يقول كثير من الأميركيين إنهم يمارسون النشاط البدني بشكل معتدل 5 أو 6 مرات في الأسبوع، وأحيانا يشعرون بالفخر لأنهم يحافظون على هذه الوتيرة، وهم يعتقدون أن التمارين المكثفة كافية لدرء حدوث قائمة طويلة من المشكلات الصحية.
وكما اتضح الآن، فإنهم قد لا يكونون نشيطين بما فيه الكفاية! وقد تسببت دراسة حديثة نشرت في «المجلة الأميركية للتغذية السريرية» (AJCN) والنتائج التي نشرها المعهد الأميركي لأبحاث السرطان أواخر العام الماضي، في دفع الخبراء إلى إعادة النظر في أهمية التحرك خلال اليوم بالإضافة إلى القيام بتمارين منتظمة.
وتقول د. ميريام نيلسون، مديرة «مركز جون هانكوك لأبحاث النشاط البدني والتغذية ومكافحة السمنة» والأستاذة المشاركة في قسم التغذية بكلية فريدمان للعلوم وسياسة التغذية في جامعة تافتس: «كلما تحركت بشكل أكبر، زادت الفوائد الصحية التي تتضمن ضغط دم منخفضا وسهولة أكبر في التحكم في الوزن وتوترا أقل»، وشاركت نيلسون أيضا في تأليف كتاب «حمية الشبكة الاجتماعية.. غير نفسك وغير العالم».
نشاط غير كاف:
* إن العمل بوتيرة معتدلة لثلاثين دقيقة على الأقل في معظم أيام الأسبوع - على النحو المنصوص عليه في إرشادات النشاط البدني للأميركيين لعام 2008 والمعروفة اختصارا بـ«PAG» التي توجه الأميركيين - قد لا يقدم حماية كافية ضد السمنة والأمراض المزمنة الأخرى.
هذه هي النتيجة التي خلصت إليها مقالة المجلة الأميركية للتغذية السريرية التي اكتشفت أنه حتى المعدلات العالية من النشاط البدني المعتدل - التي تزيد على 7 ساعات في الأسبوع - لا يمكنها بشكل كامل إزالة المخاطر الصحية المرتبطة بالساعات الطويلة التي يتم تمضيتها في الجلوس ومشاهدة التلفزيون؛ 7 ساعات أو أكثر يوميا.
والنتيجة النهائية هي: كلما جلست لفترات أطول، زاد خطر تعرضك للموت بأمراض القلب والشرايين والسرطان.
تقول نيلسون في حديث نقلته «يو إس إيه توداي» إنه لا توجد دراسة وصلت إلى حد الكمال، ولكن هذه الدراسة ينقصها بعض الأشياء، «وعلى سبيل المثال، لم يقم الباحثون بدراسة الأنشطة القوية التي - على خلاف الأنشطة البدنية المعتدلة - قد تساعد على تقليل خطر الإصابة بالأمراض بغض النظر عن الوقت الذي نمضيه في الجلوس».
وطبقا لإرشادات النشاط البدني للأميركيين، فإن 75 دقيقة من النشاط القوي مثل الجري، تساوي 150 دقيقة من النشاط المعتدل مثل المشي.
وكما اتضح لنا الآن، فإنه ليس كافيا أن تمارس التمارين ثم تجلس لبقية اليوم. ولا يستطيع غالبيتنا تجنب الخمول الذي يميز الحياة الحديثة، فنحن نجلس أثناء العمل كالمقيدين على مكاتبنا، وكثير من الناس يقوم برحلات طويلة للوصول إلى أعمالهم، ثم بعد ذلك يمضون ساعة أو أكثر ممدين على الأريكة لمشاهدة التلفاز كل مساء.
عندما تم تسجيلها بوصفها اختصاصية تغذية، توصلت الكاتبة وخبيرة مرض السكري جيل ويسينبيرجر إلى نتيجة مفادها أنها سئمت من الخمول، لذا قامت بشراء جهاز «تريكديسك» TrekDesk.
وتقول ويسينبيرجر: «لقد اشتريت الجهاز لأنني كنت أجلس لفترات طويلة وكان من الصعب علي القيام بمجهود أكثر من 30 - 60 دقيقة من التمارين في معظم الأيام. عندما أقوم بالكتابة أو بأي عمل آخر على مكتبي، أقوم بالمشي ببطء على «تريكديسك». وأستطيع التدوين وأنا أمشي لمسافة 7 - 9 أميال في اليوم بمتوسط 30 ميلا في الأسبوع».
وسائل النشاط البدني
* إلا أن ويسينبيرجر وعددا من خبراء الصحة الآخرين يؤكدون أنه لا داعي لإنفاق مليم واحد لزيادة النشاط البدني. وفي ما يلي بعض الطرق غير المكلفة لكي تصبح أكثر نشاطا كل يوم، التي يجب عليك القيام بها علاوة على ممارسة تمارين النشاط المعتدل لمدة 150 دقيقة أو التمارين القوية لمدة 75 دقيقة كل أسبوع على الأقل:
* حاول التحرك عندما تتحدث في الهاتف أو عندما تنتظر المصعد أو الحافلة أو القطار أو الطائرة.
* عندما تكون في المنزل أو في العمل، قم بضبط منبه على هاتفك أو على الكومبيوتر أو جهاز الميكروويف ليذكرك بضرورة القيام من مكانك كل 60 دقيقة والتحرك في المكان.
* عند مشاهدة التلفزيون، انهض خلال أوقات الإعلانات وقم بالمشي داخل المنزل.
* اترك البريد الإلكتروني والهاتف وقم بتوصيل الرسائل إلى زملائك وجيرانك بنفسك.
* احمل الغسيل للطابق العلوي على دفعات.
* قم بحمل البقالة من السيارة إلى المنزل بمعدل كيس واحد في كل مرة.
* احتفظ بأثقال خفيفة لتدريب اليدين (3 و5 أرطال) في مكتبك أو منزلك لتستخدمها عندما تتحدث في الهاتف أو تقرأ البريد الإلكتروني.
* قم دائما بالصعود على السلالم.
* قم بصف سيارتك بعيدا عن وجهتك.
* قم بالمشي مع صديقك بدلا من تضييع الوقت في شرب القهوة أو المشروبات.
تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية .