رسالة طهران - رباب فتحى - إسراء أحمد
قال فرج الله سلحشور، مخرج مسلسل «يوسف الصديق»: «إن أعداء مصر وإيران لم يريدوا لنا أن نتعاون سويا، ولكننا تحدينا هذه الصعاب بما يشمله من عقوبات اقتصادية وسياسية وآخرها فنية من أجل التعاون لصناعة الأعمال المشتركة فى الفترة المقبلة، ولن يستطع أعداؤنا أن ينجحوا فى إبقائنا بمنأى عن بعضنا».
وأضاف سلحشور خلال لقائه بوفد السينمائيين المصريين الذى زار العاصمة طهران مؤخراً لتقريب العلاقات بين البلدين وتوثيق التعاون الفنى بينهم: «نحن هنا لنتبادل الأفكار والتجارب بين البلدين فى جميع المجالات سواء الصناعية أو الفنية أو الثقافية، ونحاول تقديم أعمال تفيد العالم الإسلامى، فرغم وجود القرآن والحضارة والتراث الإسلامى، فإن الدول الإسلامية متعثرة والغرب يحاول فرض ثقافته علينا، ونتمنى بهذا التبادل والتعاون أن نكسر الحواجز وأن نصل إلى الاستقلال الثقافى مثلما كسرنا الحصار هنا».
وقال السيناريست مصطفى محرم خلال اللقاء «إن التبادل الثقافى والحضارى أقوى من التبادل الاقتصادى، ومسلسل يوسف الصديق لاقى قبولا كبيرا فى مصر، والموضوعات التاريخية ستكون محور اهتمام كبير بين مصر وإيران».
ووجهه محرم سؤالا لسلحشور قائلا: «كيف بدأت فكرة المسلسل وكم من الوقت استغرقت فى كتابة النص والإخراج والتصوير والإنتاج؟»، ورد المخرج الإيرانى قائلا: «إن تكلفة إنتاج المسلسل تجاوزت 20 مليون دولار، واستغرقت كتابة السيناريو 3 سنوات بينما أخذ 30 شهرا لإنتاجه، وحاولنا قدر استطاعتنا أن نقوم بعمل جيد يعكس «أحسن قصص القرآن».
وتساءل المخرج المصرى محمد على عن الطريقة التى صور بها المسلسل، وهل كانت بطريقة «النيجاتيف» لذا استغرقت وقتا طويلا، فقال المخرج: «نعم أخرج الفيلم بهذه الطريقة وحاولنا أن نسرع فى إنهاء العمل، ولكن منذ عامين، ونجحنا بالفعل فى صناعة المسلسلات بصورة أسرع».
أما الفنان سامح الصريطى وكيل أول نقابة الممثلين، فتساءل قائلا: «هل شاهدتم الأعمال الفنية العربية، وما الذى يريده من السينمائيين المصريين لينجح التعاون بيننا؟ وما خطوط الاتفاق التى نعمل عليها وإن كانت العلاقة بين مصر وإيران جيدة، فهل كنت تفضل تصوير المسلسل فى مصر، بدلا من بناء الديكورات؟ ورد سلحشور: «التعاون يبدأ أولا بتآلف قلوبنا، ونحن نعتمد فى إنتاج الأفلام والسينما على حضارتنا وثقافتنا ونبتعد عن المشاريع التى تبتعد عن ثقافتنا، لأن هذا يصب فى مصلحتنا فى الظروف الصعبة التى نمر بها.
وأضاف المخرج الإيرانى: «نحن لا نريد أن نلعب فى ميادين الصهاينة لأن هوليوود تمثل سيطرة اللوبى اليهودى على الفن والثقافة وكل شىء، والتوجه العام لهذه الأفلام لم يساعد مجتمعاتنا على الارتقاء بمستوى الأخلاق، وإنما ساعد على انحرافها. لذلك الحضارة الغربية انتشرت على أكتافنا بل كنا عمالا فى نشرها.
وأضاف «اعتمدنا فى هذا المسلسل على الاختلاف كليا عن هوليوود، فالله يخاطب الناس من خلال شخص النبى يوسف، عليه السلام، والقصة واقعية جدا، والدراما فى هوليود عادية جدا، وما يميز العمل أنه ينقل قصة أحد الأنبياء، والسينما الإيرانية تخلو من الجنس والعرى والرعب وتلك الأدوات التى تستخدمها السينما الغربية لجذب المشاهد، ونحن نعتمد على القرآن كى نكون من أصحاب السينما المستقلة.
وردا على الجزء الثانى من السؤال، قال المخرج: «نحن نرغب فى التعاون ولكن هناك بعض الآثار التى مر عليها الزمان وكانت لتظهر بصورة باهتة وغير جيدة، كما أن الرئيس السابق مبارك كان لا يزال فى سدة الحكم، ونحن لا نستطيع حتى الآن أخذ التأشيرات، ونحن ندرك الظروف ونتمنى أن نحضر إلى مواقع التصوير بمصر للاستفادة من خبرات نجومها.
وسأل المنتج محمد فوزى عما إذا كان الإيرانيون يشاهدون الأعمال الفنية والاجتماعية المعاصرة المصرية، وهل يقومون بتوزيعها، فرد قائلا: «قبل الثورة لم يكن هناك أى علاقات مع مصر، حتى العلاقات الثقافية، ولكننا يمكن أن نلعب دورا فى تبادل الأفلام، فنحن لدينا 15 مهرجانا كل عام، ونتمنى أن تشاركوا فى مهرجاناتنا».