كتب محمود محيى
سادت حالة من الغضب الشديد فى الأوساط اليمينية الإسرائيلية، سواء على المستوى السياسى أو الإعلامى، بسبب قبول تل أبيب التهدئة مع حركة حماس بوساطة مصر والولايات المتحدة وأطراف أخرى، حيث قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليمينية، تعليقاً على إعلان وقف إطلاق النار، إن الإسرائيليين تلقوا الخبر بمرارة، وهم يشعرون أنه تم إنهاء العملية العسكرية دون تحقيق أى إنجاز حقيقى، بل على العكس أبدت حماس قدرات على إطلاق الصواريخ حتى تل أبيب والقدس، بينما إسرائيل لم تنجح فى وقف الصواريخ التى أطلقت بشكل متواصل طيلة أيام العملية.
وقالت صحيفة "معاريف" والقناة السابعة بالتليفزيون الإسرائيلى وعدد من المواقع الإخبارية اليمينية فى إسرائيل، إن إسرائيل خضعت لاشتراطات حماس، والتى بموجبها سيتم وقف سياسة الاغتيالات ورفع الحصار عن غزة، مقابل وقف حماس لإطلاق النار فقط.
وأوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن المستوى السياسى فى إسرائيل يقدر أن إنهاء نتنياهو للعملية العسكرية فى هذا الوقت بالذات سيضر وسيؤثر سلباً على وضعه فى الانتخابات الإسرائيلية القادمة بعد شهرين، لأن الإسرائيليين لن يتسامحوا على الأسبوع الصعب الذى لم يحقق فيه إنجازات مهمة لإسرائيل.
من جهته، قال رئيس المعارضة ورئيس حزب كاديما شاؤول موفاز، "إن حماس انتصرت فى هذه الجولة، وإسرائيل هى الخاسر الأكبر"، وأعلن كل من عضو الكنيست عن اليمين ميخائيل بن أرى وآرييه إلداد أن وقف إطلاق النار بمثابة رفع الراية البيضاء أمام حماس.
وأضاف، أنه بدلاً من السماح للجيش الإسرائيلى بالعمل على تدمير حماس، خرجت حكومة نتنياهو من هذه الحملة وهى تجر ذيول "الخزى" والعار، ودون تحقيق أى هدف من أهداف العملية العسكرية التى خرجت إليها، مطالبين نتنياهو بضرورة الاستقالة.
وكان قد أعلن وزير الخارجية المصرية محمد كامل عمرو، مساء الأربعاء، التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، يبدأ الساعة التاسعة مساءً، فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى العاصمة المصرية القاهرة.