفين وانخفاض نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا إلى 40 في المائة، إلا أن أربع دراسات أصغر حجما أثبتت عدم فائدته. وفي حين تشير الدراسة الأميركية الجديدة إلى وجود فائدة كبيرة، فإن هذا النوع من الدراسات التي تعتمد على الملاحظة يمكنها إيجاد صلات بين الأشياء ولكن ليس معرفة السبب والنتيجة. ومع ذلك، في الوقت الذي ننتظر فيه مزيدا من الأبحاث، ربما تساعد الدراسة الجديدة مستخدمي الأسيتامينوفين على التوقف عن حسد متناولي الأسبرين.