كتب - جمال عبدالناصر
فى الوقت الذى يغالى فيه عدد كبير من نجوم السينما والدراما فى أجورهم، ويحصلون على أكثر من ثلثى ميزانية العمل الفنى، وما يتبقى ينتج به العمل الفنى سواء سينمائيا أو تليفزيونيا، مما يؤثر على جودة العمل نجد الدراما التركية تعطى اهتمامها لجميع تفاصيل العمل ولا يغالى نجومها فى أجورهم.
ففى رمضان الماضى مثلا حصل عادل إمام على 30 مليون جنيه بمفرده كأجر على مسلسله «فرقة ناجى عطا الله» وما يتبقى من الميزانية ينتج به العمل، وحصل أغلب نجوم الدراما يحيى الفخرانى ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا ومحمد سعد ويسرا وعمرو سعد وخالد صالح وإلهام شاهين وشريف منير، وغيرهم على الجزء الأكبر من ميزانية الأعمال التى مثلوها، وهو ما يتكرر فى السينما حيث يحصل النجوم الكبار على نصيب الأسد من ميزانية أى فيلم رغم حالة الركود السينمائى.
عدد كبير من شركات الإنتاج وضعوا تصورات لكيفية تعاملهم خلال الفترة المقبلة مع النجوم، فإما تقليل النجوم لأجورهم من أجل البحث عن الجودة فى العمل وإما تنازلهم عن أجورهم كاملة فى مقابل دخولهم كشركاء فى الأعمال الفنية، والتصور الأخير هو الاعتماد على البطولات الجماعية التى حققت نجاحا خلال الفترة الماضية سواء فى السينما فى فيلم «ساعة ونص» الذى شارك فيه أكثر من 20 نجما ونجمة أو فى الدراما كنموذج لها مسلسلات «المواطن إكس» و«طرف ثالث» و«رقم مجهول»، وخلال الفترة القادمة ستشهد الدراما التليفزيونية والسينمائية تحولات كبيرة فى طريقة الإنتاج من أجل مواجهة ما أسموه بجشع النجوم فى الحصول على الملايين ومواجهة الغزو التركى للتليفزيون والسينما.
وبدأت المؤشرات بتراجع شركة «نيو سينشرى» عن إنتاج فيلم كريم عبدالعزيز لمغالاته فى أجره، وقرر أحمد حلمى إنتاج جميع أعماله القادمة من خلال شركته «شادو»، كما قدم الفنان محمود عبدالعزيز مسلسله «باب الخلق» من خلال شركة فتحها خصيصا لابنه محمد بعدما تراجعت شركة إنتاج كبرى عن تمويل مسلسله لمغالاته فى أجره، كما ينتج محمد سعد لنفسه فيلمه القادم، وحتى السبكية تراجعوا عن التعامل مع النجوم الكبار وإعطائهم الملايين فقد استوعبوا الدرس، وقرروا تقديم أعمال إما بوجوه جديدة وإما بنجوم كبطولات جماعية أو بنجوم عائدين للسينما بعد غياب مثل فيفى عبده التى تنازلت عن أكثر من نصف أجرها من أجل التواجد بفيلم فى موسم العيد هو «مهمة فى فيلم قديم».
المنتج خالد حلمى قال إنه يتمنى بالفعل تكاتف المنتجين واتحادهم من أجل مواجهة الارتفاع الجنونى فى أجور النجوم، ولكنه يرى أن الموضوع يصعب تحقيقه لأن العملية الإنتاجية تسير بقاعدة العرض والطلب وفكرة التحايل على الاعتماد على النجوم بوجوه جديدة يحددها السيناريو وآليات السوق فى كل فترة وهل هذا السيناريو يصلح أن تقدمه وجوه جديدة أو بطولات جماعية أم أنه يستلزم نجما أوحد.
أما بخصوص اتجاه بعض النجوم لإنتاج أعمالهم بأنفسهم فقال حلمى: هى فكرة قديمة فقد كان أنور وجدى بإنتاج أعماله وأعمال آخرين وأيضا ماجدة كانت تنتج وفريد شوقى وحاليا أحمد حلمى ومحمد سعد، ولكن ليس كل نجم يفهم فى العملية الإنتاجية فمنهم من نجح ومنهم من يفشل.
المنتج السينمائى وائل عبدالله أكد أن السينما تعانى من أزمة ولابد من تكاتف الجميع وعلى النجوم أن يتعاونوا مع المنتجين فى تخطى الأزمة، وأنه شخصيا سوف يقوم بإنتاج أعماله بطريقة الإنتاج المسرحى المعتمدة على إعطاء النجوم أجورهم بما يحققونه من إيرادات.