الساد ( او: كاتاراكت - Cataract )- معناه ضبابية في عدسة العين، التي تكون في حالتها الطبيعية شفافة. الرؤية من خلال عدسة ضبابية تشبه محاولة النظر من خلال شباك بارد، او مغطى بالضباب. الرؤية الضبابية تصعب القراءة، قيادة السيارة وخاصة في ساعات الليل، او تمييز تعبيرات وجوه الاصدقاء. يؤثر الساد، عادة، على الرؤية لمسافة بعيدة ويسبب مشاكل في بار النظر ( Focusing ). لا يسبب الساد، غالبا، تنبيها ( Stimulation ) او الما.
تتطور اغلب حالات الساد ببطء ولا تؤثر على الرؤية في المرحلة المبكرة. لكن كلما تقدمت الضبابية، يؤثر الساد على الرؤية في نهاية الامر. في المراحل المبكرة، قد تساعد الاضاءة القوية والنظارات في مواجهة مشاكل البصر.
لكن عندما تهدد مشاكل الرؤية بتغيير العادات الحياتية، تنشا حاجة الى الجراحة، احيانا. لحسن الحظ، عملية ازالة الساد مامونة وناجعة، في الغالب.
أسئلة وأجوبة
هل يمكن عودة حدوث الساد في العين بعد الجراحة؟
هل حدوث الساد في احدى العينين يؤثر على حدوثه في العين الاخرى؟
لماذا يفضل اجراء جراحة الساد في كل عين على حده وليس في كلا العينين في نفس الوقت؟
أعراض الساد
يتطور مرض الساد عادة ببطء ولا يسبب الالم. تصيب الضبابية، بداية، جزءا صغيرا من العدسة فقط ( جسم شفاف واهليجي / بيضاوي ـ Elliptic، محاذ للمقدمة في كل واحدة من العينين) ولا يكون المريض واعيا دائما للتغيرات الحاصلة في بصره.
لكن مع مرور الوقت، وكلما امتد الساد اكثر، فانه يسبب ضبابية في قسم اكبر من العدسة ويؤدي الى اعاقة / تشويش مرور الضوء من خلال العدسة. ويتجلى الاذى، في نهاية المطاف، بالتشوش العام او بتشويه (تحريف) الصورة.
علامات مرض الساد واعراضه تشمل:
رؤية ضبابية، مشوشة او خافتة
صعوبة متزايدة في الرؤية في الليل
حساسية للضوء وابهار ( Glare )
هالات حول مصادر الضوء
الحاجة الى اضاءة اقوى للقراءة او القيام باعمال اخرى
تغيير النظارات او العدسات اللاصقة بشكل متكرر وبوتيرة عالية
تحول الالوان الى باهتة او مائلة الى الصفرة
رؤية مزدوجة في عين واحدة
بالنسبة للاشخاص الذين يعانون من الساد، قد يبدو نور الشمس، نور مصباح، او نور سيارة تقترب – قد تبدو هذه اضواء شديدة السطوع. الشعور بالابهار (بهر البصر) وظهور هالات حول مصادر الضوء قد يجعلان من الصعب قيادة السيارة الى حد ان تصبح مهمة خطيرة. وقد يشعر المصابون بالساد، احيانا، بتعب في العيون او قد يطرفون ( الطرف – blinking: اغلاق وفتح الجفون بسرعة ) بوتيرة اعلى، بغية توضيح الرؤية.
لا يغير الساد شيئا في مظهر العين. الالم، الاحمرار، الحكة والتنبيه في العينين، او الافراز من العين، لا تشكل علامات او اعراضا للساد، لكنها قد تكون مؤشرات على مشاكل اخرى في العين.
لا يشكل الساد خطرا على صحة العين، الا اذا اصبح ابيض اللون بالكامل، وهو ما يسمى عندئذ "الساد الناضج" ( Mature cataract ). هذا الوضع قد يؤدي الى التهاب، الام وصداع. يجب ازالة الساد الناضج ان كان يسبب الالتهاب او الالم.
أسباب وعوامل خطر الساد
قد يتطور الساد في عين واحدة او في كلتي العينين. لكنه، في اغلب الحالات ما عدا تلك التي تكون نتيجة اصابة او حادث، يتطور في كلتي العينين بشكل متماثل. وقد يصيب الساد العدسة بكاملها، او جزءا فقط منها.
