الحمد الله وحده نحمده ونشكره ونستعين به ونستغفره
ونعود بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا
من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادية له
وأشهد ان لا إلاه الى الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بالإحسان الى يوم الدين
ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الخبير
ربنا لا فهم لنا إلى ما أفهمتنا إنك أنت الجواد الكريــم
ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل لي
عقدة لساني يفقهوا قولي...
أما بعد.
سلسلة فقه السنة
2-الصلاة:
ونعود بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا
من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادية له
وأشهد ان لا إلاه الى الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بالإحسان الى يوم الدين
ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الخبير
ربنا لا فهم لنا إلى ما أفهمتنا إنك أنت الجواد الكريــم
ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل لي
عقدة لساني يفقهوا قولي...
أما بعد.
سلسلة فقه السنة
2-الصلاة:
سنن الصلاة:
القراءةُ بعْدَ الفاتحةِ:
11-إطالةُ
الركعةِ الأولى في الصُّبحِ: وكان صلى الله عليه وسلم يطيل الركعة الأولى
على الثانية من صلاة الصبح، ومن كل صلاة، وربما كان يطيلها، حتى لا يسمع
وقع قدم، وكان يطيل صلاة الصبح أكثر من سائرالصلوات.
وهذا؛ لأن قرآن
الفجر مشهود؛ يشهده اللّه تعالى وملائكته. وقيل: يشهده ملائكة الليل
والنهار. والقولان مبنيان على أن النزول الإلهي، هل يدوم إلى انقضاء صلاة
الصبح، أو إلى طلوع الفجر ؟ وقد ورد فيه هذا وهذا.
وأيضاً، فإنها لما
نقص عدد ركعاتها، جعل تطويلها عوضاً عما نقصته من العدد، وأيضاً، فإنها
تكون عقيب النوم، والناس مستريحون، وأيضاً، فإنهم لم يأخذوا بَعْدُ في
استقبال المعاش، وأسباب الدنيا، وأيضاً، فإنها تكون في وقت تواطأ فيه
السمع، واللسان، والقلب؛ لفراغه، وعدم تمكنه من الاشتغال فيه؛ فيفهم
القرآن، ويتدبره، وأيضاً، فإنها أساس العمل وأوله، فأعطيت فضلاً من
الاهتمام بها وتطويلها، وهذه أسرار، إنما يعرفها من له التفات إلى أسرار
الشريعة، ومقاصدها، وحِكَمِها.
صِفُة قراءتهِ صلى الله عليه وسلم: وكانت قراءته مدّاً، يقف عند كل آية، ويمد بها صوته. انتهى كلام ابن القيم.
الركعةِ الأولى في الصُّبحِ: وكان صلى الله عليه وسلم يطيل الركعة الأولى
على الثانية من صلاة الصبح، ومن كل صلاة، وربما كان يطيلها، حتى لا يسمع
وقع قدم، وكان يطيل صلاة الصبح أكثر من سائرالصلوات.
وهذا؛ لأن قرآن
الفجر مشهود؛ يشهده اللّه تعالى وملائكته. وقيل: يشهده ملائكة الليل
والنهار. والقولان مبنيان على أن النزول الإلهي، هل يدوم إلى انقضاء صلاة
الصبح، أو إلى طلوع الفجر ؟ وقد ورد فيه هذا وهذا.
وأيضاً، فإنها لما
نقص عدد ركعاتها، جعل تطويلها عوضاً عما نقصته من العدد، وأيضاً، فإنها
تكون عقيب النوم، والناس مستريحون، وأيضاً، فإنهم لم يأخذوا بَعْدُ في
استقبال المعاش، وأسباب الدنيا، وأيضاً، فإنها تكون في وقت تواطأ فيه
السمع، واللسان، والقلب؛ لفراغه، وعدم تمكنه من الاشتغال فيه؛ فيفهم
القرآن، ويتدبره، وأيضاً، فإنها أساس العمل وأوله، فأعطيت فضلاً من
الاهتمام بها وتطويلها، وهذه أسرار، إنما يعرفها من له التفات إلى أسرار
الشريعة، ومقاصدها، وحِكَمِها.
