ذا كنت مثل معظم الناس الباحثون عن الأحساس بمعنى السعادة، والجادون في ايجاد سبل للوصول اليها في شكل مزيد من المال، وسيارة فاخرة، ومبلغ كبير في البنك،
وان تكون زوج مثالي، ولديك اطفال بصحة جيدة، فأنت بالفعل لا تعرف المعنى الحقيقي للأحساس بالسعادة، فقد تتوافر لديك كل هذه الأمكانيات ولكنك قد لا تشعر براحة البال والسعادة، فهناك حقيقة غائبة عن الرجل بشأن السعادة في الحياة.
فقد نلاحظ ان الرجل يسعى طوال عمره لتحقيق كل الأمكانيات السابقة على اساس انها السبيل لأيجاد السعادة المنشودة في الحياة، ولكن فور تحقيق الرجل لكل اهدافه وخططه التي وضعها سرعان ما يفقد لذة السعادة، فما كان يسعده اصبح حدث عادي قد تعود عليه وفقد مذاقه، وبالتالي فالسعادة عبارة عن سراب في حياة الرجل، عندما يصل اليها تفقد بريقها وزهوتها، وبالتالي يحاول البحث مرة اخرى عن السعادة دون كلل او ملل، مستنكرا ان يكون واهما في ايجادها، فهناك دلائل امام الرجل تشير الى وجودها، فقد تذوقها بالفعل، ولكنه للأسف فقد مذاقها.
همسات للرجل الباحث عن السعادة :
انت مدعو عزيزي الرجل اليوم الى رحلة البحث عن الجنة، فأنت لست بحاجة الى ان تحزم حقائبك، او ترتب مكان للأقامة، فكل ما انت بحاجة اليه هو ان تغمض عيناك وتسمح لنفسك ان تنسى كل ما يجول بخاطرك، فالسعادة التي تبحث عنها ليست خارج نفسك، بل هي كامنة بداخلك، تحتاج اليك لتستكشفها، فالسلام الداخلي وشعورك بالرضا عن حياتك، هو تذكرة دخولك الى الجنة التي قد تعيش فيها ولا تدرك معناها.
لذا نقدم لك في السطور الأتية بعض الهمسات لعلها تجد طريقا الى عقلك وقلبك لتنعم بالشعور والأحساس بالسعادة.
1- لا بد ان يدرك الرجل حقيقة هامة، الا وهي ان السلام الداخلي هو ما يحقق لنا الشعور بالسعادة وليس العكس، فعادة يعتقد الرجل ان تحقيق احلامه هو السبيل لسعادته، في حين ان الشعور بالرضا والسلام الداخلي هو الذي يخلق الجنة الدنيوية التي نعيش فيها .
2- الرجل الباحث عن السعادة لا بد ان يشعر بالشكر والأمتنان لكل ما يحظى به من نعم، فيجب ان يرى الكون بعيون مشرقة متفائلة، فالحب والعطاء لديه لا بد الا يكون مشروط.
3- تخيل الرجل بأنه محاط بالحب من كل ناحية، وفي مكان خال من القلق والمشاكل يعطيه قوة دافعة لأسعاد من حوله، ونشر السعادة التي يحصل عليها من الأخرين، فالسعادة تنتقل بالعدوى، وهذه حقيقة يجب ادراكها.
4- لا بد ان يدرك الرجل ان الجنة الدنيوية والشعور بالسعادة ما هي الا مكان خال من القلق والتوتر، ونفس منشرحة راضية تشعر بالولاء والأنتماء لكل من حولها، والفخر ايضا بالأنجازات التي تم تحقيقها واتاحت الفرصة لمزيد من الاحساس بالسعادة .
5- السعادة لا بد لها من اهداف متجددة يقوم الرجل بأنجازها ليحظى بالأحساس بالسعادة، وما ان يعتاد على مذاقها لا بد ان يهرع مرة اخرى للبحث عن اهداف جديدة ليحظى بالأحساس بالسعادة من جديد، فهذه هي لذة الحياة، اهداف نحققها ونسعد بتحقيقها، ثم نبحث عن غيرها لنتزود بالسعادة مرة اخرى.