كالعادة واصل الأهلى سيطرته واحتكاره للأفراح المصرية، وقرر لاعبوه اختراق حالة الأحزان التى يعيشها المصريون طوال الأيام الماضية، وحققوا فوزاً كبيراً على الترجى التونسى بثنائية مع الرأفة، ليخطفوا الكأس الأفريقية ويتأهلوا لمونديال الأندية باليابان.
كنت على ثقة بأن لاعبى الأحمر قادرون على تحقيق الصعب وقهر الترجى فى ملعبه ووسط جماهيره والعودة بالكأس، لأن التاريخ لا يكذب، وسمات المصريين عند الشدائد تبرز فى لاعبى الأهلى دون غيرهم من أندية الدورى، لأنهم بالفعل أصحاب القوة الخارقة فى تحقيق المعجزات الكروية، وهم وحدهم المتميزون بجينات البطولات دون غيرهم فى المحروسة، والأهلاوية وحدهم عندما يهتز الفريق فنياً يأتى لهم الحظ والتوفيق حليفاً لأن القاعدة معروفة "الحظ لا يأتى إلا للأقوياء" منطبق عليهم تماماً.
الأحمر تفوق على الترجى فنياً وبدنياً وتكتيكياً ،وكان القدر رحيماً بأبناء تونس فى الخسارة بهدفين مقابل هدف واحد، بعد إهدار عبدالله السعيد ودومينيك وجدو عدة فرص للتهديف بخلاف ركلة الجزاء التى أضاعها أبوتريكة.
موقعة رادس أعادت الحياة للكرة المصرية، وأصبحت عودة الدورى شيئا ضروريا يجب على الدولة السعى لتنفيذه فوراً، بعدما مكثت الجماهير فى بيوتها والشوارع خالية من أحل متابعة اللقاء، وأيضا خرجت الجماهير لتفرح فى الشوارع مستغلة "قبلة" الحياة من أمير الأفراح المصرية الأهلى.
فوز الأهلى بالبطولة كشف كدابين الزفة الذين يتحججون دائماً بأن تجميد النشاط تسبب فى اهتزاز المستوى الفنى للاعبيهم، وأدى للخروج المبكر من البطولات الأفريقية، نجوم الأحمر قدموا درساً عملياً فى العزيمة والتحدى والسباحة ضد التيار لكونهم اللاعبين والجهاز الفنى الذى عاش لحظات الرعب فى مذبحة بورسعيد ثم واجهوا هجوماً عنيفاً من جماهير الألتراس الأهلاوى مع اتهامات الخيانة لأرواح الشهداء، ولكنهم رفضوا الاستسلام للانهزامية والإحباط، وتخطوا الصعاب وفازوا بالسوبر المحلى رغم كل التوتر والقلق الذى صاحب المباراة، ثم واصلوا المسيرة بنجاح لأنهم ينتمون للأهلى الذى تعشقه البطولات، والكؤوس تراه النادى الأمين عليها ويقدرها، فعلاقة الأهلى والبطولات هى العشق والحرام على الآخرين.
ولا يمكن إغفال الدور الكبير لمجلس الإدارة الأهلاوى لأنه بالفعل يضم شخصيات محترفة نجحت فى العبور بالفريق لبر الأمان بعيداً عن المهاترات والمناوشات العديدة من الألتراس أو المشاكل الإدارية داخل المجلس، وحتى الرئيس حسن حمدى لم ينس القيام بدوره فى عز مشاكله الشخصية.