يعد ارتفاع ضغط الدم القاتل الصامت لأنه ليس له أعراض واضحة، وهو من أكثر الأمراض القلبية شيوعاً وخطورة على أعضاء الجسم ، ويمكن أن يصاب به الإنسان لسنوات دون أن يعلم، فحوالي 90% من حالات الإصابة تكون دون سبب واضح.
ويحتفل العالم غداً باليوم العالمي لضغط الدم، وذلك بهدف تسليط الضوء على مدى خطورته والتوعيه به، حيث إن الوقاية منه سبب رئيسي لتفادي كثير من المخاطر الصحية المرتبطة به والتي من أهمها السكتة الدماغية وأمراض القلب والكلى.
وفي هذا اليوم تنطلق حملة دولية للتوعية بمرض ارتفاع ضغط الدم بدعوة من الرابطة العالمية لارتفاع ضغط الدم والتي تضم 72 جمعية ورابطة في العالم.
وأظهرت دراسات منظمة الصحة العالمية إصابة أكثر من 5،1 مليار نسمة سنوياً في جميع أنحاء العالم بهذا المرض، وأن حوالي 7 ملايين شخص يموتون سنوياً من ارتفاع ضغط الدم، حيث وصل معدل ارتفاع ضغط الدم في الرجال 6،28% في حين بلغ بين النساء حوالي 9،23% ، وتؤدي السلوكيات اليومية بشكل مباشر إلى الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم.
ويحدث ضغط الدم نتيجة الضغط على جدران الشرايين والذي يعمل على دفع الدم عبر الدورة الدموية إلى كافة أنحاء الجسم ، وقد يزيد معدل ضغط الدم عن المعدل الطبيعي مسبباً ارتفاع ضغط الدم .
ومرض ارتفاع ضغط الدم الشريانى لا يفرق بين فئات المجتمع بل يصيب المرأة والرجل الشاب والمسن ويصيب جميع الأجناس، كما تتراوح نسبة الإصابة به بين 10% -40 % من أفراد المجتمع وتختلف نسبة الإصابة باختلاف المجتمعات.
ويؤكد الأطباء ان إهمال ضغط الدم المرتفع دون علاج له عواقب وخيمة قد تؤدي إلى الإعاقة في سن مبكرة، كما أن المحافظة على العلاج والاستمرار فيه يؤدى إلى
الحيلولة دون ظهور هذه المضاعفات أو على الأقل تأجيلها لسنوات عديدة، ويخفف من حدتها في الوقت ذاته.
كما أن وجود مشاكل صحية أخرى مثل مرض السكرى وارتفاع الكوليسترول في الدم، والسمنة، والتدخين.. تؤدى إلى تفاقم الوضع الصحى للمصابين وتجعلهم معرضين أكثر لحدوث مضاعفات.
ويؤدى ارتفاع ضغط الدم إلى مشاكل صحية خطيرة ترتفع حدتها إذا لم تتم معالجته بالشكل المناسب، وتختلف هذه الآثار والمضاعفات من شخص لآخر بالاعتماد على أربعة عوامل خطر رئيسية لا يمكن السيطرة عليها وهى العمر حيث تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم السن، والعرق، فالزنوج هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من البيض ،والجنس ففى مرحلة الشباب ومنتصف العمر يكون الرجال أكثر عرضة
للاصابة من النساء، والعكس فيما بعد الستين وكذلك التاريخ المرضى للعائلة فقد ينتج ارتفاع ضغط الدم عن عوامل وراثية.
وبصفة عامة فإن لارتفاع ضغط الدم مضاعفات سلبية كبيرة على جميع أعضاء الجسم، إلا أن أكثر الأعضاء تأثراً هى القلب والكلى والدماغ ، فالقلب نتيجة للإصابة
بارتفاع ضغط الدم لا يحصل على الكمية اللازمة من الدم والأكسجين مما قد يؤدى إلى انسداد الشريان التاجي والإصابة بنوبة قلبية، كما أن هذا النقص المزمن فى تروية القلب قد يؤدى إلى موت جزء من عضلة القلب وتوقف القلب عن النبض مما يتسبب فى أغلب
الأحيان بالوفاة.
أما الدماغ فنتيجة لضيق الشرايين يقل وصول الدم الى الدماغ مما يؤدى إلى نوبة تأتي على صورة فقدان مفاجىء للقوة والإحساس بالشلل، وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين فى الدماغ مؤثرة على وظائف الدماغ، ودخول المريض في غيبوبة.
