كفارة الكبائر
السؤال
ما هي مكفرات الكبائر جميعاً، هل هو الحج أم التوبة، أم لا كفارة لهما؟
الجواب
كفارة الكبائر التوبة، هي التي تكفر كل شيء، الشرك والكبائر، التوبة متى تاب إلى الله كفر الله عنه الشرك وما أشبه ذلك من جميع الذنوب، ولا يزول الشرك والكبائر إلا بالتوبة، هذا هو الصحيح، إنما التوبة تجب ما قبلها، والإسلام يهدم ما كان قبله، فالزنا والسرقة والعقوق وما أشبه ذلك، كله بالتوبة، والشرك بالتوبة، أما المعاصي الصغيرة فالله يكفرها باجتناب الكبائر، متى اجتنب الكبائر ومات على ذلك كفر الله عنه الصغائر، لكن ينبغي له الحذر من الصغائر قد تجتمع عليه فتجره إلى الكبائر، وقد يظنها صغيرة وهي كبيرة فيقع في الهلكة، فالواجب الحذر من جميع الصغائر والكبائر، ولزوم التوبة، وهي الندم على الماضي والإقلاع من الذنوب، والعزم الصادق أن لا يعود فيها، هذه التوبة، ندم على الماضي، وإقلاع من الذنب وترك له، عن خوف وتعظيم لله ورغبة فيما عنده، وعزم صادق أن لا يعود فيه، وإذا كان الذنب يتعلق بالمخلوقين مثل أخذ مال أحد، ضرب أحد، قتل أحد، لا بد من التحلل، لا بد يعطي للمخلوق حقه من قصاص أو غيره أو يستحله، يسامحه، يبيحه، حق المخلوق لا بد من التحلل منه، شرط رابع لا بد منه، إما أن يعطيهم حقوقهم أو يستحلهم فإذا أباحوه وسامحوه لا بأس.
الشيخ بن العثيمين من فتاوى نور على الدرب
السؤال
ما هي الكبائر من الذنوب، و ما هو الفرق بين الكبائر السبع الموبقات و الكبائر ؟
. ما هي الصغائر من الذنوب؟
.ما هي مكفرات تلك الذوب؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكبائر جمع كبيرة وهي كل ما كبر من المعاصي وعظم من الذنوب مثل الإشراك بالله وعقوق الوالدين ويمين الغموس، وقد اختلف العلماء في وضع ضابط للكبيرة، وهي تتفاوت درجاتها من حيث القبح وعظم الجرم، والسبع الموبقات هي أعظمها، ولذلك وصفت بالموبقات أي المهلكات وإلا هي من جملة الكبائر.
وإليك بعض كلام أهل العلم في هذا المعنى: قال المناوي في فيض القدير: الكبائر جمع كبيرة وهي كل ما كبر من المعاصي وعظم من الذنوب واختلف فيها على أقوال، والأقرب أنها كل ذنب رتب الشارع عليه حدا وصرح بالوعيد عليه. انتهى.
وقال في عمدة القاري: وقيل الكبيرة كل معصية وقيل كل ذنب قرن بنار أو لعنة أو غضب أو عذاب، وقال رجل لابن عباس رضي الله عنهما الكبائر سبع؟ فقال هي إلى سبعمائة، قلت الكبيرة أمر نسبي فكل ذنب فوقه ذنب فهو بالنسبة إليه صغيرة وبالنسبة إلى ما تحته كبيرة. انتهى.
وراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 4977.
أما الصغائر فهي ما عدا الكبائر من الذنوب، وكفارة الكبائر هي التوبة إلى الله تعالى توبة نصوحا، وكذلك الصغائر إلا أن للصغائر مكفرات أخرى غير التوبة مثل اجتناب الكبائر وممارسة الأعمال الصالحة بإتقان وانتظام، فمن مكفراتها الحج والعمرة وصوم رمضان والصلوات الخمس والجمعة وسائر الأعمال الصالحة.
قال في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي عند كلامه على حديث: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة: زاد مسلم في رواية ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن أي من الذنوب، وفي رواية لمسلم مكفرات لما بينهن ما لم تغش الكبائر، وفي رواية لمسلم إذا اجتنبت الكبائر.
قال النووي في شرحمسلم عند شرح حديث: ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة. قال: معناه أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر، قال القاضي عياض: هذا المذكور في الحديث من غفر الذنوب ما لم يؤت كبيرة هو مذهب أهل السنة وأن الكبائر إنما يكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى وفضله. إلى أن قال أي صاحب تحفة الأحوذي: قال العلامة الشيخ محمد طاهر في مجمع البحار (ص 122 ج 2) لا بد في حقوق الناس من القصاص ولو صغيرة وفي الكبائر من التوبة ثم ورد وعد المغفرة في الصلوات الخمس والجمعة ورمضان فإذا تكرر يغفر بأولها الصغائر وبالبواقي يخفف عن الكبائر وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة يرفع بها الدرجات. انتهى.
والله أعلم.