ودخل ميلان اللقاء منقوصًا من العديد من لاعبيه نتيجة الإصابة وأبرزهم ريكاردو مونتوليفو بجانب الموقوف علي سولي مونتاري، ولكن المفاجأة من المدرب ماسيميليانو أليجري كانت بالبدء بالشاب بريان كريستانتي مع جلوس أندريا بولي على الدكة التي شهدت أيضًا تواجد المهاجم ماريو بالوتيلي لارتفاع درجة حرارته ومعه الوافد الجديد عادل رامي، فيما تواجد كيسوكي هوندا في المدرجات بجانب أدريانو جالياني.
بداية اللقاء جاءت قوية من جانب أصحاب ملعب سان سيرو باستحواذ كامل على الكرة وعدد من المحاولات الهجومية خاصة عبر التمريرات العرضية من الجبهة اليسرى النشيطة بتواجد روبينيو وتقدم أوربي إيمانويلسون، وقد مرر البرازيلي كرتين تابعهما بتقدم مميز من الخلف للأمام الشاب كريستانتي لكنه لم يلحق بالأولى وسدد الثانية بامتياز لتتصدى العارضة وتُعيد الكرة للملعب وتحرم ميلان من هدف في الدقيقة الـ17.
أتالانتا احترم بداية منافسه القوية وتراجع لمناطقه الدفاعية قبل أن يضطر المدرب ستيفانو كولانتونو لإجراء أول تغيير في اللقاء بإخراج المصاب كارلوس كارمونا وإشراك دانييلي بازيلي في الدقيقة الـ18، ومن ثم بدأ الفريق يتقدم لوسط الملعب ويحاول مبادلة مستضيفه الهجمات لكن محاولاته افتقدت للجدية والجرأة لتكون أخطر فرصه تسديدة لوكا تشيجاريني من كرة ثابتة لم يجد كريستيان أبياتي صعوبة في التصدي لها.
وهدأت المباراة بعد تلك الفرصة نتيجة تقدم أتالانتا للوسط مما جعل الكرة تبتعد عن المرميين لفترة قبل أن يباغت ميلان بهجمة جماعية جميلة في الدقيقة 29 انتهت بتمريرة رأسية من أليساندرو ماتري داخل منطقة الجزاء لأنتونيو نوتشيرينو لكن الأخير سدد كرة ضعيفة وسهلة برأسه أمسكها الحارس أندريا كونسيلي، والذي ارتدى قفاز الإجادة بعد دقائق قليلة ليتصدى لتسديدة ريكاردو كاكا الأرضية الممتازة التي توجت جهد فردي جيد للاعب في اختراق منطقة الجزاء.
أفضلية ميلان خلال الشوط الأول تُوجت أخيرًا بالهدف المنشود وأحرزه كاكا في الدقيقة 35 بعد هجمة مرتدة قادها إيمانويلسون بانطلاقة فردية وجري في مساحة كبيرة في الملعب قبل أن يُمرر الكرة بينية للبرازيلي الذي استلم وسدد بإتقان لداخل مرمى كونسيلي وهو الهدف الـ100 لللاعب بقميص الروسونيري، وكاد الفريق أن يُعزز تقدمه في الدقيقة الأخيرة من الشوط بهجمة مرتدة أخرى قادها أيضًا إيمانويلسون ليتبادل الكرة مع روبينيو ولكن الهولندي مرر تمريرة عرضية غابت عنها الدقة ليفشل ماتري في التعامل معها ويكتب نهاية الشوط بالهدف الوحيد.
بداية الشوط الثاني جاءت قوية ونارية من جانب أتالانتا الذي امتلك الجرأة الكاملة وعبر عن قدراته الهجومية بأفضل شكل ممكن، فقد هاجم الفريق من اليمين واليسار بالتمريرات العرضية تارة والاختراقات المهارة تارة أخرى، وسنحت له عدة فرص خطيرة للغاية.
وكان أخطر فرص النيرادزوري محاولة دينيس متابعة تمريرة ماكسيميليانو موراليز العرضية لكن أبياتي تصدى للكرة بإعجاز في الدقيقة 54 قبل أن يفشل كريستيان رايموندي في استغلال التمريرة الطولية الممتازة من تشيجاريني في الدقيقة 60 ثم يعود دينيس ليهدر محاولة جديدة بعدما وصلته الكرة داخل منطقة الجزاء إثر قطع الكرة من وسط ميلان لكن قدم كريستيان زاباتا تتدخل في اللحظة الأخيرة وتنقذ ميلان من التعادل، وكان الحكم قد ألغى هدف للفريق الضيف في الدقيقة 51 بحجة وجود خطأ ضد محرزه "يوهان بن علوان" ضد فيليب مكسيس.
ووصلت الإثارة في الملعب ذروتها في الدقيقة 64 بعدما مرر بن علوان تمريرة عرضية فشل أبياتي في إبعادها بشكل سليم لتصل الكرة إلى موراليز الذي سدد نحو المرمى الخالي لكن زاباتا أخرج الكرة قبل أن تحتضن الشباك لترتد الهجمة سريعًا لصالح ميلان وتصل لبالوتيلي داخل منطقة الجزاء والذي مررها عرضيًا ليلمسها روبينيو ويُسددها كاكا لداخل المرمى مانحًا فريقه التقدم بفارق هدفين في وقت صعب للغاية، وكان ماريو قد شارك في اللقاء عند الدقيقة 58 بديلًا من ماتري الذي غادر الملعب وسط صافرات الاستهجان من جماهير سان سيرو.
وقبل أن يمتص أتالانتا صدمة الهدف الثاني عاجله أصحاب الملعب بالثالث وأحرزه كريستانتي بتسديدة أرضية ممتازة من خارج منطقة الجزاء بعد تمريرة من كاكا في الدقيقة 67، وبعدها سنحت للضيوف فرصة تقليص الفارق لكن أبياتي تصدى لتسديدة البديل جوزيبي دي لوكا.
الدقائق الـ20 الأخيرة شهدت رفع أتالانتا لراية الاستسلام وسيطرة الميلان على اللعب وتهدئة النسق كثيرًا، وقد حاول الفريق زيادة أهدافه لكن كونسيلي نجح في التصدي لمحاولة بالوتيلي الفردية لينتهي اللقاء المثير بانتصار ميلان أمام عيون لاعبه الجديد هوندا، وقد شارك الوافد الآخر عادل رامي في الدقائق الأخيرة بعد تعرض زاباتا لإصابة موجعة في الكتف إثر اصطدام عنيف مع حارس مرمى أتالانتا.