Share on facebook
Share on twitter
More Sharing Services
تكتشف العديد من الامهات، خلال الاسابيع الاولى التي تلي ولادة الطفل، ان عينيه تدفقان دمعا، حتى لو لم يكن يبكي. هذه الدموع، تكون بالعادة مصاحبة لحالات من الالتهابات والافرازات. تشير المعطيات الى ان اكثر من 5 % من الاطفال يعانون من هذه الظاهرة، والتي تعرف ايضا باسم "انسداد قنوات الدمع".
كيف تحصل هذه الحالات، وكيف بامكاننا منعها؟
في الوضع الطبيعي، تسمح قنوات الدمع بمرور الدموع الى الانف. لكن عندما تكون قناة الدمع مسدودة، يعاني الطفل من تراكم هذا السائل الذي يساعد البكتيريا على التكاثر، الامر الذي يسبب التهاب العينين والافرازات. تتمثل حالات انسداد قنوات الدمع بتضيق او انسداد "الانابيب" الدقيقة التي تعمل على تصريف الدموع من العينين الى الانف.
يمتاز الاطفال الذين يعانون من "التدمع" بان عيونهم تبقى مبللة، حتى عندما لا يبكون، كما نلاحظ لديهم حالات مثل احمرار العينين وحساسية الجفون. يسبب الالتهاب تورما، تهيجا وحكة. كما من الممكن ان تؤدي الافرازات الى التصاق الرموش ببعضها. يمكن لسيل الدموع ان يصيب احدى العينين او كلتيهما، وهو نادرا ما ينتقل بالوراثة.
قبل ان نبين كيفية التعامل مع ظاهرة التدمع (سيل الدموع)، من المهم ان ندرك لماذا نحن بحاجة الى الدموع، وكيف يعمل جهاز افراز الدمع في الوضع الطبيعي: ان غدة الدموع هي المسؤولة عن انتاج الدمع، وهي تقع تحت الجفن الاعلى، في طرفه الجانبي. تبدا هذه الغدة بالعمل خلال الاسابيع الاولى بعد الولادة.
تتدفق الدموع من الغدة الى العين، وتبدا بالتجمع عند الجفن السفلي، ومع كل طرفة عين، ينتشر الدمع على مساحة العين كلها. في نهاية المطاف، تدخل الدموع الى الفتحات الموجودة في اطراف الجفون القريبة من الانف، الى قناة الدمع، حيث يوجد انبوب صغير يقوم بتصريف الدموع الى داخل الانف.
ينقسم افراز الدموع الى نوعين: الافراز الاساسي العادي الذي يحصل بشكل دائم. والافراز الناجم عن المحفزات، مثل التحرق، الاصابة او التعرض للضرر بسبب جسم غريب، العاطفة، وغيرها من المحفزات. تلعب الدموع دورا هاما في عملية الحفاظ على نظافة وصحة العينين، فهي تنظفهما وتحافظ عليهما من الجفاف ومن البكتيريا. كذلك، تقوم الدموع بخلق سطح موحد للقرنية، يتيح للعين ان ترى بشكل افضل.
في كثير من الاحوال، ينفتح انسداد قنوات الدمع لدى الاطفال الذين يعانون من سيل الدموع خلال 9 اشهر تلقائيا وبشكل طبيعي، وتحل المشكلة. في بعض الحالات، يفضل طبيب العيون ان يقوم بفتح قناة الدمع من خلال الضغط عليها، حتى قبل ان يصل الطفل الى هذا الجيل. طبعا، على الطبيب ان يكون دقيقا وصاحب خبرة.
اذا لم ينفتح الانسداد بعد تسعة اشهر، تقل احتمالات انفتاحه تلقائيا. في مثل هذه الحالات، تكون هنالك خيارات متعددة يمكن اللجوء اليها من اجل فتح الانسداد وحل المشكلة.
اكثر الامكانيات المعروفة في هذا المجال هي ادخال انبوب صغير جدا الى قناة الدمع التي في الجفون، من خلال هذا الانبوب، يقوم الطبيب بسكب سائل يمر في مسالك الدمع. اذا وصل هذا السائل الى الانف، فان الامر يعتبر دلالة على ان الانسداد قد انتهى. ينبغي القيام بهذا العلاج حتى جيل ثلاث سنوات على الاكثر، والا فان احتمالات نجاحه تصبح اقل. تبلغ نسبة نجاح هذا الاجراء، حتى الان، اكثر من 80 %. ويتم اجراؤه في غرفة العمليات، تحت التخدير الكلي، وهو يستغرق فترة زمنية قصيرة.
في حال عدم نجاح العلاج، بامكان الطبيب ان يدخل انبوبا مصنوعا من مادة السيليكون، بحيث يبقى هناك لمدة ستة اشهر. يعتبر هذا العلاج قصيرا وبسيطا، وتزيد احتمالات نجاحه عن 80 % ايضا.
خلال السنوات الاخيرة، انضمت لطرق العلاج طريقة جديدة، يتم خلالها ادخال انبوب يحتوي على بالون صغير الى قنوات الدمع، وعندما يصبح البالون في الداخل، يتم نفخه، بحيث يعمل على توسيع فتحة تصريف الدمع. ومع ان نسبة نجاح هذه الطريقة تعتبر عالية ايضا وتقترب من نسب نجاح ادخال الانبوب، الا انها تعتبر غالية التكاليف.
اذا لم تنجح كافة الوسائل المذكورة، بامكان الطبيب ان يقوم باجراء عملية جراحية، يتم من خلالها ادخال انبوب عن طريق شق صغير يحدثه في ثنية بين العين والانف. تتم هذه العملية (انظر سيل الدموع لدى البالغين DCR) تحت التخدير الكلي، وتعتبر احتمالات نجاحها اعلى من كل العلاجات الاخرى.
الى حين يحتاج الطفل – ان احتاج - للخضوع لاحد هذه العلاجات او لعملية جراحية، على الوالدين ان يقوموا بتنظيف عينيه باستخدام الشاش والماء الدافئ او المناديل الرطبة. في حالات الافرازات فقط، يتم علاج سيل الدموع بالمضادات الحيوية المناسبة، وفق ما يوصي به الطبيب.