افتتح أمس مهرجان كان الـ66، وتبدأ اليوم عروض مسابقة الأفلام الطويلة للفوز بالسعفة الذهبية أهم جوائز السينما الدولية فى العالم، ورغم أن جوائز الأوسكار هى الأشهر والأعرق، والأكثر تأثيراً على جمهور السينما، فإنها للأفلام الناطقة بالإنجليزية، ولا تعتبر مسابقة دولية مفتوحة لأفلام كل الدول كما هى الحال فى المهرجانات الثلاثة الكبرى، التى تعقد فى أوروبا، وهى برلين وكان وفينيسيا، وأكبرها مهرجان كان.مسابقة الأفلام الطويلة■ فرنسا- فينوس فى الفراء إخراج رومان بولانسكى- شابة وجميلة إخراج فرنسوا أوزون- ميشيل كولهاس إخراج أرنو ديبالير- جيمس ب. إخراج أرنوديبلشين- الماضى إخراج أشجار فارهادى- جريجريس إخراج محمد صالح هارون- قصر فى إيطاليا إخراج فاليريا برونى تيدتشى- حياة أديل إخراج عبداللطيف قشيش■ الولايات المتحدة- لوين دافيز من الداخل إخراج إيتان وجويل كوين- نبراسكا إخراج ألكسندر باين- خلف الشمعدانات إخراج ستيفن سودربرج- المهاجر إخراج جيمس جراى■ اليابان- مثل الأب والابن إخراج هيروكازو كورى إيدا- درع القش إخراج تاكاشى ميكى■ بريطانياويبقى العشاق إخراج جيم جارموش■ إيطاليا- الجمال الكبير إخراج باولو سورينتينو■ الدنمارك- الله وحده يغفر إخراج نيكولاس ويندنجريفن■ هولندا- بورجمان إخراج أليكس فان وارمردام■ الصين- لمسة خطيئة إخراج جيا زانج كى■ المكسيك- هيلى إخراج أمات إسكالنتيهالسينما الفرنسيةتنشر إدارة مهرجان كان فى المؤتمر الصحفى، الذى تعلن فيه البرنامج، الدول المنشأ لإنتاج الأفلام بالنسبة للأفلام القصيرة وأفلام الطلبة، ولا تفعل ذلك بالنسبة للأفلام الطويلة سواء داخل أو خارج المسابقة أو فى مسابقة «نظرة خاصة»، وفضلاً عن التناقض الواضح فى ذلك، فإن جنسية أى فيلم معلومة أساسية للتلقى مثل تاريخ الإنتاج وتاريخ المخرج. صحيح أنها معلومات من خارج العمل الفنى، ولكن الفيلم يرتبط بثقافة وظروف البلد الذى ينتجه، وكل بلد له ثقافته وظروفه، وكل سنة تختلف عن الأخرى، وكل مخرج له تاريخه الخاص، فليس الفيلم الذى ينتج فى الهند مثل الفيلم الذى ينتج فى البرازيل، وليس الفيلم الذى ينتج قبل حدث معين فى هذا البلد أو ذاك مثل الفيلم الذى ينتج بعد هذا الحدث، وليس من يخرج لأول مرة مثل من له تاريخ فى الإخراج، وهذه كلها من البدهيات، ولكننا نحتاج أحياناً إلى التذكير بها.وربما تتجنب إدارة مهرجان كان ذكر جنسيات الأفلام، حتى لا تبدو المسابقة فرنسية أمريكية كما هى الحال هذا العام، حيث تعرض من البلدين 12 فيلماً من بين الـ20 المشتركة فى المسابقة، ولكن يمكن من ناحية معرفة جنسيات الأفلام من خلال المواقع الإلكترونية لها، ومن ناحية أخرى فمن المنطقى أن يهتم المهرجان بالأفلام الفرنسية، لأنه يقام فى كان فرنسا، ومن أهداف أى مهرجان دعم صناعة السينما إنتاجاً وتوزيعاً فى البلد الذى يقام فيه، والواقع أن إدارة المهرجان لم تختر 8 أفلام فرنسية فى مسابقة من 20 فيلماً لأنها فرنسية، ولو كان الأمر كذلك لما أصبح مهرجان كان هو مهرجان كان.السينما الفرنسية تقود صناعة السينما فى أوروبا مع ألمانيا للمنافسة مع القوة الكبرى فى العالم، وهى السينما الأمريكية، ومن أجل أن تصبح باريس مثل هوليوود تفعل مثلها من حيث استقطاب المواهب الكبيرة من كل مكان، وتفتح أبوابها لها، وأكبر دليل على ذلك أن خمسة من الأفلام الفرنسية لمخرجين غير فرنسيين، وهم البولندى بولانسكى، والتونسى قشيش، والإيرانى فارهادى، والتشادى هارون، والإيطالية برونى تيدتشى، وهذا الاشتراك الذى يعبر عن مخرجين من كل هذه الخلفيات الثقافية المتنوعة مدعاة لفخر السينما الفرنسية وأى سينما.