أى مهرجان عالمى بمجرد الانتهاء من دورته يبدأ العاملون فيه بالاستعداد للدورة المقبلة، ولكن فى مصر الأمور تختلف كثيرا، فمهرجاناتنا ترفع شعار أجل استعدادات اليوم للغد وبعد الغد، ويظل المهرجان غامضا فى كل تفاصيله حتى الأسابيع الأخيرة من انعقاده، إلا أن هذه الآفة يحاول الناقد أمير العمرى مدير مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية أن يتخلص منها، حيث يحاول منذ انتهاء دورة المهرجان أن يتم استعداداته كاملة قبل انعقاد دورته بمدة، لكن مازالت تواجهه عقبات بيروقراطية، منها مثلا أن وزارة الثقافة تنتظر قرار الوزير ولا أحد يعرف قراره فى أى شىء، طالما أن المهرجان قائم وعلى حد علمنا الميزانية موجودة.
الناقد أمير العمرى يقول: ليس لدى أى تخوف بشأن المهرجان واستعداداته أو من إلغائه أو تأجيله، فأنا أقدم خدمة عامة ولكنى قمت بمجهود كبير فى الدورة المنقضية، ولا أريد أن يذهب ما فعلته هباء، وأريد أن أستعد من الآن للمهرجان وبالفعل أفعل ذلك، فكلما أذهب لمهرجان أبحث عن الأفلام المناسبة لمهرجان الإسماعيلية، لكنى ومنذ فترة أحاول الوصول لموظفى الوزراة أو الوزير لكنهم مشغولون بأشياء أخرى منها مثلا مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ومشاكل أخرى بيروقراطية تعطلنا عن أداء عملنا من الآن، برغم تأكيد الوزير السابق شاكر عبدالحميد أن الدولة لابد أن تولى كل اهتماماتها لثلاثة مهرجانات وترعاها رعاية كاملة ومنها مهرجان الإسماعيلية.
الناقد رامى عبدالرازق مدير الندوات وعضو لجنة المشاهدة بمهرجان الإسماعيلية يرى أن المهرجان فى وضع غريب، قائلا: لم يعلن تأجيل المهرجان ولا إلغائه، ولكن هناك حالة من حالات الهروب الجماعى من قيادات الوزارة لأنها دائما تعادى السينما وتهرب وتتنصل من أى سينمائى يواجهها بمشاكلها ومشاكله التى يريد حلها والجميع يهرب من الحديث والخوض فى تفاصيل.
ويبدى رامى دهشته من طلب كمال عبدالعزيز رئيس المركز القومى للسينما بدراسة تقارير الدورة السابقة. كمال عبدالعزيز رئيس المركز القومى للسينما الجهة المنوط بها تنظيم المهرجان والتى تخرج ميزانيته قال لـ«اليوم السابع» إنه ينتظر موافقة الوزير وأن الميزانية متوفرة لديه لكنه سوف يدرس الأمر بعد العيد ورفض الخوض فى تفاصيل أخرى. يبقى فى النهاية التساؤل عن مصير الدورة القادمة وهل سيتمكن مدير المهرجان أمير العمرى من استكمال ما بدأه من تطوير للمهرجان، أم أن وزارة الثقافة ستترك الأمور نائمة إلى أن تستيقظ كعادتها قبيل موعد الدورة بأشهر قليلة.