08.12.15 14:09
اللهم صل على محمد وآل
محمد وعجل فرجهم وأهلك أعداءهم ..
[center][b].. أبواب النار وطوابقها
..
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا
أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) " التحريم 6"
هناك عدة
أبواب وطوابق للنار ( ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى
المتكبرين ) "غافر76"
هذه الآية تدل على وجود عدة أبواب , وقد تطرّق
القرآن الكريم لعددها وأسمائها ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين . لها
سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ) "الحجر 43-44"
إذن عدد أبواب النار
سبعة أبواب .
بالنسبة لأسمائها نعرض رواية لأمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة
( و وضِع النيران بعضها فوق بعض فأسفلها جهنم وفوقها لظى وفوقها
الحطمة وفوقها سقر وفوقها الجحيم وفوقها السعير وفوقها الهاوية
)
ماالمقصود من هذه الأبواب ولماذا هي سبعة
؟؟
القول الأول :
لكثرة الداخلين
إليها .
هذا قول ضعيف , لأن أمير المؤمنين (ع) يقول ان بعضها فوق بعض أي أنها
بترتيب طولي وليست بترتيب عرضي , باب فوق باب . لذا حين سُئِل الإمام عن الأبواب
وضَعَ كف فوق كف وقال هكذا .
القول الثاني
:
تبعا لشدة وأنواع العذاب فأشد العذاب بجهنم لأنها أسفل الأبواب
.
القول الثالث :
لاختلاف الذنوب والمعاصي لكل
طابق يختص باب .
نجمع بين القولين الثاني والثالث فنقول
:
ان هناك اختلاف في شدة العذاب واختلاف في الذنوب والمعاصي , لذا اختلفت
الأبواب وتعدّدت .
سؤال : هل العذاب في كل طابق متساوي أم مختلف
؟
يختلف العذاب تبعا للذنب والضرر الذي أتبعه . أحيانا شخصين يفعلان نفس المعصية
, ولكن عذابهما مختلف .
مثال :
مسألة
الكذب : الكذب معصية ولكن كذب عن كذب يختلف , أحيانا تكذب في شخص واحد ولا يتضرر ,
وأحيانا تكذب بمجتمع أكبر ويتضرر الكثير , فطبيعي شدة عذاب الأول أقل من الثاني
.
من يدخل النار :
بداية لابد أن نقول أن
الجميع يدخل النار , البار والفاجر .
يقول تعالى (وإن منكم
إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيا. ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا
) " مريم 71-72"
أولا دخول عام ثم ينجوا المتقين .
مسألة : اختلف المفسرين في تفسير كلمة ( واردها )
صاحب الميزان قال :
الورود بمعنى
المجاورة والمرور بجنب ذلك المكان ويستدل بالآية الأخرى ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ ) "القصص 23"
يقصد النبي موسى
(ع) اقترب من ماء مدين وليس دخل في الماء , بل اقترب لملاقاة شعيب .
صاحب
تفسير البرهان قال :
معنى الورود : الدخول ويستدل بقوله تعالى
للمشركين ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها
واردون ) " الأنبياء 98"
أي ان المشركين حطب جهنم يدخلون جهنم وليس
مجاورين لها .
صاحب البرهان أتى بقرينة خارج القرآن ليرجح قوله .
يقول الرسول
(ص) لجابر الأنصاري حين سأله عن الآية السابقة فقال : الورود بمعنى الدخول , لا
يبقى بر ولا فاجر إلا دخل في النار فتكون على المؤمنين بردا وسلاما حتى أنه يسمع
لهم ضجيج من بردها .
إذن نصل لنتيجة أن معنى الورود هو الدخول .
كيف يتم الدخول ؟؟
عن طريق العبور على الصراط لأنه
منصوب على جهنم فيدخل جميع الناس فيه وتختلف سرعة العابرين , كلما كانت أقوى وأسرع
وأشدّ نجى منها .
يتحدث الإمام الصادق (ع) عن سرعة العابرين على الصراط فيقول
:
( منهم من يمرّ مثل البرق ومنهم من يمر مثل عدو الفرس ومنهم
يحبوا حبواً ومنهم مشيا ومنهم متعلّقا قد تأخذ النار منه شيئا وتترك شيئا )
سبب اختلاف سرعة العبور على الصراط و لماذا الكل
يعبره
الصراط هو تجسّم لعمر الإنسان .
في عمرك متى انحرفت وزللت
وتعديت على حدود الله تسقط هناك وما ثبت في الدنيا ثبت على الصراط . فلا تتساءل كيف
يكون عبورك سريع أم بطيء , انظر لعملك في الدنيا وستعرف .
العلة في نصب الصراط وسط جهنم :
1-المؤمن حين يمرّ على
الصراط يدرك عظمة الجنة أكثر .
2-الإنسان البر والفاجر حين يعلم أنه لابد أن يمر
بالنار يشعر بحالة من الخوف والمراقبة فيقول : دخولي لابد منه , ولكن خروجي محتمل
.
3- جهنم تجسّم للدنيا وشهواتها , فكما كان من الضروري مجيئك للدنيا والطبيعة
لابد من دخولك النار لأنها تجسّم لتلك الطبيعة . فإن خرجت من الدنيا سالماً من
التلوّث بشهواتها خرجت من النار سالماً والعتحيا .
