Share on facebook
Share on twitter
More Sharing Services
كلنا نعلم تماما, يشكل الطعام احد المركبات الاساسية للحياة السليمة. وهو ذو تاثير فوري على الاداء وجودة الحياة المستقبلية للطفل, كما ان تاثيره على الصحة للمدى البعيد كبير جدا. توفير الغذاء السليم للطفل يمكن من نموه وتطوره السليمين، كما يسهمان في تعويده، ايضا، على تناول طعام صحي خلال مراحل حياته المختلفة.
ومن هنا, فان الغذاء يشكل جزءا مركزيا في حياة العائلة وله تاثير على شبكة العلاقات الحساسة والمركبة بين الاباء والابناء.
يزداد الشعور بالذنب لدى الاهل اضعافا عندما لا يفلحون دائما في مهمة تقديم الغذاء السليم لاطفالهم, وهو ما تسببه، بشكل اساسي، عادات غير سليمة وغير صحية في ما يتعلق بتناول الطعام داخل العائلة.
وفي كل الاحوال الاسس المركزية لعادات التغذية السليمة هي بسيطة وغير معقدة:
تناول طعام منوع من كل المجموعات الغذائية (خضار, فواكه, حبوب كاملة, لحم وبدائله, منتجات حليب نوعية, دهنيات صحية وحلويات صحية - نعم, هنالك امر كهذا!).
تناول الطعام بشكل منظم وليس وجبة واحدة تستمر طوال ساعات اليوم.
تناول الطعام اثناء الجلوس بجانب طاولة, من دون ضجة في المحيط، كصوت التلفاز مثلا.
تناول طعام صحي مع التشديد على التحضير المنزلي وتقليص استعمال الاغذية المصنعة.
فصل الصيف والعطلة الصيفية يشكلان تحديا مميزا امام الاهالي الذين يحاولون الاستمرار في توفير تغذية جيدة وسليمة لاطفالهم. ومع ذلك، فبالقليل من الجهد (ومساعدة الاصدقاء) بالامكان التغلب على هذه التحديات.
امامكم مجموعة نصائح وحلول تقدمها لكم اخصائية تغذية ذات خبرة:
التحدي: الجو حار في الصيف وليست هنالك رغبة في الوقوف في المطبخ من اجل تحضير الطعام.
الحل: الاعتماد في غالبية ايام الاسبوع على غذاء بارد لا يتطلب الطهي المطول او المعقد، مثلا: شنيتشل بلفة خبز من قمح كامل مع خضراوات مقطعة، او شطيرة من خبز موحد (هو خبز ممتاز للاولاد) + لحم بقري مشوي او طونا. دجاج مشوي, بالامكان شراؤه من الحوانيت (هذا لا يعتبر مصنعا، لان الدجاج يحضر بشكل فوري) ودمجه مع الرقائق او الكسكس الكامل للتحضير السريع. استعمال الخضروات المجمدة التي لا تتطلب الطهي لمدة طويلة: مثلا، يحب الاولاد البازلاء الخضراء من دون اضافات. نشتري بازلاء مجمدة ونقوم بطهيها بالماء مع القليل من الملح. نقدمها مع القليل من زيت الزيتون فوقها والى جانبه الارز. هذا لذيذ جدا. حضروا وجبات مشتركة مع الاصدقاء: وجبة نوعية كل مرة في بيت مختلف - هو حل جيد للاهالي العاملين.
التحدي: الشهية تقل في الصيف.
الحل: التعايش مع الطبيعة, انخفاض الشهية ليس بدون جدوى. يواجه الجسم تحديا يتمثل في المحافظة على توازن حرارته الداخلية وعدم ارتفاعها. الغذاء "الثقيل" يرفع من حرارة الجسم ويؤدي الى ااستهلاك طاقة غير ضرورية في عملية الهضم. ولذلك، وبشكل طبيعي، لا رغبة اجمالا في تناول الاغذية "الثقيلة" مثل اطباق اللحوم وما شابه. الحل هو اولا: تناول اطعمة باردة وخفيفة, فيها كمية قليلة نسبيا من الدهون (بمعنى عدم القلي) وثانيا: الاكثار من تناول الفواكه, الاجبان, الخضار, الحساء البارد (حساء الدجاج, حساء يحتوي على الزبادي, خيار مقطع مع القليل من الشومر والثوم) الاسماك والبيض.
التحدي: لا يلتزم الاولاد في الصيف بنظام يومي - وهو وضع يشجع تناول الطعام بشكل غير منتظم وفي ساعات غير اعتيادية.