ما هو ضغط الدم؟
وضغط الدم عرفه الأطباء بأنه عملية الجهد أو الضغط التى يبذلها الدم أثناء عبوره على جدران الشرايين، التى تقوم بدورها بنقله من القلب إلى سائر أجزاء الجسم.
وفى بعض الحالات، لا يستطيع الدم أن يمر يسهولة من خلال الشرايين نتيجة ضيقها وإصابتها بالتصلب، وفى هذه الحالات سيرتفع الضغط حتى يضمن استمرارية مرور الدم من خلال هذه الشرايين المصابة.
وهناك رقمان لتحديد ضغط الدم، الرقم الانقباضى وهو يعبر عن القوة التى يبذلها القلب، ليضخ الدم إلى الأطراف عبر أوعية الدم، والرقم المثالي هو 120 مم زئبقي، والرقم الانبساطي - وهو يعبر عن ضغط الدم الذى ينتج بعد ارتخاء عضلة القلب والذي يسمح بعودة الدم إلى القلب- والرقم المثالي له 80 مم زئبقي، أى أن الضغط المثالي لجسم الإنسان هو 120 على 80 مم زئبقي.
نصائح طبية
يؤكد الأطباء أن هناك عوامل عامة لها تأثير سلبي على مستويات ضغط الدم، مثل السمنة والإفراط في تناول الملح والإفراط في شرب الكحول وكذلك قلة النشاط
والحركة، ورغم أن هناك علاجاً بالعقاقير يوصف من قبل الأطباء إلا أن الغذاء قد يكون أحد أسباب الوقاية وكذلك علاجه.
وللوقاية من ضغط الدم المرتفع ينصح الأطباء بالإقلال من تناول الدهون المشبعة، مثل السمن البلدى، الزبدة والقشطة، وكذلك الابتعاد عن الأغذية عالية الكوليسترول مثل المخ، والكبدة واللحوم الحمراء وهذا الإجراء يحد من خطر حدوث أمراض القلب والأوعية .
وينصح الأطباء بزيادة تناول الخضار والفواكه والبقول "فول وعدس" وكذلك الحبوب الكاملة وينصح باستهلاك منتجات الألبان قليلة أو بدون دسم، كما أن بعض العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والماغنسيوم والسيلينوم وفيتامين "ج" ومضادات الأكسدة لها دور مباشر ونافع في خفض ضغط الدم.
كذلك فان عملية خفض الضغط عند المسنين من الأمور المهمة، حيث أن ذلك له فوائد في الحد من مخاطر حدوث السكتة الدماغية "الجلطة" وكذلك أمراض القلب.
ولا يشعر أغلب مرضى ارتفاع ضغط الدم بأية أعراض، ولكن من الممكن ظهور أعراض ناتجة عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، ومنها عدم اتزان وصداع ،ونزيف أنفى ،وألم في مؤخرة الرأس عند الاستيقاظ في الصباح ،ألم في الصدر وضيق فى التنفس واختلال فى
الوعى والتركيز وضعف فى الأطراف وتشنجات.
أما الأعراض والعلامات الأخرى، فتكون ناتجة عموما عن مضاعفات أو حالات أخرى تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومنها تعرق زائد وتشنج العضلات و ضعف عام وتبول بشكل متكرر وخفقان القلب بسرعة.
ولتجنب الاصابة بارتفاع ضغط الدم ينصح الاطباء بعدة اشياء منها تقليل وزن المريض المصاب بالسمنة، حيث إن نقص الوزن يؤدى إلى نقص ضغط الدم ، وممارسة
الرياضة مثل ركوب الدراجة والجرى والسباحة والأيروبك، مما يؤدى إلى انخفاض ضغط الدم ،والإقلال من تناول ملح الطعام إلى حوالى 4-6 جرامات يومياً ،والامتناع عن التدخين، فالمعروف أن النيكوتين يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم.
والامتناع عن تناول القهوة، حيث تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، والبعد عن التوتر والانفعالات النفسية كلما أمكن،واستخدام العقاقير التى تعالج ارتفاع ضغط الدم وهى على شكل موسعات للأوعية الدموية أو مدرات للبول، ويوجد الآن أدوية حديثة تستخدم بنجاح وأمان تام ولا توجد معها أية أعراض جانبية.