احلى العرب
حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Hh7net10
احلى العرب
حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Hh7net10



style
date 08.12.15 14:09
date 13.11.15 3:21
date 22.10.15 12:35
date 03.10.15 22:56
date 05.09.15 22:43
date 03.05.15 13:27
date 03.05.15 12:02
date 02.05.15 23:49
date 02.05.15 23:41
date 29.04.15 19:41
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style
مرحباً بك زائر [ خروج ]
حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Avator10

حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Addthi10حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Email10حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Printe10

حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء

وردة البستان
vp
vp
انثى
عدد المساهمات : 692
سجل فى : 21/06/2012
حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Empty
حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Clock11 26.07.12 7:23

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

فالإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان، فلا يصح إيمان العبد إلا به. والأدلة الشرعية متواترة على تأكيد ذلك، فقد أمر سبحانه بالإيمان بهم، وقرن ذلك بالإيمان به فقال: { فآمنوا بالله ورسله } (النساء: 171) وجاء الإيمان بهم في المرتبة الرابعة من التعريف النبوي للإيمان كما في حديث جبريل: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله .. ) رواه مسلم ، وقرن الله سبحانه الكفر بالرسل بالكفر به، فقال:{ ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا } (النساء:136)، ففي هذه الآيات دليل على أهمية الإيمان بالرسل، ومنزلته من دين الله عز وجل، وقبل بسط الكلام في ذلك، يجدر بنا ذكر تعريف كل من الرسول والنبي، وتوضيح الفرق بينهما .

أولا الرسول لغة واصطلاحا :

لغة : ولها عدّة معان منها المبعوث
وقد تحمل الرسل على معنى التتابع تقول العرب: "جاءت الإبل رسلاً" أي: متتابعة، فهم سموا رسلاً لأنهم وجهوا من قبل الله تعالى : " ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا " فهم مبعوثون برسالة معينة مكلفون بحملها وتبليغها، ومتابعتها .
الإرسال في اللغة التوجيه قال تعالى حاكيا قول ملكة سبأ: " وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ "
اصطلاحا : من بعثه الله إلى قوم كفّار وجاءهم بشرع جديد .
ماهي أقسام الإيمان بالرّسل ؟؟

الإيمان بالرسل قسمان.

إيمان إجمالي : وهو ال‘تقاد الجازم الذي لا ريب فيه ولا تردد بأن الله أرسل رسلا إلى خلقه وأن هؤلاء موحى إليهم من الله تعالى وأن خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم فنؤمن به ونتبعه فهذا هو القدر المجزئ .
إيمان تفصيلي : نؤمن بأسماءهم المعلومة تفصيلا والمجهولة إجمالا مع مالهم من أعمال وصفات ومعجزات وكلّما علم المرء شيئا آمن به فإذا آمن به ازداد أجرا ويقينا .

كم عدد الأنبياء والرسل ؟؟

عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًاً ) ، قلت : يا رسول الله ، كم الرسل منهم ؟ قال " ثلاثمائة وثلاثة عشر جَمّ غَفِير) ، قلت : يا رسول الله ، من كان أولهم ؟ قال : آدم " ... . وفي رواية عن أبي أُمَامة قال : قلت : يا نبي الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جمّاً غَفِيراً ) .
السلسلة الصحيحة للألباني .

هل من الأنبياء نســــاء :

لا يتردد المسلم في الإيمان بعظيم حكمة الله تعالى في أفعاله ، فمن أسمائه عز وجل " الحكيم " ، ومن صفاته " الحكمة " .
وقد حكم الله تعالى بأن من صفات المرسَلين : الذكورة ، وقد نقل بعض أهل العلم الإجماعَ على ذلك ، وله تعالى في ذلك أعظم الحكَم .
قال الشيخ عمر الأشقر – حفظه الله - :
"ومن الكمال الذي حباهم به : أنه اختار جميع الرسل الذين أرسلهم من الرجال ، ولم يبعث الله رسولاً من النساء ، يدلُّ على ذلك : صيغة الحصر التي وردت في قوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم ) الأنبياء/ 7 .

