تب نادر شكرى
محمد مرسى رئيسا لمصر، عبارة فجرت الأفراح بين الكثير من المصريين وأصابت آخرين بصدمه وحزن لما وصفه البعض من مخاوف الدولة الدينية، ويرى البعض أنها خطة أمريكية لتقسيم مصر عن طريق الإسلاميين، وفى وسط هذا يقف الأقباط فى حالة ذهول ويحملون العديد من المخاوف تتعلق بالمواطنة والدولة المدنية، وتفتح أمامهم العديد من التساؤلات والمطالب للرئيس الجديد.
وطالب الأب رفيق جريش، المتحدث الإعلامى باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، الرئيس الجديد محمد مرسى بتنفيذ وعوده التى قطعها على نفسه أثناء حملته الانتخابية، بأن يكون رئيسا لكل المصريين، وأن يعمل جاهدا على حل مشكلات المصريين المتعلقة بالفقر والصحة والأزمات الاقتصادية، وأن يعزز من كيان الدولة المدنية ويبدد مخاوف المصريين بشأن شبح الدولة الدينية التى يخشى الكثير من الوقوع فيها.
وحول مطالب الأقباط قال جريش، إن مطالب الأقباط تتعلق بالحفاظ على قيم المواطنة، وبالإسراع فى إصدار العديد من القوانين العالقة التى ما زالت مجمدة، ومنها قانون دور العبادة الموحد والأحوال الشخصية وقانون تجريم التمييز الدينى وتفعيل هذه القوانين.
وقال القس رفعت فكرى، رئيس مجلس الإعلام بالسنودس الإنجيلى، إن فوز مرسى بالرئاسة ليس خطرا على الأقباط، ولكن على كيان الدولة المدنية والحريات التى تجد تحديات كبيرة فى تولى حكام متأسلمين أو بالتحديد تيار الإسلام السياسى.
وأشار فكرى إلى أنه لا يتوقع تحسنا لوضع الأقباط فى حقبة "الإخوان المسلمين" وسيتم إهدار مبادئ المواطنة، وسوف يزداد التمييز الدينى لغير المسلمين والمرأة، وسيلجأ الإخوان لسياسية التوريث التى كانوا ينتقدون مبارك فيها بحيث يتم إحلال واستبدال كافة المؤسسات والوزارات بأنصار الإخوان أو ما ساندهم وهم المتحولون، ولذا سيدفع المدنيون عامة والأقباط خاصة ثمن وصول مرسى للرئاسة الذى لم يكن فى يوم معبرا عن الثورة، ولو كان مرشحا آخر أمامه غير أحمد شفيق لفاز باكتساح وخسر مرسى.
وأضاف أن المشهد المستقبلى غامض وغير واضح المعالم فى ظل عدم إعداد الدستور أو تحديد صلاحيات الرئيس والموقف من البرلمان، ولكن فى كل الأحوال، فمرسى مطلب بأن يحترم المواطنة والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان وعدم المساس بمدنية الدولة.
وأكد أن هناك مخاوف قبطية دفعت البعض للتفكير فى الهجرة، ولكن هذا يتوقف على أداء مرسى إذا ما التزم بتنفيذ وعوده بمدنية الدولة أو انحرف عن ذلك، ودفع بمصر إلى براثن الدولة الدينية.
من جانبه قال الأنبا باخوميوس، القائم مقام البطريركى، إن الكنيسة تصلى دائما من أجل مصر ومن أجل الحكام لكى يعطى الله لهم الحكمة فى قيادة البلاد، بما يحقق الخير للبلاد، مشيرا إلى أن الكنيسة سوف تتعامل مع الرئيس الذى تأتى به الصناديق، ولكن عليه أن يراعى دائما أنه رئيس لكل المصريين ويحكم بعدالة ومساواة دون تمييز، ويراعى أن الدولة بها مؤسسات قانونية يجب أن يفعل دورها فى الإطار القانونى، ويحفظ مدنية الدولة ومبادئ المواطنة، وأن يكون رئيسا يجمع شمل المصريين دون أن يكون رئيسا لتيار بعينه، وأن الأقباط هم جزء أصيل من الوطن، وعليه أن يراعى بعض المشكلات التى تنتظر حلا مثل القوانين المجمدة وقانون دور العبادة الموحد والأحوال الشخصية.