الحل: تجنيد سلطة الاهل وبناء نظام يومي بديل تسود فيه قوانين تنطبق على جميع افراد العائلة, بما في ذلك الابوان. تحديد ساعة معينة للاستيقاظ وتناول الطعام، مع التشديد على مواعيد وجبتي الغداء والعشاء. محاولة ان تكون وجبة واحدة على الاقل وجبة عائلية، بحيث يكون التلفاز مغلقا (احيانا يكون ذلك صعبا على الاهل لان الحديث غالبا ما يدور حول وجبة العشاء بينما تكون في تلك الاوقات برامج جذابة ومغرية). التشديد على وقت محدد للنوم السليم. يجب على الاولاد ان يكونوا في غرفتهم في موعد لا يتجاوز الساعة 10:00 ليلا. اي تاخر عن هذه الساعة ممكن ان يؤدي الى ضرر بجودة النوم وتعطل الساعة البيولوجية للجسم مع تاثيرات على النمو والتطور، بالاضافة الى التاثيرات العاطفية - الحسية.
التحدي: الاطفال اكثر انكشافا على الاعلانات الدعائية التلفزيونية للسكريات والاغذية غير السليمة
الحل: مشاهدة مشتركة مع الاولاد للاعلانات ومناقشتهم حول ما تحاول الدعايات تسويقه وبيعه لنا. الاطفال اذكياء ويستطيعون بسرعة فهم انه ليس كل ما يعرض في الاعلانات دائما يمكن ان يحدث في الواقع وفي الحقيقة. مثلا: ان تاكل حبوب الصباح من هذا النوع, ستصبح قويا. اذا كنا نتعامل مع ابنائنا كمخلوقات ذكية, من الممكن قراءة المحتويات والمركبات المسجلة على اغلفة الاغذية سوية معهم: كمية الدهون, كمية الكولسترول, كمية الملح (الصوديوم), كمية اصباغ الطعام والمواد التي لا تشكل غذاء وانما يحتوي عليها المنتوج. وبهذا، يمكن تربية الاطفال ايضا على استهلاك ذكي وعلى فحص الغذاء المستهلك بنظرة صحية. ويجب الامتناع، بالطبع، عن التطرف في الاتجاه الاخر - اتجاه الصحة المفرط بها. من المهم تمكين الاولاد من تناول السكريات، مثل الشوكولاطه والبوظة ذات الجودة العالية, المسليات من دون اصباغ والاطعمة القليلة الدهون. القانون الهام هو: كل شيء في اطار المعقول.
التحدي: عدم توفر الوقت لتحضير طعام صحي
الحل: التنظيم هي كلمة المفتاح للتغذية السليمة. اهتموا بان تكون في بيوتكم منتوجات نوعية. اهتموا باخراج ما تريدون طهيه اليوم من الفريزر. مثلا، صدر الدجاج المجمد من اجل تحضيره ، عند وصولكم الى البيت. حضروا خلطة لكفتة اللحم وجمدوها بطبقات منفردة بحيث تستطيعون اخراج الكمية المطلوبة فقط في كل مرة. شاركوا الاولاد في تحضير الغذاء. الاولاد ايضا باستطاعتهم المساعدة في تحضير السلطة والمساعدة في الخلط وتحضير الطاولة. انهم يحبون ذلك كثيرا وهكذا تربون الاولاد على ان لا يخافوا من المطبخ ومن الطهي. وفي ما يتعلق بالمطاعم: بالامكان الخروج لتناول الطعام في مطعم، مرة كل اسبوعين: وجبة همبورجر ذي نوعية جيدة مع سلطة خضراء والقليل من رقائق البطاطا، او البيتسا الجيدة او وجبة من الفلافل مع الكثير من السلطة بدون مشروبات خفيفة, لا تسبب ضررا لاي شخص. هنا ايضا يجب التشديد على ان يكون ذلك محدودا وفي اطار المعقول وعدم تحويله الى روتين.
التحدي: الطقس حار وهنالك ميل للجفاف, وخاصة في الخارج، في البحر وبرك السباحة
الحل: الاولاد والبالغون اكثر حساسية للجفاف بسبب النسبة بين مساحة الجسم وبين حجمه. من جهة اخرى, الاولاد لا يشربون كميات كافية من السوائل وبشكل طبيعي. جهاز الانذار بالعطش لديهم غير ناضج بما فيه الكفاية، ولذلك على الاهل تذكير الاولاد والطلب منهم ان يشربوا اكثر مما يشربون في الايام العادية. المشروب المحبذ هو الماء او الصودا. يجب منعهم من شرب العصائر, بما فيها الطبيعية وبالطبع المشروبات الغازية، مثل الكولا. كما انه من غير المحبذ، ايضا، شرب المياه والشراب باطعمة مختلفة. حضروا ماء باردا في البراد مع حامض مقطع واوراق نعنع (للنعنع تاثير مبرد) وعودوا الاولاد على هذا المشروب. الفواكه الباردة، مثل البطيخ والعنب، تزود الجسم بسوائل عديدة.