الحكمة من كون الرسل رجالاً :

كان الرسل من الرجال دون النساء لحكَم يقتضيها المقام ، فمن ذلك :
1. أنّ الرسالة تقتضي الاشتهار بالدعوة ، ومخاطبة الرجال والنساء ، ومقابلة الناس في السرّ والعلانية ، والتنقل في فجاج الأرض ، ومواجهة المكذبين ومحاججتهم ومخاصمتهم ، وإعداد الجيوش وقيادتها ، والاصطلاء بنارها ، وكل هذا يناسب الرجال دون النساء .
2. الرسالة تقتضي قوامة الرسول على من يتابعه ، فهو في أتباعه الآمر الناهي ، وهو فيهم الحاكم والقاضي ، ولو كانت الموكلة بذلك امرأة : لَمْ يتم ذلك لها على الوجه الأكمل ، ولاستنكف أقوام من الاتباع والطاعة .
3. الذكورة أكمل ، ولذلك جعل الله القوامة للرجال على النساء ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ) النساء/ 34 ، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ النساء ( ناقصات عقل ودين ) .
4. المرأة يطرأ عليها ما يعطلها عن كثير من الوظائف والمهمات ، كالحيض والحمل والولادة والنفاس ، وتصاحب ذلك اضطرابات نفسية وآلام وأوجاع ، عدا ما يتطلبه الوليد من عناية ، وكل ذلك مانع من القيام بأعباء الرسالة وتكاليفها" .انتهى من" الرسل والرسالات " ( ص 84 ، 85 ) .
ثانياً:
أما النبوَّة : فقد ذهب بعض العلماء كأبي الحسن الأشعري والقرطبي وابن حزم إلى وجود نبيَّات من النساء ! ومنهن مريم بنت عمران ، ودليلهم ما جاء من آيات فيها بيان وحي الله تعالى لأم موسى – مثلاً - ، وما جاء من خطاب الملائكة لمريم عليها السلام ، وأيضاً باصطفاء الله تعالى لها على نساء العالَمين .
وهذا الذي قالوه لا يظهر رجحانه .

قال الشيخ عمر الأشقر – حفظه الله - :

"وهذا الذي ذكروه لا ينهض لإثبات نبوة النساء ، والرد عليهم من وجوه :
الأول : أنّا لا نسلِّم لهم أن النبيَّ غير مأمور بالتبليغ والتوجيه ومخالطة الناس ، والذي اخترناه : أن لا فرق بين النبيّ والرسول في هذا ، وأنَّ الفرق واقع في كون النبي مرسل بتشريع رسول سابق .
وإذا كان الأمر كذلك : فالمحذورات التي قيلت في إرسال رسول من النساء قائمة في بعث نبي من النساء ، وهي محذورات كثيرة تجعل المرأة لا تستطيع القيام بحقّ النبوة .
الثاني : قد يكون وحي الله إلى هؤلاء النسوة - أم موسى وآسية - إنّما وقع مناماً ، فقد علمنا أنّ من الوحي ما يكون مناماً ، وهذا يقع لغير الأنبياء .
الثالث : لا نسلِّم لهم قولهم : إن كل من خاطبته الملائكة فهو نبي ، ففي الحديث أن الله أرسل ملكاً لرجل يزور أخاً له في الله في قرية أخرى ، فسأله عن سبب زيارته له ، فلمّا أخبره أنه يحبّه في الله ، أعلمه أنَّ الله قد بعثه إليه ليخبره أنه يحبّه ، وقصة الأقرع والأبرص والأعمى معروفة ، وقد جاء جبريل يعلم الصحابة أمر دينهم بسؤال الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يشاهدونه ويسمعونه .
الرابع : لا حجّة لهم في النصوص الدالة على اصطفاء الله لمريم ؛ فالله قد صرح بأنّه اصطفى غير الأنبياء ( ثمُّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذين اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُم ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُم سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ ) فاطر/ 32 ، واصطفى آلَ إبراهيم وآلَ عمران على العالَمين ، ومِن آلِهِما من ليس بنبيّ جزماً ( إِنَّ الله اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إبْرَاهيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ) آل عمران/ 33 .
الخامس : لا يلزم من لفظ الكمال الوارد في الحديث الذي احتجوا به ، النبوة ؛ لأنّه يطلَق لتمام الشيء وتناهيه في بابه ، فالمراد : بلوغ النساء الكاملات النهاية في جميع الفضائل التي للنساء ، وعلى ذلك فالكمال هنا غير كمال الأنبياء .
السادس : ورد في بعض الأحاديث النصّ على أن خديجة من الكاملات ، وهذا يبيِّن أن الكمال هنا ليس كمال النبوة .
السابع: ورد في بعض الأحاديث أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلاّ ما كان من مريم ابنة عمران ، وهذا يبطل القول بنبوة من عدا مريم كأم موسى وآسية ؛ لأنّ فاطمة ليست بنبيَّة جزماً ، وقد نصَّ الحديث على أنها أفضل من غيرها ، فلو كانت أم موسى وآسية نبيتان لكانتا أفضل من فاطمة .
الثامن : وصف مريم بأنها صِدِّيقة في مقام الثناء عليها والإخبار بفضلها ، قال تعالى ( مَّا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَت مِن قَبْلِه الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ ) المائدة/ 75 ، فلو كان هناك وصف أعلى من ذلك لوصفها به ، ولم يأت في نصّ قرآني ولا في حديث نبويّ صحيح إخبار بنبوة واحدة من النساء .
وقد نقل القاضي عياض عن جمهور الفقهاء أنّ مريم ليست بنبيّة ، وذكر النووي في " الأذكار " عن إمام الحرمين أنّه نقل الإجماع على أنّ مريم ليست نبيّة ، ونسبه في " شرح المهذب " لجماعة ، وجاء عن الحسن البصري : ليس في النساء نبيّة ولا في الجنّ " .انتهى باختصارمن" الرسل والرسالات " ( ص 87 – 89 ) .

