إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(كان لا يدعُ ركعتينِ قبل الفجرِ،وركعتينِ بعدالعصرِ).
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 7/527
أخرجه
ابن أبي شيبة في "المصنف " (2/352): حدثنا عفان قال: نا أبو عوانة قال:ثنا
إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه:أنه كان يصلي بعد العصر ركعتين، فقيل
له؟ فقال: لو لم أصلهما إلا أني رأيت مسروقاً يصليهما ؛ لكان ثقة، ولكني
سألت عائشة؟ فقالت:... فذكره.
قلت: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، رجاله كلهم ثقات لا مغمز فيهم،وإنما خرجته لصحته وعزة إسناده
قلت:
فمن الخطأ الشائع في كتب الفقه: النهي عن هاتين الركعتين، بل وعدم ذكرهما
في زمرة السنن الرواتب مع ثبوت مداومته - صلى الله عليه وسلم - عليهما كما
كان يداوم على ركعتي الفجر، ولا دليل على نسخهما، ولا على أنهما من
خصوصياته
- صلى الله عليه وسلم -، كيف وأعرف الناس بهما يحافظ
عليهما-وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها- ومن وافقها من الصحابة
والسلف كما تقدم.
يضاف إلى ذلك أن النصوص الناهية بعمومها عن الصلاة
بعد العصرهي مقيدة بالأحاديث الأخرى الصريحة بإباحة الصلاة قبل اصفرار
الشمس، ومنها حديث علي رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ:
"لا تصلوا بعد العصر؛إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة ".
وهو حديث صحيح جاء من أكثر من طريق،وقد سبق تخريجه برقم(200
و314).وقد
ذهب إلى شرعية هاتين الركعتين أبو محمد بن حزم في "المحلى" والرد على
المخالفين في بحث واسع شيق في آخر الجزء الثالث وأول الرابع؛ فليراجعه من
شاء.
وراجع الحديث الذي قبله؛ لتعرف سبب ضرب عمر لمن كان يصلي الركعتين(1)
__________
(1) قال رحمه في الحذيث الذي قبله
- فإن قيل: كيف يصح الاستدلال بهذا الإقرار من عمر، وقد صح عنه أنه كان
يضرب من يصلي الركعتين بعد العصر؟
والجواب: أن ضربَهُ عليهما إنما كان من باب سد الذريعة، وخشية أن
يتوسع
الناس مع الزمن فيصلوهما في وقت الاصفرار المنهي عنه، وهو المراد
بالأحاديث الناهية عن الصلاة بعد العصر نهياً مطلقاً كما سيأتي في الحديث
بعده، وليس لأنه لا يجوز صلاتهما قبل الاصفرار، وقد جاء عن عمر نفسه ما
يؤكد هذا، فقال
الحافظ في "الفتح " (2/65):
" (تنبيه): روى عبد الرزاق[2/431-432] من حديث زيد بن خالد
[ الجهني ] سبب ضرب عمر الناس على ذلك، فقال... عن زيد بن خالد:
أن عمر رآه وهو خليفة ركع بعد العصر فضربه، فذكر الحديث، وفيه:
"فقال عمر: يا زيد! لولا أني أخشى أن يتخذهما الناس سُلَّماً إلى الصلاة
حتى الليل لم أضرب فيهما".فلعل عمر كان يرى أن النهي عن الصلاة إنما هو خشية إيقاع الصلاة عند
غروب الشمس