الحمد لله العزيز الغفار، يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار .. أحمده علي جزيل فضله وإنعامه ، وعظيم كرمه وإحسانه ، والصلاة والسلام على نبيه المصطفي ورسوله المجتبى محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وبعد :
فان الله عز وجل أمر عباده بالتوبة والاستغفار في آيات كثيرة من كتابه الكريم ، وسمى ووصف نفسه بالغفار والغفور وغافر الذنب ، وأثنى على المستغفرين ووعدهم بجزيل الثواب ، فالله عز وجل يرضى عن المستغفر الصادق لأنه يعترف بذنبه ويتذلل بين يدي ربه وخالقه ، فالاستغفار هو الدواء الناجع والعلاج الناجح من الذنوب والخطايا ، فيا من مزقه القلق ، وأضناه الهم ، وعذبه الحزن ، عليك بالاستغفار فإنه يقشع سحب الهموم ، ويزيل غيوم الغموم ، وهو البلسم الشافي ، والدواء الكافي .
•تعريف الاستغفار:
الاستغفار مصدر من استغفر ، ومادته «غفر » التي تدل على الستر ، فالغفر الستر ، والغفر والغفران بمعنى واحد ، يقال : غفر الله ذنبه غفرا ومغفرة وغفرانا .
وقال الخطابي : الغفار هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد مرة ، كلما تكررت التوبة من الذنب تكررت المغفرة ، فالغفار الساتر لذنوب عباده المسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته ، فلا يكشف أمر العبد لخلقه ، ولا يهتك ستره بالعقوبة التي تشهره في عيونهم .
•الاستغفار خصوصية للمؤمنين :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر لإخوانه المؤمنين ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : نعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه ، فقال : « استغفروا لأخيكم» رواه البخاري .