كتبت سماح عبد الحميد
Add to Google
قال راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة التونسية، الشريك الأقوى فى التحالف الحاكم بالبلاد، حدوث خلاف حول الدستور فى بلاده، على غرار ما يجرى فى مصر حالياً شىء مستبعد، مشيراً إلى اختلافات بين البلدين رغم التشابه الاجتماعى، كما قلل من شأن المخاوف لدى البعض حيال قدرة القوى السلفية على الإمساك بالوضع فى البلاد.
وقال الغنوشى، فى مقابلة مع CNN حول وضع الدستور الجديد فى تونس على ضوء ما يجرى فى مصر، إنه رغم التشابه بين المجتمع التونسى ونظيره المصرى، إلا أن الأوضاع تختلف حالياً، مؤكداً على ثقته بأن القوى السياسية المصرية ستصل إلى نقطة وفاق وتونس فى طريقها إلى ذلك أيضاً.
وعن العلاقة بين الدستور الجديد فى تونس ومبادئ الشريعة الإسلامية قال الغنوشى، "لقد تجاوزنا هذه المشكلة، فقبل أشهر كان هناك جدل حول اعتماد الشريعة، ولكننا فى حركة النهضة آثرنا أن نسحب هذا الاختلاف بهدف الوصول إلى تفاهم عام، ولذلك اكتفينا بما كان فى دستور عام 1959 الذى يعرف تونس بأنها دولة عربية وإسلامية".
وأشار إلى أن الطريق الآن ممهد من أجل تفعيل الدستور الجديد، وهى عملية ستتمم خلال أشهر وستحصل الانتخابات مطلع يونيو المقبل.
واعتبر القيادى التونسى أن قضية الشريعة بالنسبة للإسلاميين فى تونس تقوم على اعتبار أن البلاد "لم تخرج من الشريعة أصلاً لتعود إليها"، معتبرا أن الخلاف دار حول معنى الشريعة وطريقة استخدامها فى القوانين.
وأكد الغنوشى أن الدستور التونسى الجديد سيحرص على المساواة بين الرجل والمرأة، مشيراً إلى أن هذا الأمر هو محور اتفاق بين الجميع من إسلاميين وسواهم.
وحول الفيديو المسرب له خلال مناقشات أجراها مع سلفيين قال الغنوشى، "هذا الفيديو سجل منذ مارس الماضى، وكان على يوتيوب ولكنه تعرض للتغيير وكان يحتوى أكثر من مائة دقيقة ولكنه اختصر إلى ثمانى دقائق من أجل تشويه صورتنا".
وأضاف، "كنت أقول للقوى السلفية إن عليها الالتزام بالقانون لأن القانون سيمنحها حرية تأليف جمعيات وأحزاب والعمل فى المساجد والمجتمع، فليس عليها بالتالى الإصرار على العنف، سعيت لدفعهم إلى العمل السياسى ضمن النظام القانونى، كما حصل مع تنظيمات خرجت من إطار العنف فى أيرلندا وفرنسا وألمانيا واعتمدت العمل السياسى.
واستبعد الغنوشى إمكانية سيطرة القوى السلفية على تونس مستقبلا بالقول، "لا أخشى هذا الأمر، ليس لأننى أثق بالسلفيين أو بأى مجموعة أخرى، ولكن السلفيين جماعات متعددة وليسوا تيارا واحدا، وما أراه هو أن المجتمع التونسى هو مسلم، ولكنه معتدل، وبالتالى ما من أمل أمام أى مجموعة متشددة أن تحكم المجتمع التونسى الذى ثار على التسلط ولن يقبل عودته حتى باسم الدين".