صِفُة قراءتهِ صلى الله عليه وسلم: وكانت قراءته مدّاً، يقف عند كل آية، ويمد بها صوته. انتهى كلام ابن القيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12-ما
يستحبُّ أثناءَ القراءةِ: يسن أثناء القراءة، تحسين الصوت وتزينه؛ ففي
الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "زَيّنوا أصواتكم بالقرآن"(1).
وقال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"(2). وقال: "إن أحسن الناس صوتاً
بالقرآن الذي إذا سمعتموه حسبتموه يخشى اللّه"(3). وقال: "ما أذن اللّه
لشيء(4) ما أذن لنبيٍّ حسن الصوت يتغنى بالقرآن"(5).
قال النووي: يسن
لكل من قرأ في الصلاة أو غيرها، إذا مر بآية رحمة، أن يسأل اللّه تعالى من
فضله، وإذا مر بآية عذاب، أن يستعيذ به من النار، أو من العذاب، أو من
الشر، أو من المكروه، أو يقول: اللهم إني أسألك العافية. أو نحو ذلك، وإذا
مر بآية تنزيه للّه، سبحانه وتعالى، نزه اللّه، فقال: سبحانه وتعالى. أو:
تبارك اللّه رب العالمين. أو: جلت عظمة ربنا. أو نحو ذلك. وروينا عن حذيفة
بن اليمان - رضي اللّه عنه - قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات
ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلى بها في
ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، ثم افتتح النساء،
فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مر بآية تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر
بتعوذ، تعوذ(6). رواه مسلم.
قال أصحابنا: يستحب هذا، والتسبيح السؤال،
والاستعاذة للقارئ في الصلاة وغيرها، وللإمام، والمأموم، والمنفرد؛ لأنه
دعاء، فاستووا فيه، كالتأمين، ويستحب لكل من قرأ: "أَلَيْسَ اللَّهُ
بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ * (سورة التين: 7). أن يقول: بلى، وأنا على ذلك
من الشاهدين. وإذا قرأ: "أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ
الْمَوْتَى * (سورة القيامة: 40). قال: بلى، أشهد. وإذا قرأ: " فَبِأَيِّ
حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ * (سورة المرسلات: 50). قال: آمنت باللّه.
وإذا قال: " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى * (سورة الأعلى: 1). قال:
سبحان ربي الأعلى. ويقول هذا في الصلاة، وغيرها(7).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
أبو داود: كتاب الصلاة - باب استحباب الترتيل في القراءة (1 / 338)، وترجم
به البخاري في:كتاب التوحيد - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الماهر
بالقرآن مع الكرام البررة، وزينوا القرآن بأصواتكم" (9 / 633)، والنسائي:
كتاب افتتاح الصلاة - باب تزيين القرآن بالصوت (2 / 179، 180)، وابن ماجه:
كتاب إقامة الصلاة - باب في حسن الصوت بالقرآن (1 / 426)، رقم (1342).
(2)
البخاري: كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: "وأسروا قولكم أو اجهروا به
إِنه عليم بذات الصدور صلى الله عليه وسلم إِلا يعلم من خلق وهو اللطيف
الخبير* (9 / 628)، وأبو داود: كتاب الصلاة - باب استحباب بالترتيل في
القراءة (1 / 339)، ومسند أحمد (1 / 172).
(3) قال العراقي: سنده ضعيف
(1 / 287)، وقال الزبيدي في "الإتحاف" (4 / 521) ورواه ابن ماجه: والأجري،
في: "فوائد ه" عن عمر بن أيوب السقطي. وانظر التفصيل هناك.
(4) "أذن ": استمع.
(5)
البخاري: كتاب التوحيد - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الماهر
بالقرآن مع الكرام البررة، وزينوا القرآن بأصواتكم" (9 / 633)، وأبو داود:
كتاب الصلاة - باب استحباب الترتيل في القراءة (1 / 339)، والنسائي: كتاب
افتتاح الصلاة - باب تزيين القرآن بالصوت (2 / 180).
(6) مسلم: كتاب
صلاة المسافرين - باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل (1 / 536، 537)
رقم (203)، ومسند أحمد (5 / 384، 397)، والحديث واضح أنه في صلاة الليل،
دون الفرائض، فالاتباع الصحيح الوقوف عند الوارد. تمام المنة (185).
(7) انظر: تمام المنة (186).