تحدث العديد من التغيرات الفسيولوجية والنفسية والعقلية على كبار السن خلال تقدمهم بالعمر، من بينها تغيرات في أداء الجهاز الهضمي.
وتقسم التغييرات في أداء الجهاز الهضمي الناجمة عن الشيخوخة إلى ثلاثة أنواع:
- تغيرات مرضية، مثل فقد عدد من الخلايا الوظيفية العاملة في الكبد والقناة الهضمية، مما يؤدي إلى نقص أو قصور وظيفي تدريجي.
- نقص في إفرازات الغدد المعوية، ورقة جدار الأمعاء.
- فقد الأسنان وتراجع انقباضات الجهاز الهضمي.
تأثر الحواس
وكلما تقدم الإنسان في العمر قلّت قوة الحواس الخاصة بالتذوق والشم، مما يؤثر في شهية الإنسان ودرجة إقباله على كثير من الأطعمة، وقلّت أيضاً كمية اللعاب المفرز وأدّت إلى صعوبة البلع، ويؤدي فقد الإنسان لأسنانه الطبيعية إلى عدم القدرة على مضغ الطعام جيداً، وبالتالي عدم تناول الطعام بكيفية مريحة، ما يؤثر على اختيار الغذاء والاعتماد كثيراً على الكربوهيدرات لسهولة هضمها.
تناقص الحمض المعدي
يصاب 25% من الذين تجاوزت أعمارهم الخامسة والستين من العمر بظاهرة غياب الحمض المعدي، حيث تؤدي قلة حموضة المعدة إلى قلة امتصاص الكالسيوم والحديد، وانخفاض مستوى فيتامين b12 في بلازما الدم عند كثير من المسنّين، وزيادة استعدادهم للإصابة بفقر الدم الخبيث، وتقل أيضاً الإنزيمات الهاضمة وخاصة أميلاز اللعاب، وأميلاز البنكرياس والببسين والتربسين، وتقل القدرة على هضم الدهون والفيتامينات الذوابة في الدهن (فيتامينات a وd وe وk)، كما يحدث أيضاً ضمور في حليمات الأمعاء فيقل امتصاص الأطعمة، ويصاب المسنون بالإمساك بسبب قلة إفراز المواد المخاطية في الأمعاء وضعف عضلاتها.
مشكلات أخرى
من التغييرات التي تلاحظ أيضاً مع تقدم العمر، انخفاض في حجم العضلات والكتلة العظمية للشخص المسن مع ازدياد الدهون والإصابة ببعض الأمراض الحادة والمزمنة، مثل: السكري، وأمراض الكلى، وعتة الشيخوخة، فضلاً عن مشكلات أخرى عديدة.
ومن هنا تأتي أهمية ملاحظة كبار السن، والتأكد من سلامة صحتهم من خلال إجراء الفحوصات الدورية لهم، والاطمئنان على حالتهم الغذائية، وتخصيص حميات معينة وفقاً لنصائح الطبيب المعالج، والتقيد بها؛ لأنه مثلما هناك أنواع غذائية معينة خاصة بالأطفال، وبالمراهقين، وبمختلف المستويات العمرية، فهناك أيضاً أغذية خاصة بكبار السن.