عندما تبصر العينان جيدا، يمر الضوء عبر القرنية ( قبة حماية، مكونة من نسيج شفاف وتغطي كل الجزء الامامي من العين - Cornea )، عبر الحدقة / البؤبؤ ( الثقب في مركز العين - Pupil ) ثم الى العدسة. العدسة ( Lens ) موجودة خلف القزحية ( القسم الملون من العين - Iris ) والحدقة.
العدسة سميكة في الوسط ورقيقة في الاطراف. اشرطة صغيرة والياف من نسيج صلب تمسك بالعدسة وتحفظ ثباتها في مكانها. تقوم العدسة ببار الضوء المار عبر القرنية والحدقة وتنقل صورة واضحة وحادة الى الشبكية ( Retina )- وهي الغشاء الرقيق والناعم الموجود في الجدار الخلفي الداخلي من مقلة العين ( Eyeball )، والذي يقوم بدور شريط التصوير في كاميرا.
عندما يتكون الساد ويتطور تصبح العدسة ضبابية، ونتيجة لذلك يتوزع الضوء فتكون الصورة المتلقاة على الشبكية، عندئذ، غير حادة، مما يؤدي الى تشوش الرؤية.
العدسة: شكلها والتغيرات التي تحصل فيها:
تتكون العدسة من ثلاث طبقات. الطبقة الخارجية ( محفظة - Capsula )، عبارة عن غشاء رقيق وشفاف. وهي تحيط بمادة لينة وشفافة ( قشرة - Cortex ). الجزء الاكثر صلابة الموجود في مركز العدسة هو النواة. اذا تم تشبيه العدسة بالفاكهة فان الكبسولة هي القشرة، الـ cortex هو لب الفاكهة والنواة هي البذرة.
مع التقدم في السن، تفقد العدسة من ليونتها وشفافيتها وتصبح اكثر سمكا. تتكون العدسة بالاساس من الماء والياف البروتين. الياف البروتين مرتبة بشكل يجعل العدسة شفافة ويتيح للضوء المرور عبرها دون معيقات. مع التقدم في السن، يتغير تركيب العدسة وتتفكك بنية الالياف البروتينية.
يحدث تشابك بين قسم من الالياف، اذ يتشابك الواحد بالاخر ما يسبب ضبابية في اجزاء صغيرة من العدسة. كلما نما الساد وتطور اكثر، تزداد الضبابية وتنتشر الى منطقة اوسع من العدسة.
وقد يتكون الساد في اي واحد من اجزاء العدسة.
انواع الساد:
هنالك ثلاثة انواع من الساد:
ساد نووي ( Nuclear Cataract ): يتكون في مركز العدسة. في المراحل الاولى، وبما ان العدسة تغير الطريقة التي تتبار بها، قد تنشا حالة من قصر نظر، او قد يطرا تحسن مؤقت في الرؤية خلال القراءة، مما يلغي حاجة البعض الى النظارات. لكن هذا الوضع، لسوء الحظ، يتبدل ويزول بعد حين، لان العدسة تاخذ بالاصفرار تدريجيا فتصبح الرؤية ضبابية، اكثر واكثر. بل قد يصبح لون العدسة بنيا حتى، حيال تطور الساد وتفاقمه. وقد تصبح الرؤية في الضوء الخافت او قيادة السيارة في ساعات الليل مهمة اشكالية تنطوي على صعوبة كبيرة وخطر غير قليل. كما ان الذبول المتقدم قد يسبب صعوبات في التمييز بين درجات ( hue ) الازرق والبنفسجي.
ساد قشري ( Cortical Cataract ): يبدا كبقع غير واضحة على شكل خطوط على الجزء الخارجي من قشرة العدسة. ينتشر الساد ببطء وتنتشر الخطوط باتجاه المركز فتعيق عبور الضوء في مركز العدسة. يعاني المصابون بهذا النوع من الساد من الاحساس بالابهار، عامة.
ساد تحت المحفظة ( Subcapsular Cataract ): يبدا كمنطقة صغيرة مسدودة، مباشرة تحت المحفظة (الطبقة الخارجية) مباشرة. يتكون، عادة، في منطقة قريبة من ظهر العدسة، بالضبط في المسار الذي يمر الضوء من خلاله، في طريقه الى الشبكية. هذا النوع من الساد يسبب مشاكل قي القراءة، يضعف القدرة على القراءة في الضوء القوي ويؤدي الى الشعور بالابهار، او هالات حول مصادر الضوء في الليل.
