مرض السكر يكاد يصبح –دون أي مبالغة- بمثابة وباء يصيب في طريقه كل يوم أبرياء جدداً، ليس من الكبار فقط بل من الأطفال أيضاً، فالمرض وما يسببه من مضاعفات تؤثر على سلامة باقي أعضاء الجسم تقريباً يجب أن ننظر إليه كخطر قومي ينبغي التحفز لمواجهته والحد من أثاره السلبية على المجتمع وتكلفته الضخمة على المريض والدولة بشكل عام.
وقد نظمت كلاً من الجمعية المصرية لأمراض السكر برعاية منظمة الصحة العالمية وشركة "نوفارتس" الشركة الرائدة في مجال صناعة الدواء في العالم مؤتمر طبياً حول أمراض السكر، الغرض من المؤتمر في المقام الأول هو العمل على إذكاء الوعي العالمي بخطورة وأهمية أمراض السكر، حيث أن حوالي 5 مليون مصري يعانون من أمراض السكر ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين بالمرض حتى عام 2030 حوالي 8 ملايين و600 ألف شخص في مصر.
كما يبلغ إجمالى عدد المصابين بالسكر يبلغ نحو 344 مليون شخص حول العالم في الوقت الذي جاءت فيه خمس دول عربية ضمن أكثر عشر دول فى العالم ينتشر فيها المرض.
وتأتي خطورة أمراض السكر، كما يؤكد الدكتور شريف حافظ أستاذ أمراض السكر جامعة القاهرة أن 50% من مرضى السكر لا يعرفون بمرضهم ويتم تشخيصهم فقط بالصدفة أو عند حدوث المضاعفات ومعظمها تحدث بسبب التأثير الضار على الأوعية الدموية سواء الدقيقة أو الكبيرة ومنها المضاعفات على الجهاز الدوري والقلب ويكون مريض السكر معرضاً أكثر من غيره للإصابة بضيق شرايين القلب والذبحة الصدرية وجلطات القلب وبالتالي قد يحدث هبوط بالقلب، وقد تكون الوفاة بسبب الإصابة بأمراض شرايين القلب التي تحدث بسبب مضاعفات مرض السكر أكثر من الوفاة بسبب مرض السكر نفسه.
بإلاضافة إلى أن أمراض القلب لدى مريض السكر تحدث مبكراً مقارنة بغير المصابين بالسكر، خاصةً إذا كان مريض السكر لديه عوامل خطورة أخرى وعلى رأسها التدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم والدهون وغيرها.
خطورة مرض السكر
أوضح الدكتور إبراهيم الإبراشي أن المشكلة الحقيقية في مصر أن أكثر من 50% من مرضى السكر لا يعلمون أنهم مصابون بالمرض وهذا يتسبب في إصابتهم بالمضاعفات مبكراً نتيجة عدم التشخيص وأنهم يظلوا لسنوات بدون علاج، بالإضافة إلى وجود 5 مليون شخص لديهم استعداد للإصابة بالمرض أى مرحلة ما قبل السكر وهم فئات عديدة منها:
- الأشخاص المصابين بالبدانة وهم أكثر عرضة للإصابة بالسكر.
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ وراثي بالأسرة الوالد أو الولادة أو الأخوات.
- مرضى ارتفاع ضغط الدم.
- المرضى الذين يعانون من زيادة دهون الدم الكوليسترول.
- السيدات اللاتي يصبن بالسكر أثناء الحمل.
- السيدات اللاتي تلد أطفال وزن الولادة لهم أكثر من 4 كيلو.
- السيدات والفتيات اللاتي يعانين من تكيسات في المبايض.
- الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية التي تساهم في الإصابة بالسكر مثل الهرمونات ومدرات البول والكورتيزونات.
- مرضى فيروس "سي"، حيث إن مصر بها حوالي 9 مليون مريض بفيروس "سي" 25 % منهم معرضين للإصابة بمرض السكر لأن فيروس "سي" يصنع نوع من المناعة لعمل الانسولين الداخلي في الجسم.
وشددت الدكتور الإبراشي على أهمية متابعة المرضى لحالتهم من خلال زيارة الطبيب بانتظام وعمل التحليل بشكل دوري ومحاولة خفض الوزن من أهم عوامل حماية مريض السكر من الإصابة بأي مضاعفات.
جيل جديد من علاجات السكر
توصل الأطباء إلى جيل جديد من أقراص علاج السكر من النوع الثاني أصبحت متاحة للمريض المصرى بعد وجودها في البلاد المتقدمة ودول الخليج منذ عامين، والتي تتميز بالحفاظ على ضبط مستوى السكر بالدم وعدم تعرض المريض لنوبات اخفاض مفاجئ، بالإضافة إلى الحفاظ على وزن المريض وعدم إصابته بالسمنة.
فمنذ اكتشاف الانسولين كعلاج لمرض السكر في عام 1922 والذي كان فتح كبير في هذا الوقت والأبحاث في مجال اكتشاف علاجات جديدة للمرض لا تتوقف وخلال هذه الفترة حدث العديد من الطفرات في أساليب العلاج ومنها تقسيم علاجات السكر حسب نوع المرض سكر من النوع الأول والذي يعتمد على الانسولين في العلاج أو السكر من النوع الثاني والذي يتم الاعتماد فيه على الأقراص خاصةً في بداية التشخيص والعلاج بالأقراص مر أيضاً بمراحل عديدة.
