وما كان يُعتقد في السابق من أن تناول الفستق، أو غيره مما يُصنف تحت عنوان "المكسرات"، سبب في زيادة وزن الجسم وارتفاع الكولسترول والتسبب بأمراض شرايين القلب والدماغ، أصبح اليوم مختلف تماماً، وبزاوية 180 درجة.
وغدت نصائح رابطة القلب الأميركية وغيرها من الهيئات العالمية المعنية بصحة القلب وشرايين الجسم تقول لنا صراحة بأن علينا تناول تلك المكسرات. وأن علينا أن نستحدث طرقاً لإضافتها إلى مختلف أطباق الأطعمة التي نتناولها يومياً. وأمسى الفستق اليوم ينال عن جدارة ما كان محروماً منه في السابق، وهو النصح الطبي بالالتفات إليه للاستفادة من تناوله.
والفستق بذرة، أو عبوة، صغيرة. ذات محتويات مُركّزة من العناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات. ومما لاحظه الباحثون، وقبلهم أجيال متعاقبة من البشر على مر آلاف السنين، أن لتناول بذور الفستق فوائد صحية، إضافة إلى مذاقها طعمها اللذيذ.
ودعونا نراجع ما يُهم صحياً حول ثمار الفستق، وما يُقال عنه في الأوساط الطبية اليوم، خاصة حول فائدة تناوله لصحة القلب. مع التنبه إلى أن المقصود في العرض هو الفستق المعروف بالحلبي pistachio، تميزاً له عما يُطلق عليه فستق ويُقصد به الفول السوداني.
ارتفاع "مؤشر نوعية التغذية"
ثمة تعبير علمي يُقال له "مؤشر نوعية التغذية". وأساس قوة المؤشر لأي منتج غذائي هو كمية ما يحتويه من عناصر غذائية مفيدة بالنسبة لما يحتويه أيضاً من طاقة السعرات الحرارية، كالورى. والمنتج الغذائي يُعتبر "مُغذياً" “nutritious” ، حينما يحتوى على 4 عناصر غذائية ذات قيمة للمؤشر تساوى 1 أو أكثر. أو حينما يحتوي على عنصرين غذائيين ذا قيمة للمؤشر تساوي 2 وما فوق. وبالنظر للفستق، فإنه يحتوي على مقدار 160 كالورى لكل أونصة (الأونصة 28 غراما تقريبا).
وفي هذه الكمية من الفستق يُوجد "تركيز غذائي بدرجة ممتازة" “super nutrient dense” ، لأنها مُكتنزة بـ 8 عناصر غذائية. أربعة منها ذات قيمة للمؤشر تساوي 2 وأكثر، وهي فيتامين ثيامين و فيتامين بي_6 والنحاس والمنغنيز. وأربعة أخرى تتراوح قيمة المؤشر لها ما بين 1 و 1,7 ( واحد فاصلة سبعة)، وهي البوتاسيوم والألياف الغذائية والفسفور والمغنيسيوم.
وللمقارنة فقط بين الفستق وغيره من المنتجات الأخرى المُتناولة للتسلية، وذلك من ناحية حساب مقدار "مؤشر نوعية التغذية" لها مع احتساب كمية طاقة السعرات الحرارية فيها، فإن شرائح البطاطا المقلية لا تحتوي على أي تركيز غذائي dense nutrients لأي من العناصر الغذائية المهمة للجسم.
وإذا ما أضفنا إلى ارتفاع "مؤشر نوعية التغذية" للفستق، عنصر انخفاض "المؤشر السكري" glycemic index للفستق، أي تدني كمية السكريات فيه، فإن تناول الفستق يُعتبر وسيلة جيدة للحصول على عناصر غذائية مفيدة دون إرهاق الجسم بكمية عالية من الطاقة ودون إنهاك البنكرياس بكميات كبيرة من السكريات.
ومعلوم أن ارتفاع كمية طاقة الغذاء المتناول يومياً، سبب في السمنة، ما لم يتم استهلاك الجسم لها. كما أن تناول كميات عالية من السكريات، سبب في الإصابة بالسكري، نتيجة للإنهاك المتواصل للبنكرياس، وسبب في ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وسبب في السمنة أيضاً.