مهرجان القاهرة السينمائى
كتبت علا الشافعى
خطوات قليلة تفصل ما بين دار الأوبرا المصرية مقر الدورة الـ35 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وبين ميدان التحرير يقطعها من يعبر كوبرى قصر النيل، مشهدان قد يراهم البعض متناقضين، ولكن لمن يمعن النظر ويدقق، فالمشهدان يكملان بعضهما البعض، فالمهرجان يقام فى ظروف صعبة وكان مهددا بسحب صفته الدولية ويعانى من أزمات مادية حادة ويعرض أفلاما تضج بالحياة وتنادى بالحرية سينمائيين يبحثون عن مخرج وميدان يضج بالاعتراض والاحتياج على رئيس يصر أن يكون ديكتاتورا مهرجان يبحث عن مخرج وبلد تبحث عن أفق ومخرج وأبسط قواعد الإنسانية "عيش حرية عدالة اجتماعية".
أمس الجمعة امتلأ ميدان التحرير بكل أطياف المجتمع المصرى الرافضة للعدوان على دولة القانون والذين يحاولون منع محاولات الردة، وهو ما أدى لذهاب بعض من سينمائى العالم الموجودين بدار الأوبرا إلى ميدان التحرير منهم رئيس لجنة التحكيم المخرج المنتج الإيطالى ماركو ميولر والذى قرر أن يتجاوز تحذيرات بلده بعدم الذهاب إلى مصر فهى بلد غير آمن بفضل الرئيس المنتخب محمد مرسى إلا أن ماركو وآخرين تحدوا كل ذلك وذهبوا ليشاهدوا فيلما عبقريا من النادر أن يتكرر فى تاريخ البشرية يقوم المصريون بكافة طوائفهم بصياغة ملامحه الدرامية وتفاصيله فيلم أبهر من شاهد كل تلك التموجات من البشر وهى تشكل معا وحدة واحدة يهتفون ضد الظلم والديكتاتورية يعملون على حماية ثورتهم والتى تم اختطافها ومن هنا يتكامل مشهد ميدان التحرير شديد الثراء والذى يحمله ضيوف المهرجان فى ذاكرتهم وسجلوه بكاميراتهم وسيذهبون إلى بلادهم ليحكوا عن مصر التى تولد بحق الآن رغم جبروت من يجلسون فى قصر الرئاسة وسيتحول ما يشهده التحرير إلى أفلاما تروى للأجيال القادمة كيف ولدت مصر.