وأشار خليل إلى أنه قام بسؤال أطفاله عن مكان شرائهم «البوظة» وتبين له أن بعض البقالات بدأت تبيع المثلجاتِ بالقربِ من المدارس والمنازل، وأضاف خليل إلى أن المشكلة لديه في تناول أطفالهِ البوظة تكمن في الأوقات غير المناسبة خاصةً إذا كان الجو لا يزال بارداً.
البوظة حلويات صحية ..
من جانبها اقترحت فاطمة عبد الفتاح «متقاعدة وربة منزل» إعداد أصنافٍ بيتيةٍ من الحلويات والمثلجات للأطفال بغاية ابعادهم عن المثلجاتِ الصناعيةِ غير الموثوق بنظافتها، وأشارت إلى أن هناك جهازاً حديثاً في الأسواق يُساعد الأمهات على صنع المثلجات والحلويات في المنزل وبالطريقةِ التي تحلو لهن وبالمقادير التي تناسبهن.
عبد الرحمن نوفل «مشرف تربوي» قال: لا توجد حلولٌ جذريةٌ لدى الأهل أو المشرفين التربويين للحد من تناول المثلاجات، ولكن يجب العمل على محاولة التقليل منها إلى حدٍ كبير، فيجب على ولي الأمر عن طريق التوجيه والإرشاد اقناع أبنائه بأن مضار المثلجات أكثر من فوائدها، وخاصةً في وقتنا الحاضر الذي تنوعت فيه المأكولات والمشروبات التي أُضيفت إليها «المواد الحافظة».
وأضاف نوفل "لا شك أن دور الجهاتِ المعنيةِ بهذه القضية كبيرٌ وذلك من خلال متابعة هذا الأمر في المتاجر والبقالات وأماكن التوزيع بشكلٍ عام، والتدخل لإيقاف العرباتِ الجوالة لبيع المثلجات نهائياً عن العمل وبشكلٍ عاجلٍ من أمام المدارس".
تناول البوظة يتسبب بالأمراض ..
أما اختصاصي طب الأطفال في وزارة الصحة الدكتور سمير الفاعوري أشار إلى أن كثرة تناول الأطفال للمثلجات قد تؤدي إلى التهاباتٍ متنوعةٍ في الجهاز التنفسي بأكمله، وشدد الفاعوري على أهمية معرفة الأهل بأن تناول الطفل لبعض المثلجات الموثوق بصناعتها وفي أوقاتٍ مناسبةٍ أي في أيام الصيف التي ترتفع فيها درجة الحرارة وبكمياتٍ محسوبةٍ وغير مبالغٍ فيها يُطفئ رغبة الطفل في تناول مثل هذه المنتوجات الغذائية، ويُقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض، وحذر الفاعوري من ترك الأمور لرغبة للطفل في تناول المثلجات بإستمرار لأنها قد تؤدي إلى ضعفٍ في جهاز المناعة.
وقال الفاعوري "تختلف المواد الداخلة في صناعة المثلجات «الآيس كريم» من ناحيةِ القيمةِ الغذائية، إلاّ أنها بشكلٍ عام تُصنف على أنها أطعمةٌ مرتفعةُ السعرات الحرارية، وبرغم أن عربات (الآيس كريم) المنتشرة أمام بعض المدارس تبيع الأنواع الداخلة في تركيبها مثل الحليب ومشتقاته، إلاّ أننا يجب أن نتوقف عند بعض المشاكل المتعلقة بكثرة تناول المثلجات لدى المواطنين وبخاصة طلاب المدارس والذين يتناولونها بشكلٍ يوميٍ خلال فترة الصيف أو في أوقاتٍ غير أوقاتها ودون علم الأهل.
وأشار الفاعوري إلى أن تناول المثلجات بإستمرار يُؤدي إلى ضعفٍ في جهاز المناعة الذي لا يعمل إلا في درجة حرارة الجسم (37م)، فإذا انخفضت هذه الدرجة بشكلٍ ملحوظ فإن جهاز المناعة يقل تصديه للميكروبات، وهذا يُفسر أن نسبةً كبيرةً من الأشخاص الذين يتناولون المثلجات كثيروا التعرض لنزلات البرد، والأنفلونزا، والتهابات الحلق واللوزتين، وزيادة نشاط الميكروبات بالحلق والجهاز التنفسي، وضعف قوات الدفاع المتصدية لها، ونصح الفاعوري بإبعاد عربات بيع (الآيس كريم) في الوقت الراهن من أمام المدارس، وأن يقتصر نشاطها على محلاتِ التنزه العامة، فيما يُعالج التهاب اللوز بالمضاداتِ الحيويةِ التي تستمر فترة علاجها مدة عشرة أيام.