جدة (أ.ش.أ)
انتقدت الدكتورة أمانى غازى، الأستاذ مساعد بقسم التاريخ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، مسلسل "حريم السلطان"، وقالت، فى تصريحات لها، إن المسلسل شوه شخصية السلطان سليمان القانون، وهو من أفضل سلاطين الدولة العثمانية، حيث كان رجلاً عظيماً بمعنى الكلمة، ولقب بعدة ألقاب، ولقبه ملوك أوروبا بالسلطان العظيم أو السلطان الفخم، وبلغت الدولة العثمانية فى عهده أوج قمتها وإبداعها الحضارى.
وأضافت أن 60% من أحداث المسلسل حبكة درامية، و40% حقائق تاريخية، وبذلك فقد شوه المسلسل شخصية تعتبر من رموز التاريخ الإسلامى، ولم تظهر الحقيقة فى التاريخ العثمانى، وعلى سبيل المثال لا الحصر أخرج المسلسل نظام الحريم العثمانى بشكل خاطئ تماماً، حيث أوضح أن الرجال يختلطون بالنساء بشكل طبيعى جدا، وهذا خاطئ تماما، موضحة أنه فى الواقع لم يدخل إلى القصر النسائى رجل غريب يوماً إلا السلطان والطبيب فى بعض الأحيان، بينما يتواجد الحرس خارج الحرملك، حتى إنه لا يوجد الأغاوات داخل الحرملك، لأن النساء لا يجوز لهن الظهور على غير المحارم.
ولفتت إلى أنه ليس جميع النساء فى الحرملك ملك للسلطان، فهنالك موظفات وإداريات وقليل جدا منهن ملك اليمين له، ولا يجوز له أن يتكشف عليهن، بالإضافة إلى أنه يوجد لديهن مدة خدمة تبلغ تسع سنوات إذا أنهتها يحق لها العتق والخروج من الحرملك والزواج أيضا، طالما أنها لم تصبح إحدى زوجات السلطان.
وأوضحت أن من مغالطات المسلسل أصل البطلة، وهى الزوجة المفضلة لدى السلطان"روكسلانا"، فهى لم تكن روسية وإنما ابنة كاهن أوكرانى سلافى كاثوليكى ووقعت أسيرة فى يد التتار، إضافة إلى أن السلطان ظهر وكأنه طيلة الوقت فى القصر، وأن من يتولى الأمور ويديرها الصدر الأعظم، على الرغم من أن السلطان سليمان القانونى كان عصره هو العصر الذهبى.
وترى الدكتورة أمانى غازى، أنه على الرغم من جودة الإخراج وضخامة الإنتاج، إلا أنه لا يعتبر مسلسلا تاريخيا ذا جودة عالية فى حقيقة الأحداث التاريخية، وإنما نخرج منه بأنه عمل مبهر لعين المشاهد العربى فقط.
وخلصت الدكتورة أمانى غازى إلى القول، "بالنسبة لنا كمتخصصين فى التاريخ العثمانى كنا ننتظر مسلسلا تاريخيا عثمانيا يظهر الجانب والمضمون للدولة العثمانية وليس عملا يشوه صورة السلاطين العثمانيين أكثر ويظهر أن محور اهتمامهم منحصر فى الحريم".