08.12.15 14:09
Share on facebook
Share on twitter
More Sharing Services
العمود الفقري هو عبارة عن قضيب مرن ومتين, يتكون من عدد من الفقرات التي تتصل ببعضها البعض وتحمي الحبل النخاعي وجهاز الاعصاب. تتصل الفقرات في الاعلى مع الراس وهي بمثابة نقطة وصل مع اضلاع وعضلات الظهر. بوسع العمود الفقري ان يلتف ويتحرك نحو الامام, الخلف والى الجانبين. اذا نظرنا الى العمود الفقري من الجانب, فاننا نرى اربعة اقواس طبيعية هدفها زيادة قوته, وهي تحافظ على توازنه اثناء الوقوف, كما انها تمتص الصدمات وتحميه من الكسور.
خلال فترة الحمل يتغير مبنى العمود الفقري كل يوم, واحيانا بضع مرات في اليوم, وفقا لتقسيم الوزن ومركز الجاذبية في جسم المراة, مستوى الهرمونات وتغيير الوضعية. خلال فترة الحمل, يزداد وزن المراة بنسبة 15% من وزنها. تؤدي هذه التغيرات الى تغيرات في الوضعية وفقدان التوازن, الامر الذي ينعكس في الدوخة, عدم توازن الحوض وفقدان الدعم للعمود الفقري الذي يحمل وزن الجسم والجنين.
المعالجة اليدوية مهمة للام الحامل. اجهزة واعضاء الام مسؤولة عن جسمها وجسم الجنين, ولذلك فان اداء وظائف جسمها بشكل مثالي هو امر غاية في الاهمية لتطور الجنين ونموه بشكل سليم. تطرا العديد من التغيرات على عمود الام الفقري وعلى منطقة الحوض, لكي تتكييف مع الازدياد في حجم الجنين. وبسبب هذه التغيرات، تصبح الام عرضة لاصابة جهاز الاعصاب لديها. يؤثر الخلع الجزئي (subluxation - عدم التوازن بين فقرات العمود الفقري) على جهاز الاعصاب بشكل اساسي.
تحسن بعض انواع تمارين المعالجة اليدوية خلال فترة الحمل اداء جهاز الاعصاب وتوفر للام الحامل والجنين، الذي يكون في طور النمو، مناخا صحيا اكثر.
نستطيع النظر الى الاثار المترتبة عن عدم التوازن في العمود الفقري على عدة اصعدة: الصعيد البيوميكانيكي, الهرموني والعصبي. من السهل ملاحظة وجود تغيير في الوضعية وتغير مركز الجسم. يؤدي وزن الجنين الى دفع الجسم نحو الامام, كما انه يشكل عبئا على الحوض والعمود الفقري. وعند الاقتراب من نهاية الحمل نلاحظ وجود تغيير في طريقة المشي. لكننا لا نستطيع غالبا ملاحظة التغييرات الهرمونية وردود الفعل الكيميائية التي تحدث في جسم الام وفي جسم الجنين. جهاز الاعصاب مسؤول عن التحكم, عن ملاءمة وضبط جميع هذه العمليات.
سبب اخر للعلاج خلال فترة الحمل هو لتثبيت منطقة الحوض لدى الام. نتيجة للضغوط والصدمات التي واجهها العمود الفقري ومنطقة الحوض طيلة حياة الام, فان مدخل الحوض يكون مرنا وقابلا للتغير, مما يؤثر على المنطقة التي يخرج الجنين عبرها الى العالم الخارجي.
تعرف المعالجة اليدوية الازاحة او الانحراف على انه عدم استقامة, وهو يندرج تحت الخلع الجزئي ( عدم توازن الفقرات) والذي كثيرا ما يحدث نتيجة للرضح والضغط.
اضافة الى ذلك، فان الخلع الجزئي, اغلاق الفقرات, عدم توازن العمود الفقري ومنطقة الحوض لدى الام خلال فترة الحمل - هذه جميعها عوامل قد تسبب عدم توازن عضلات الحوض والاربطة التي تصل بين المفاصل. يقوم حوض الام بدعم الرحم الذي ينمو بواسطة اربطة معينة. عندما تكون عظام الحوض متزنة, يكبر الرحم بشكل متناسق (متناظر) مع الجنين الذي ينمو ويتطور داخل الرحم. عندما تتسم عظام الحوض بالاعوجاج او بالخلع الجزئي, يؤثر ذلك بشكل مباشر على الطريقة التي يتم بها دعم الرحم. دعم الرحم بشكل غير متساو من قبل الاربطة يمكن ان يؤدي الى التفاف الرحم, وتقليص رقعة المكان الذي ينبغي ان يعيش فيه الجنين خلال فترة الحمل. المصطلح الذي يصف هذه الحالة يدعى "الضغط داخل الرحم".
