Share on facebook
Share on twitter
More Sharing Services
كثيرا ما نسمع عن حالات موت مفاجئ, يذهب ضحيتها اشخاص في ريعان شبابهم, اثر انهيارهم اثناء ممارسة الرياضة البدنية او انواع مختلفة من الرياضة.
يعرف الموت المفاجئ على انه حالة وفاة غير متوقعة, ناجمة عن اسباب مرتبطة بتوقف نشاط القلب السليم, خلال وقت قصير (بعد نحو ساعة من بدء ظهور الاعراض), دون ان تكون هنالك اشارات مسبقة. في معظم الحالات, يكون مسبب الموت اضطرابات في نظم القلب, تعيق توصيل الاشارات الكهربائية في القلب وتضر بانقباض عضلة القلب.
يعتبر الموت القلبي المفاجئ (Sudden cardiac death) السبب الرئيسي للموت المفاجئ. في الولايات المتحدة الاميركية لوحدها, يموت نحو 300 - 400 الف شخص سنويا, نتيجة للموت القلبي المفاجئ. يدور الحديث في معظم الحالات عن مرضى يعانون من امراض قلبية, وفقط في 10% من حالات الوفاة, لا يكون لهؤلاء الاشخاص تاريخ طبي سابق يفيد بوجود امراض في القلب. في نصف هذه الحالات, يعزى سبب الموت المفاجئ الى تصلب في الشرايين التاجية (شرايين القلب).
يزداد انتشار هذه الظاهرة مع التقدم في سن السكان, لدى الرجال والنساء على حد سواء. نسبة انتشار الموت القلبي المفاجئ وسط الرجال, اكبر بـ 3-4 اضعاف مقارنة بالنساء. نسبة الانتشار الاعلى هي بين الاطفال الرضع, في سن ما دون الستة اشهر (بالاساس عقب اصابتهم بعيوب خلقية), ولدى الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين سن 45 سنة وحتى سن 75 سنة (نتيجة لمرض في الشرايين التاجية).
عوامل الخطر الرئيسية للموت القلبي المفاجئ هي: التدخين, ارتفاع ضغط الدم, تضخم البطين الايسر- ventricular hypertrophy, اضطرابات في التوصيل الكهربائي في القلب, اضطرابات في مستوى الدهنيات في الدم, السمنة, داء السكري والضغط النفسي. هنالك عوامل خطر اخرى، وهي تشمل العيوب الخلقية التي تؤثر على بنية القلب وعلى ادائه, وكذلك الامراض الوراثية التي تؤثر على جهاز التوصيل الكهربائي في القلب. المسبب الاكثر شيوعا للموت المفاجئ لدى النساء هو مرض في الشرايين التاجية, بينما انخفاض النتاج القلبي (Cardiac output) هو المسبب الاكثر انتشارا للموت المفاجئ لدى الرجال.
الموت القلبي المفاجئ اثناء ممارسة الرياضة
التاثير المباشر للرياضة البدنية على الموت المفاجئ هو مثار جدل. فمن جهة, قد تؤدي ممارسة تمارين الرياضة المجهدة الى زيادة خطر الاصابة باحتشاء عضلة القلب (السكتة القلبية), ومن جهة اخرى, قد يكون لممارسة الرياضة التي تتم تحت اشراف ورقابة, تاثير مضاد للتخثر مما يقلل من خطر نشوء الانصمامات.
مع مرور الوقت, تؤدي ممارسة الرياضة بشكل منتظم الى تقليل عوامل الخطر التي تسبب تصلب الشرايين, كما تؤدي الى ازدياد النتاج القلبي وتحمي من خطر انسداد الشرايين والاضطرابات في نظم القلب. تسهم ممارسة الرياضة من جانب المرضى الذين يعانون من امراض قلبية في تقليل خطر الاصابة بسكتة قلبية اخرى في السنة الاولى التي تلي الاصابة بالسكتة القلبية. اما على المدى البعيد, فان ممارسة الرياضة تؤدي الى تقليل خطر الاصابة بالسكتة القلبية لدى الانسان الذي يتمتع بصحة جيدة. لكن ممارسة الرياضة التي لا تخضع للرقابة قد تؤدي الى زيادة خطر الاصابة بسكتة قلبية خلال ممارسة الرياضة.
الموت القلبي المفاجئ لدى الرياضيين والشباب
على الرغم من التغطية الاعلامية الواسعة التي تحظى بها حالات الموت المفاجئ وسط الرياضيين, فان هذه الحالات نادرة الحدوث.
ووفقا لمقال نشر في المجلة العلمية الاميركية Journal of the American Medical Association-JAMA- يتم الابلاغ، في الولايات المتحدة الاميركية، عن اقل من 25 حالة موت مفاجئ بين الرياضيين في السنة الواحدة. ولا تختلف نسبة حالات الموت المفاجئ لدى الرياضيين المحترفين عنها لدى عامة السكان وهي تحدث لشخص واحد من بين كل 200,000 شخص. تشير فحوصات الباثالوجيا الى انه في معظم حالات الوفاة لدى الشباب, كان هؤلاء يعانون من تضخم وتوسع البطين في القلب, بينما كان البالغون في السن يعانون من امراض في الشرايين التاجية.
لا خلاف حول اهمية ممارسة النشاط البدني, وبالطبع فان الفائدة التي تعود على الانسان من ممارسة الرياضة اكبر بكثير من مخاطرها. ومع ذلك, في حال وجود خطر معين عند ممارسة الرياضة, يمكن التقليل من هذا الخطر عن طريق اجراء فحوصات دورية, الحفاظ على التاريخ الطبي الشخصي والوراثي وملاءمة نوع النشاط البدني للقدرات الشخصية.
تساهم فحوصات تخطيط القلب الكهربية اثناء الراحة, فحص جهد القلب وتخطيط صدى القلب في الكشف عن معظم امراض القلب الشائعة. الا ان هذه الفحوصات ليست كافية لاستبعاد ونفي الاصابة بهذه الامراض, اذ من المستحسن استشارة شخص مختص (اختصاصي الفيسيولوجيا او طبيب رياضي) يستطيع ان يستخدم التقييمات الطبية والفيسيولوجية التمهيدية, لكي يضع لك برنامج امنا وناجعا للتدريب.