Share on facebook
Share on twitter
More Sharing Services
بدا استخدام الطب الصيني منذ القدم، حين امن الصينيون في تلك الحقبة من الزمن ان الامراض ما هي الا شياطين وارواح اقتحمت الجسم. وقد اطلق على الطبيب الذي عالج تلك الامراض، في حينه، لقب "الساحر"، وكانت وظيفته ازالة الشياطين والارواح التي اقتحمت الجسم بواسطة طقوس مختلفة.
بعد فترة معينة، تغيرت اشكال التفكير والايمان في الصين، وتطورت المعرفة بصدد القوانين الكونية، وعلم الفلك والرياضيات. وهكذا توقف الفلاسفة عن اعتبار الامراض ارواحا وشياطين اقتحمت الجسم، وادركوا انها تعمل في اطار قوانين معينة. وهكذا نتج الادراك بان الامراض والالام ناتجة عن انعدام التجانس وانحراف التوازن العام.
بموجب الاعتقادات السائدة في الصين، فان هتاو، هو "احد" ليس له اسم ومصدر، وهو بداية السماء والارض. ومنه خرج اثنان: يين ويانغ، اللذان خلقا ثنائية السماء والارض، الذكر والانثى، السبب والنتيجة، الشمس والقمر. عمليا، سنجد هذه الثنائيات في كل مكان في العالم وفي حياة الانسان. لقد وجد الصينيون في هذين الاثنين الحاكمين والمؤثرين على التوازن الموجود في عالم الجماد، النبات والحي، وكذلك في عالم الانسان. هنالك من يقول ان هذا الايمان وصل الصين بواسطة قوى خارقة او بواسطة اناس عمالقة، جلبوه من ايدي سيدنا ابراهيم كهدية للقيصر الصيني من اجل البحث والتطوير.
للطب الصيني اربعة اساليب، تهدف للحفاظ على التجانس والتوازن في الجسم. ويطلق على هذه الاساليب اسم الاعمدة الاربعة:
النبات والغذاء- ملاءمة النباتات ذات الطاقة، المذاق، ودرجة حرارة، للشخص المريض، وذلك بهدف موازنة انعدام التجانس والتناسق السائد داخله، بين يين ويانغ. مثلا علاج الاصابة بالبرد بواسطة القرفة الساخنة.
الوخز بالابر- علاج بواسطة ابر رفيعة ودقيقة مصنوعة من الفولاذ والنحاس، يتم استخدامها كـ"بطارية كهربائية" من اجل توجيه تدفق الطاقة في جسم الانسان. بالاضافة الى كي وتسخين النقاط التي سيتم اجراء الوخز فيها، وذلك بواسطة اشعال عشب نبتة الميرمية، من اجل تحفيز وتسريع خطوط الطول (وهي قنوات الطاقة في الجسم). وفق العلم الحديث، فان هذه القنوات تحاذي كلا من الجهاز العصبي، المنظومة الليمفاوية، والسوائل التي بين الخلايا.
توينا تدليك- اسلوب تدليك تطور على امتداد 4000 عام، وما زال، حتى يومنا هذا، اخذا بالتطور. يقوم هذا الاسلوب بتحفيز قنوات الطاقة وعدة نقاط في الجسم، بواسطة الضغط، التحريك، الفرك، استعمال الزيوت والاعشاب الطبية المنشطة.
تمارين تشي كونغ - هي حركات للتنفس تتم بشكل ذاتي بهدف الوصول الى توازن داخلي في الجسم.
حتى يومنا هذا، يواصل الصينيون استخدام العلاج بالطب القديم. وتقوم المستشفيات بتوجيه المرضى للعيادة من اجل الحصول على العلاج وفق اساليب الطب الحديث، فقط بعد ان يكون قد تم علاجهم وفق اساليب الطب الصيني. على سبيل المثال فان المتعالج الذي يعاني من الانزلاق الغضروفي (الديسك)، يتم توجهيه في البداية الى اجراء الوخز والـ"توينا"، وفقط بعد ذلك يتوجه للطب الحديث.
لا يقتصر استخدام الطب الصيني التقليدي على مستشفيات الصين فحسب، بل ان المستشفيات التي تقدم العلاج وفق اساليب الطب الحديث في الغرب، ترى في الطب الصيني اداة مساعدة لعلاج الالم، مشاكل النوم، انعدام التوازن الهورموني، مشاكل الهضم، مشاكل الاعصاب، وغير ذلك. لقد بحث الطب الحديث ايضا في موضوع الطب الصيني، فاكدت ابحاثه ان الطب الصيني، يساعد احيانا، اكثر من الدواء والعمليات.