كتبت ريم عبد الحميد
فى إطار متابعتها للمرشحين فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة الأسبوع المقبل، تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" عن جهود الرئيس الديمقراطى باراك أوباما لإحداث توازن بين آمال الأمريكيين السود الذى ينتمى إليهم، وبين آمال الولايات المتحدة كلها.
وترى الصحيفة أن أوباما واجه صراعاً منذ البداية وكان نشطاً فى بعض الأحيان، وأصابه باليأس فى أحيان أخرى خلال فترته الرئاسية، ويتعلق هذا الصراع بكيفية قيادة بلد فى أوقات صعبة مع بناء مكان فريد فى التاريخ، وكيف توازن بين واجبات الرئاسة مع التطلعات العديدة للناس الذين يشبهونك، ويشعرون بالفخر لإنجازك، لكن ربما تكون لديهم آمال غير واقعية واحتياجات لا تستطيع تلبيتها؟
ونقلت الصحيفة عن ريف آل شاربتون، الناشط فى مجال الحقوق المدنية، والذى ظهر كأحد حلفاء أوباما السود الأكثر ثقة، قوله إن الأمر يمثل تحدياً أكثر مما يعتقد أوباما أو الأمريكيين السود أو القيادة السوداء.
ونادرا ما يناقش أوباما إحساسه بشأن كونه أول أمريكى من أصل أفريقى يصل إلى المكتب البيضاوى، حسبما يقول أصدقاؤه ومساعدوه، وأنه يفضل أن يحتفظ بأفكاره ولا يناقشها إلا مع عدد قليل للغاية.
ولعل واحدة من الصور البارزة فى الفترة الرئاسية الأولى لأوباما هى صورته مع طفل أسود عمره 5 أعوام أخذ يتحسس شعر الرئيس ليعرف إذا كان مثل شعره أم لا، ولا تزال تلك الصورة معروضة فى طرقات البيت الأبيض بجوار المكتب البيضاوى.
من ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن فاليرى جاريت، صديقة الرئيس منذ أمد طويل وإحدى كبار مستشاريه، قولها إن أوباما يعرف أن الكثير من الأمريكيين السود والبيض واللاتينيين ومن أصل أمريكى سينشأون وهم يفكرون إنه طبيعى جدا أن يكون هناك رئيس أسود لأمريكا، ويعرف أوباما أن الأطفال السود الصغار يمكنهم أن يروا فرصهم من خلال إنجازاته وما يحققه.
كما أن مقربين من أوباما يقولون إنه عازم بشدة على أن يكون رئيس للجميع ويدرك جداً محاولات البعض لوضعه داخل صندوق.. وهو التحدى الذى جعل الأمور أصعب عليه فى بعض الأوقات كرئيس. ويقول أحد حلفاء أوباما، إن السباق كان قاصرا بالنسبة له، مما اضطره إلى استخدام لهجة أخف مما كان يريد فى بعض الأحيان، وأصبح هناك وعى ذاتى لديه بشأن كيفية التعامل مع بعض المواضيع، مثل الفقر وعدم المساواة وحتى خشونة البيئة السياسية.