ينقسم الناس في عملية العبور
على الصراط إلى قسمين :
أصحاب اليمين وأصحاب الشمال .
أصحاب الشمال :
يتعلّقون بالوسط فيسقطون وينقسمون لقسمين :
هالكون
: يسقطون في قعر جهنم .
معذبون : يقعون في
جهنم لفترة يتعذبون ليتطهروا من ذنوبهم ثم يخرجون . وهم أهل التوحيد المسلمين
الموحدين وأهل الإيمان والإسلام وولاية أهل البيت (ع) .
مرتكب الكبيرة يدخل جهنم
وقد ذكر العلماء 25 ذنب من الكبائر اخترنا بعضا منها لأهميتها و لكثرة ابتلاء الناس
بها .
سنتحدث عن أسفل الطوابق وأشدها عذابا جهنم .
يدخل جهنم أهل
الكفر والشرك .
يقول تعالى ( ومن يكفر بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا ) "النساء 136"
الكفر بالله
أو أحد الأنبياء أو الملائكة أو يوم القيامة أو الكتب المنزلة .. هذا كله كفر
.
مسألة التبعيض بأن يؤمن الإنسان بأصل الإيمان والتشيع والقرآن ولكنه يستشكل في
بعض ضروريات الدين ويجادل فيها , إذا آمنت بأصل العقيدة وبعض فروعها وكفرت ببعض
فروعها فهذا كفر .
مثال :
مسألة القصاص وقطع
يد السارق و الحجاب تأتي وتقول أنهما خاصان بذاك العصر والزمان واليوم كل شيء تغيّر
فلا تنفع تلك الأحكام , تجعل رأيك فوق الرأي الإلهي .. إذا قبلت بالعقيدة من أصلها
فعليك الإيمان بكل فروعها .
يقول تعالى ( أَفَتُؤْمِنُونَ
بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِتحيا
مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ
إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ) " البقرة 85"
إذن على الإنسان مراعاة أمر
الشرك والكفر .
مسألة أخرى : قلب الإنسان يحمل
شيئين الإيمان والكفر , ولا يتوسط بينهما شيء آخر . يعني إذا قلت إيمانك ضعيف
فبمقدار ضعفه , الفراغ منه يمتلأ كفر , مثل الكأس إما سائل أو هواء .
كلما ازداد
الإيمان نقص الكفر ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ
إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) "يوسف106"
أي يجتمع الإيمان والكفر , ولا
نقصد به العبادة الظاهرية بعبادة الأصنام بل توجه القلب لذاك المعبود سواء كان شهوة
أو دنيا أو أي شيء موجود , ما يشغل قلبك هو ما تؤمن به .
العبادة معناها التألّه
والوله والعشق , طالما اتخذ الإنسان إلهه هواه . قد يصلي ويصوم ولكنه يأتمر بأوامر
غير الله .
أسباب ضعف الإيمان :
أولا : الجهل وقلّة المعرفة وخاصة في علم العقائد فالجهل
يضعّف إيمانك بالشبهات .
ثانيا : عدم التهذيب
والأخلاق . أحيانا تملك المعرفة ولكن لا تهذيب لديك , علم من غير تهذيب نفس لا
ينفع.
يقول تعالى ( ثُمَّ تحياانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ
أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَتحياانُوا بِهَا
يَسْتَهْزِؤُون ) "الروم10"
تتحدث الآية عن فئة مؤمنة لكن تكرارها
للمعصية أصبحت معذّبة .
لا تقارن معاصيك بمعاصي الآخرين و لا تقول أنها معاصي
صغيرة , إن أردت تقييمها فقِسها بذنوب الأولياء ! قارن نفسك بمن هو أرفع منك وليس
من هو أنزل منك . الآية تقول حاسب نفسك ..
نلاحظ من وقف أمام الحسين (ع) كان
من هذا النمط .
البعض يخاطبه : نريد أن نتفرب بدمك إلى الله !! عجبا لهذا الجهل
..
السبب هو وجود الرذائل النفسية لم يربّوا فيها أنفسهم وبعضهم لشهوات
مناصب دنيوية من يزيد .
لهذا علينا أن لا نتهاون حتى لا يأتي يوم نقف فيه
أمام صاحب الزمان (ع) رذلاء .
علينا كما يقول علماء الأخلاق : المراقبة
والمحاسبة يوميا وليليا حتى لا ينقص الإيمان ولا ننجر إلى الهلكة .
ليس لدينا
إلا سفينة أهل البيت (ع).
نستمع لوصية أمير المؤمنين (ع) :
( اعلموا أنه ليس لهذا الجلد الرقيق صبر على النار , فارحموا نفوسكم
فإنكم قد جربتموها في مصائب الدنيا , أفرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه والعثرة
تدميه و الرمضاء تحرقه , فكيف إذا كان بين طابقين من النار ضجيع حجر وقرين شيطان
) .
لنناجي مناجاة أمير المؤمنين الذي يخاف النار حق الخوف
:
إلهي ترى حالي وفقري وفاقتي .. وأنت مناجاتي الخفية تسمع
إلهي فلا
تقطع رجائي ولا تزغ .. فؤادي فلي في سيب جودك مطمع
إلهي لئن خيبتني أو طردتني ..
فمن ذا الذي أرجوا ومن ذا أشفّع
إلهي أجرني من عذابك إنني .. أسير ذليل خائف لك
أخضع
نسألكم خالص الدعاء ولكم مثله