لا يعرف العلماء بالتحديد السبب الحقيقي الدقيق للتغير الذي يحصل في العدسة مع التقدم في السن. احد الاحتمالات لذلك هو ضرر تسببه جزيئات غير مستقرة، تـعرف باسم "الجذور الحرة" ( Free radicals ). التدخين والتعرض للاشعة فوق البنفسجية ( UV - Ultra violet ) يشكلان مصدرين للجذور الحرة. كما ان التاكل الطبيعي في العدسة، مع مر السنين، قد يؤدي هو ايضا الى تغيرات في الياف البروتين.
قد يصيب الساد اي انسان، وذلك لسبب بسيط يكمن في ان عامل الخطر الاكثر جدية هو السن. نصف السكان الامريكيين حتى سن 65 عاما يصاب بضبابية في العدسة بدرجات مختلفة، لكن هذه الضبابية لا تؤثر دائما على البصر. وبالمقابل، فان 75% من الامريكيين فوق سن 75 عاما يصابون بالساد الذي يسبب ضررا للبصر.
العوامل التي تزيد من خطر الاصابة بالساد تشمل:
السن
مرض السكري
تاريخ عائلي من الاصابة بالساد
اصابات او التهابات سابقة في العينين
عمليات جراحية في العينين
استخدام الكورتيكوستيرويدات ( Corticosteroids ) بشكل متواصل
التعرض المفرط لاشعة الشمس
التعرض الى اشعاع مؤين ( Ionizing radiation )
التدخين
تشخيص الساد
الطريقة الوحيدة لاكتشاف اصابة شخص ما بالساد هي سلسلة من فحوصات العيون تشمل:
فحص حدة الرؤية
فحص بواسطة المصباح ذي الفلعة ( او: المصباح الفلعي - Slit lamp)
فحص الشبكية
علاج الساد
العلاج المفيد الوحيد ضد الساد هو عملية جراحية لازالة العدسة الضبابية، وعادة ما يتم خلال هذه العملية، ايضا، زرع عدسة شفافة جديدة. وقد تتم ازالة الساد، احيانا، دون زرع عدسة جديدة. في هذه الحالات يمكن اصلاح الرؤية بواسطة النظارات او العدسات اللاصقة. عمليات الساد الجراحية تسجل، عادة، نجاحا في 95% من الحالات.
بما انه قد طرا تحسن كبير على طرق العمليات الجراحية واصبحت مخاطر جراحة الساد اقل بكثير، فقد اصبح يوصى اليوم باجراء هذه الجراحة فور بدء الساد بالتاثير على جودة الحياة، او على قدرة الانسان المصاب على القيام بالنشاطات الروتينية.
يتم اجراء جراحة الساد، عادة، في كل واحدة من العينين، على حدة، في عيادات خارج المستشفيات، تحت التخدير الموضعي ( Local anesthesia ) ويتم التشافي سريعا. في احيان عديدة يمكن العودة الى ممارسة النشاط الروتيني في ليلة اليوم الذي اجريت فيه العملية. وبالامكان قيادة السيارة في اليوم التالي للعملية، بعد الفحص.
لا يمكن معالجة الساد والشفاء منه بواسطة الادوية، المضافات الغذاية ( Food additives )، الرياضة او الاجهزة البصرية. في مراحل الساد الاولى، حين تكون الاعراض طفيفة، قد يفيد فهم الحالة وابداء جاهزية لملاءمة نمط الحياة اليها في التغلب على بعض اعراضها. وثمة خطوات مختلفة يمكن ان يقوم بها المريض بنفسه وبمبادرته، كاستخدام عدسة مكبرة للقراءة او تحسين اضاءة البيت، من شانها ان تساعد في مواجهة تاثيرات الساد.
الوقاية من الساد
فحص العينين بشكل دوري وروتيني هو مفتاح الكشف المبكر. وبالنسبة للاشخاص فوق سن 65 عاما، فيوصى باجراء فحص للعينين مرة كل سنتين.
صحيح ان الساد يظهر، في اغلب الحالات، مع التقدم في السن ولا طريقة للوقاية منه او لمنعه بشكل تام، لكن هنالك طرقا لاعاقة، او وقف، تطوره:
الامتناع عن التدخين
الوقاية من اشعة الشمس
معالجة المشاكل الصحية الاخرى