وأوضح الدكتور محمد خطاب أستاذ أمراض الباطنة بجامعة القاهرة، أن هناك جيل جديد من أقراص علاج السكر من النوع الثاني تسمى مثبطات "4D.P.P." ومنها:
"فيلداجلتين" وتتميز بأنها تعمل عند تناول المريض للوجبات فقط وبالتالي فهى تحافظ على خلايا البنكرياس التي تفرز الانسولين في الجسم، حيث إن الخلايا تعمل فقط عند الحاجة إلى ذلك في حين أن العلاجات السابقة كانت تجعل خلايا البنكرياس تعمل طول الوقت وهذا كان يتسبب في انخفاض مستوى السكر في الدم وتعرض المريض للخطر وأيضاً إجهاد خلايا البنكرياس المسئولة عن إفراز الانسولين.
ويضيف الدكتور خطاب أن هذه الأدوية تساعد المريض في أن يظل لفترة طويلة يعتمد على الأقراص في العلاج ولا يتحول سريعاً إلى استخدام الانسولين في العلاج، كما أن الأبحاث التي أجريت على هذه العلاجات أكدت أن لها نفس تأثير الأقرص المستخدمة من قبل في ضبط السكر ولكن دون إجهاد خلايا البنكرياس وهذا بالضرورة يؤدي إلى عدم حدوث مضاعفات لمريض السكر.
ومن جانبه، أكد الدكتور مجاهد أبو المجد أستاذ أمراض السكر بجامعة المنصورة، أن هذه الجيل من أدوية علاجات السكر تعمل على زيادة تحفيز ورفع كفاءة خلايا البنكرياس لزيادة إفراز مادة الانسولين والأهم أن مركب هذه الأدوية يساعد على خفض سكر الدم إلى المستوي الآمن أو في حدود المعدل الطبيعي، حيث تتفادي مضاعفات هبوط السكر, ولاتؤدي إلى زيادة الوزن نظراً لأن هبوط السكر يشعر معه المريض بالجوع أو قد تنتابه حالة من القلق فيقبل على الطعام بشراهة مما يسبب مشكلة السمنة.
وبالتالي فإن الاستمرار تناولها وهذه المجموعة العلاجية الحديثة تؤدي إلى زيادة أحد الهرمونات الطبيعية التي تفرزها الأمعاء, وهو منشط طبيعي للبنكرياس لإفراز الأنسولين مما يجنبنا هذه المشكلات التي تنتاب المريض خلال تناوله للأدوية التقلدية.
وشدد الدكتور مجاهد أبو المجد على أن هذه الأدوية تؤدي دوراً مميزاً في العلاج, خصوصاً لحديثي التشخيص مما يعظم من درجة الاستفادة هى تجنب المريض المشكلات الناجمة عن مضاعفات السكر منها أمراض السمنة وتصلب الشرايين وأمراض القلب.
مميزات علاجية
ومن جانبه، أوضح الدكتور عادل عبد العزيز أستاذ أمراض السكر بجامعة سوهاج، أن هذه العلاجات موجودة في معظم بلاد العالم المتقدم ودول الخليج وحاصلة على موافقة الهيئات الطبية العالمية منذ عامين وحالياً أصبحت موجودة في مصر وهى ستساعد كثير فى تحسن حالة مريض السكر المصري لأنها تعمل بطريقة مختلفة تركز على إفراز الانسولين مع الأكل وليس طول الوقت وتحافظ على خلايا "بيتا" التي تفرز الانسولين، كما أنها تمنع "الجيليكوجين" الموجود في الكبد والذي يفرز سكر من الكبد بصورة أكبر في مرضى السكر ويزيد من مستوى السكر في الدم لديهم ويتدخل في وظيفته بتقليل كمية السكر المفرز من الكبد وبالتالي المحافظة على ضبط السكر في الدم.
ويؤكد دكتور خليفة محمود أستاذ أمراض السكر أن التزام المريض بالعلاج خاصةً مع الجيل الجديد من مثبطات "4D.P.P." ومنها "فيلداجلتين" واتباع النظام الغذائي السليم وممارسة الرياضة بشكل صحيح كفيل بأن يقي مريض السكر من أى مضاعفات ويجعله يعيش بشكل طبيعي مثل الشخص السليم تماماً.
ويقول محمود لا يوجد ما يماثل البنكرياس الطبيعي الذى خلقه الله والذي يفرز الانسولين بشكل طبيعي عند احتياج الجسم وبالقدر المظبوط ولكن هذه الأقراص الجديدة تماثل عمل البنكرياس الطبيعي في أنها تعمل عند الحاجه، كما أن هذه الأدوية تحافظ على وزن المريض خاصةً وأن أكثر من 80 % من مرضى السكر يعانون من السمنة.
ارشادات عامه لمريض السكر :
- المحافظه على الوزن المثالي.
- تجنب تناول السكريات البسيطه مثل الحلويات والكيك والعصائر المحلاه بالسكر.
- تناول الأغذيه الغنيه بالألياف مثل الخضروات والفواكه الطازجه والخبز الأسمر.
- الابتعاد عن الأغذيه الغنيه بالدهون المشبعه والكوليسترول وتناول أقل كميه من اللحوم والجبن والزبده والشوكولاته والأغذيه المقليه، وتقليل ملح الطعام.
- الاعتناء بالأسنان وتنظيفها مرتين يومياً على الأقل.
- التوقف عن التدخين.
- ممارسة الرياضة.
- تناول العلاج في الموعد المحدد.
- زيارة طبيب الأسنان والعيون مره كل عام.
- تجنب ارتفاع ضغط الدم ومحاولة السيطره.
- العنايه بالقدمين.. فالمصاب بالسكر يكون معرض للإصابه بقصور بالأعصاب الطرفيه وكذلك نقص فى الدوره الدمويه مما يجعل القدمين عرضى للإصابه بالجروح والالتهابات.