كتبت ريم عبد الحميد
Add to Google
وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين صفة دولة "مراقب" بأنه ضربة للولايات المتحدة، وقالت إن أكثر من 130 دولة وافقوا على منح فلسطين صفة مراقب غير عضو، فيما يعد انتصارا للدبلوماسية الفلسطينية وتوبيخا حادا لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
إلا أن الصحيفة استدركت قائلة إن التصويت لم يجعل الفلسطينيين أو الإسرائيليين قريبين من الهدف الذين يقولون إنهم يسعون إليه حتى الآن، وهو دولتان تعيشان جنبا إلى جنب، كما أنه لم يحقق الوحدة الفلسطينية. وقد ردت كل من إسرائيل وحماس على أحداث يوم أمس بشكل انتقادى على الرغم من اختلاف الأسباب.
فالوضع الجديد يمنح الفلسطينيين المزيد من الأدوات لتحدى إسرائيل فى المحافل الدولية القانونية ضد الأنشطة التى تقوم بها فى الضفة الغربية المحتلة، بما فى ذلك بناء المستوطنات، كما أنه يساعد فى تدعيم السلطة الفلسطينية التى ضعفت بعد ثمانية أيام من المعارك بين خصمها حماس وإسرائيل.
وتتابع الصحيفة قائلة: لكن حتى مع احتفال حشد صغير لكنه محدد بألفى شخص فى وسط رام الله بالضفة الغربية بهذا الانتصار، وتلويحهم بالأعلام ورقصهم، كان هناك شعور بالحيرة، ونقلت الصحيفة عن أحد المحتفلين قوله إنه يأمل أن يكون هذا جيدا، لكن كيف يمكن الاستفادة منه.
وتشير الصحيفة إلى أن أحداث الربيع العربى على مدار اليومين الماضيين قد أدت إلى تهميش القضية الفلسطينية إلى حد ما مع تركيز الدول على تطلعاتها السياسية أكثر من اهتمامها بالصراع الفلسطينى. والتصويت فى الجمعية العامة أمس، الخميس، والذى يأتى بعد فترة وجيزة من الحرب فى غزة، يضع الفلسطينيين مرة أخرى ولو فترة وجيزة فى مركز النقاش الدولى.
ونقلت الصحيفة عن سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطينى قوله "إن السؤال هو، أين يمكننا الذهاب من هنا وما الذى يعينه هذا". ويتابع قائلا: كلما هدأت حدة الخطاب بشكل سريع، كلما بدا ذلك نتيجة منطقية لسنوات كثير من الفشل فى تحريك العملية للأمام، وكلما كان ذلك أفضل.. وأضاف أن شيئا لن يتغير دون التدخل الأمريكى العميق.
وعن موقف حماس، قالت الصحيفة إن الحركة دعمت رسميا المساعى الفلسطينية فى الأمم المتحدة، لكنها سرعان ما انتقدت خطاب عباس فى الأمم المتحدة لأنها لا تعترف بإسرائيل.
وقال صلاح البردويل المتحدث باسم حماس فى غزة إن هناك قضايا مثيرة للجدل فى النقاط التى أثارها عباس، وحماس لديها الحق فى التحفظ عليها، فالحركة لا تعترف بإسرائيل ولا بتقسيم فلسطين، وإسرائيل ليس لها الحق فى الوجود، والحصول على عضوية فى منظمات الأمم المتحدة هو حقنا الطبيعى، لكن دون التخلى عن أى شبر فى أرض فلسطين.
ولفتت الصحيفة إلى أن ما يجعل هذه الخطوة ضربة للولايات المتحدة وإسرائيل أنه لا يوجد أى دولة كبرى باستثناء كندا، قد رفضت الخطوة الفلسطينية، فى حين أن ألمانيا وبريطانيا امتنعتا عن التصويت، ووافقت كل من أسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
وأشارت إلى أن أكثر ما يقلق الأمريكيين هو أن الفلسطينيين ربما يستخدمون وضعهم الجديد لمحاولة الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما يقلق الإسرائيليين أيضا بشكل خاص حيث يخشون من أن يضغط الفلسطينيون من أجل التحقيق فى ممارساتهم فى الأراضى المحتلة التى ينظر عليها على نطاق واسع باعتبارها انتهاكا للقانون الدولى.