ومسابقة 2013 فى المهرجان من أقوى المسابقات فى كل تاريخه الحافل، وقد حضرت الدورة العشرين عام 1967، وحضرت كل الدورات بانتظام كل سنة من 1971 وحتى الآن.تشترك فى هذه المسابقة ثلاثة أفلام سبق أن فاز أصحابها بالسعفة الذهبية، وهى الأخوان إيتان وجويل كوين وستيفن سودربرج ورومان بولانسكى، ويشترك فيها فارهادى، الذى يأتى إلى «كان» لأول مرة بعد أن فاز فيلمه السابق «انفصال» بالدب الذهبى فى مهرجان برلين 2011 وأوسكار أحسن فيلم أجنبى 2012، وتشترك فى تمثيل الفيلم بيرنس بيجو، التى لمعت فى «الفنان»، وطاهر رحيم الجزائرى الأصل، الذى لمع فى «نبى».ويشترك فى المسابقة جيا زانج كى، الذى فاز بالأسد الذهبى فى فينيسيا، وهارون الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم فى كان 2010 عن فيلمه السابق «رجل يصرخ»، وريفن الذى فاز بجائزة أحسن إخراج فى كان 2011 عن فيلمه السابق «قيادة»، وجيمس جراى، الذى عرضت أفلامه الثلاثة السابقة فى مسابقات كان، وألكسندر باين «عن شميد»، و«الأحفاد»، وهو من أعظم مخرجى هوليوود والعالم، ومن الذين سبق أن فازوا فى «كان» سورينتينو جارموش، الذى فاز بالسعفة الذهبية عن أول أفلامه القصيرة والكاميرا الذهبية عن أول أفلامه الطويلة، وبالجائزة الكبرى وجائزة أحسن إسهام فنى. إنها ليست مسابقة، وإنما مؤتمر قمة لعدد كبير من صناع السينما الذهبيين، ويؤكد ذلك تشكيل لجنة التحكيم غير المسبوق فى تاريخ كل المهرجانات الدولية.سبيلبيرج ولجنتهتتشكل اللجنة من المخرج الأمريكى ستيفن سبيلبيرج رئيساً، وعضوية 4 نساء و4 رجال، وهم الممثلة الأمريكية نيكول كيدمان، والممثلة الهندية فاديا بالان، والمخرجة اليابانية نعومى كواسى، والمخرجة البريطانية لينى رامساى، والمخرج التايوانى آنج لى، والمخرج الرومانى كرستيان مونجيو، والممثل الفرنسى دانييل أوتوى، والممثل النمساوى كريستوف والتز.أوتوى من أكبر الممثلين فى فرنسا وأوروبا، ووالتز ونيكول كيدمان من أكبر الممثلين فى هوليوود والعالم، ومونجيو يحمل السعفة الذهبية، وآنج لى يحمل الأسد الذهبى من فينيسيا مرتين ودب برلين الذهبى، وباختصار كل اسم من هذه الأسماء يمكن وحده أن يضمن القيمة لأى مهرجان.أما سبيلبيرج فهو من كبار مخرجى السينما فى أمريكا والعالم، وفى كل تاريخها، فله مشروعه السينمائى الخاص والمميز، الذى يجمع بين التعبير عن أهم الأحداث التاريخية فى العصر الحديث، خاصة الأحداث الأمريكية، أو التى شاركت فيها أمريكا، وبين الأفلام الشعبية التى تحقق أعلى الإيرادات بمئات الملايين من الدولارات، وقد ولد فى العام نفسه الذى بدأ فيه مهرجان كان (1946)، وكان أول أفلامه الـ27 للتليفزيون بعنوان «مبارزة» 1971، وعرض فيلمه الأول للسينما «شوجرلاند إكسبريس» فى مهرجان كان 1974، حيث فاز بجائزة أحسن سيناريو.المهرجانات لا تصنع الأفلام، وإنما تختارها، وقد أدت إدارة مهرجان كان 2013 واجبها فى اختيار الأفلام الجديدة لكل هؤلاء المبدعين الكبار، وفى اختيار لجنة التحكيم على نفس المستوى، وبقى أن تأتى الأفلام بنفس أحجام وأسماء صناعها.samirmfarid@hotmail.com