الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
دخل أحد الصحابة مسجد رسول الله صلى عليه وسلم في غير وقت الصلاة
فوجد غلاماً لم يبلغ العاشرة من عمره قائماً يصلى بخشوع
انتظر حتى انتهى من صلاته فجاء إليه وسلم عليه
وقال له: يا بني ابن من أنت؟
فطأطأ الغلام رأسه
وانحدرت دمعه على خده
ثم رفع رأسه
وقال: يا عم إني يتيم الأب والأم
فرق له الصحابي وقال له:
يا بني أترضى أن تكون ابنا لي؟
فقال الغلام: هل إذا جعت تطعمني؟
قال: نعم
فقال الغلام: هل إذا عريت تكسوني؟
قال: نعم
فقال الغلام: هل إذا مرضت تشفيني؟
قال الصحابي ليس إلى ذلك سبيل يا بني
قال الغلام: هل إذا مت تحيني؟
قال الصحابي: ليس إلى ذلك سبيل
قال الغلام: فدعني يا عم
للذي خلقني فهو يهدين
والذي هو يطعمني ويسقين
وإذا مرضت فهو يشفين
والذي يميتني ثم يحين
والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين
فسكت الصحابي ومضى لحاله
وهو يقول
آمنت بالله من توكل على الله كفاه
لقد غابت معاني التوكل
وصار التعلق بالجوارح
والدرهم والدينار
فشقيت البشرية بهذه المادة الطاغية
سبحان الله
هذا حال أطفال الصحابة مع التوكل
فما هو حال رجالنا اليوم مع التوكل؟
فمن هو البطل
فمن هو الشجاع
الذي يربي أبنه على القران الكريم
وعلى سنه رسوله صلى الله عليه وسلم
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ
وَعَمِلَ صَالِحاً
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"بلغوا عني ولو آية"
ويقول أيضا:
"لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم"
وفقنا الله أجمعين لكل ما يحبه ويرضاه
ورزقنا فعل الخيرات وترك المنكرات
وحب المساكين
اللهم امين