في بعض الحالات, يحد هذا الضغط من مكان الجنين خلال الحمل ويؤثر سلبا على العمود الفقري والجمجمة لدى الجنين. كذلك, فان تقييد حركة الجنين خلال فترة الحمل قد تؤدي الى منعه من الدخول الى الوضعية الافضل للولادة. عندما تكون جمجمة الطفل متجهة نحو الامام فان ذلك يشير الى تاثيرات الضغط داخل الرحم على حركة الجنين. ان وضعية الجنين غير السليمة تجعل عملية الولادة مهمة اكثر صعوبة, اذ تكون عندئذ اطول وقتا واشد ايلاما كما تزداد احتمالات الحاجة الى تدخلات طبية.
في العديد من الاحيان, يتم اللجوء الى اجراء عملية قيصرية, تخسر فيها الام والجنين الفوائد العديد المترتبة عن الولادة الطبيعية, عن طريق المهبل.
من الجدير بالذكر ان اهمية العمود الفقري لدى الام الحامل مضاعفة! مع كبر حجم البطن واتساع الحوض, يكبر العبء ووزن الجسم على العمود الفقري ومنطقة الحوض. يتغير مركز الثقل ليصبح اماميا اكثر, كما يحصل مع الراس والعنق, فيما تتغير وضعية الكتفين نحو الخلف. تحصل احتكاكات بين مفاصل الفقرات, ويزداد العبء على الكتفين وتعاني المراة الحامل من صداع متكرر. وجميع هذه الاعراض لا يمكن معالجتها بواسطة الادوية. كما قد تعاني المراة احيانا من الوذمات في الرجلين والخدر في اليدين.
اضافة الى ذلك, تفرز المشيمة هرمونا يدعى "ريلاكسن" (Relaxin) مهمته جعل اوتار وانسجة قاع الحوض اكثر مرونة عند اقتراب موعد الولادة. ولكن لهذا الهرمون، للاسف, تاثيرا غير مرغوب فيه، ايضا، اذ يجعل انسجة اخرى اكثر مرونة، مثل الاقراص بين الفقرات وانسجة العمود الفقري.
تتمتع النساء الحوامل اللواتي يتلقين المعالجة اليدوية بقدرة على التوازن بشكل اسهل, بتقليص عدد ووتيرة الاحتكاكات, الالتهابات والالام. يتيح الحوض الذي يتلقى علاجا محددا للنساء الحوامل ولادة اكثر سهولة وراحة بالنسبة للام والطفل ايضا. حتى بعد الولادة, تبقى الانسجة بحاجة الى التقوية واعادة التاهيل بعد كل الاشهر الذي تحملت خلالها كل هذا الضغط. الدمج بين المعالجة اليدوية وتمارين اعادة التاهيل والتقوية الخاصة يتيح استعادة شكلك وقوامك قبل الولادة, بشكل اسرع.
تساعد المعالجة اليدوية النساء الحوامل اللواتي يعانين من :
1. الصداع
2. الام الظهر والعنق
3. الام الرجلين والام على طول العصب الوركي
4. الغثيان
5. الخدر في اليدين والرجلين
نقاط للتفكير:
* الام الظهر هي ظاهرة شائعة خلال فترة الحمل, وقد اظهرت دراسات مختلفة ان نحو 50% من النساء الحوامل يعانين من هذه الالام.
* احتمالات الاحساس بالالم خلال فترة الحمل هي مضاعفة بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من الام الظهر.
* تتركز الام الظهر عادة في اسفل الظهر، وخصوصا عند المفصل العجزي الحرقفي. تزداد شدة الالام عادة عند المشي او الوقوف, وخصوصا في نهاية اليوم.
* في معظم الحالات, عند ظهو الام الظهر خلال الحمل, فانها لا تتوقف بعد الولادة.
* يتم وصف الالم عادة بانه مزعج, يشكل مصدرا للقلق ولكنه ليس حادا.
* تحاول العديد من الفرضيات تفسير ظاهرة الام الظهر اثناء الحمل:
- ازدياد الضغط الميكانيكي.
- التغيرات الهرمونية.
* يؤدي ازدياد افراز الاستروجين والريلاكسين الى جعل الاربطة اكثر مرونة, كما انه يؤدي الى ارتخاء المفاصل.
* للتكيف مع الازدياد في حجم الرحم نحو الامام, ينحرف الظهر باتجاه الخلف مما يزيد من انحناء العمود الفقري, فيزداد بالتالي الاحتكاك والضغط على المفاصل العجزية الحرقفية.
* فرط الحركة في مفاصل الفقرات والمفصل العجزي الحرقفي.
* تغييرات في القدمين - تشمل فرط الكب (الانبطاح), التسطح والضغط - زيادة الحمل على القدمين.
* تغير في الحركة وانعدام التوازن في العضلات.
* يكون المفصل العجزي الحرقفي عادة اكثر اتزانا من مفصل القطني العجزي, ولكنه يتاثر خلال الحمل من هرمون الريلاكسين. تشير التقديرات الى ان 70% - 80% من الام الظهر خلال فترة الحمل ناجمة عن مشكلة في اداء هذا المفصل.