الفرق بين الرسول والنبي :

أولا قد عرفنا فيما سلف الرسول فماهو النبي
تعريف النبي النبي – في لغة العرب – مشتق من النبأ وهو الخبر ، قال تعالى : ( عمَّ يتساءلون – عن النبإِ العظيم ) وإنّما سمّي النبيُّ نبيّاً لأنه مُخْبرٌ مُخْبَر ، فهو مُخْبَر ، أي : أنَّ الله أخبره ، وأوحى إليه ( قالت من أنبأك هذا قال نَبَّأَنِيَ العليم الخبير ) وهو مُخْبرٌ عن الله تعالى أمره ووحيه ( نَبِّئْ عبادي أنّي أنا الغفور الرَّحيم ) ( وَنَبِّئْهُمْ عن ضيف إبراهيم ) وقيل : النبوة مشتقة من النَّبْوَة ، وهي ما ارتفع من الأرض ، وتطلق العرب لفظ النبيّ على علم من أعلام الأرض التي يهتدى بها ، والمناسبة بين لفظ النبي والمعنى اللغوي ، أنَّ النبيَّ ذو رفعة وقدر عظيم في الدنيا والآخرة ، فالأنبياء هم أشرف الخلق ، وهم الأعلام التي يهتدي بها الناس فتصلح دنياهم وأخراهم .

الفرق بين النبي والرسول :

شاع بين الناس وحتى بين كثير من العلماء أن الفرق بينها أن الرسول: من أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه، والنبي: من أوحي إليه، ولم يؤمر بالبلاغ. وهذا حتى ما تداولناه بيننا في كراسي التعليم عند الصغر .
ولكن هذا لا يصحّ من ناحية الدليل ومنهجي دوما وأبدا أنني أدور مع الدليل وجودا وعدما . فما الفرق :
وقع خلاف بين العلماء هل هناك فرق بين الرسول والنبي أم لا ؟ إلى ثلاثة أقوال:
أ- أنه لا فرق بينهما وأنهما مترادفان.
ب- أن الرسول أعم من النبي، فيهما عموم وخصوص من وجهه، فكل رسول نبي لا العكس.
فالرسول: من أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه، والنبي: من أوحي إليه، ولم يؤمر بالبلاغ.
ج- أن الرسول: من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي: هو المبعوث لتقرير شرع قبله
2- وكذا يدل عطف النبي على الرسول على الفرق بينهما ، وفيه إشارة لطيفة في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [الحج :52].
والأصل في العطف أنه يقتضي المغايرة، أي أن المعطوف غير المعطوف عليه فيكون النبي غير الرسول

3- لا يصحُّ قول من ذهب إلى أنه لا فرق بين الرسول والنبيّ ، ويدلُّ على بطلان هذا القول ما ورد في عدة الأنبياء والرسل ، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّ عدة الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألف نبي ، وعدَّة الرسل ثلاثمائة وبضعة عشر رسولاً ، ويدلّ على الفرق أيضاً ما ورد في كتاب الله من عطف النبيِّ على الرسول ( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي إلاَّ إذا تمنَّى ألقى الشَّيطان في أُمنيَّته ) ، ووصف بعض رسله بالنبوة والرسالة مما يدُل على أن الرسالة أمر زائد على النبوة، كقوله في حقِّ موسى عليه السلام : ( واذكر في الكتاب موسى إنَّه كان مخلصاً وكان رسولاً نبيَّاً ).
والشائع عند العلماء أنَّ النبي أعم من الرسول ، فالرسول هو من أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه ، والنبيُّ من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ ، وعلى ذلك فكلُّ رسول نبي ، وليس كل نبي رسولاً .

وهذا الذي ذكروه هنا بعيد لأمور :


الأول : أن الله نصَّ على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل في قوله : ( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي ... ) ، فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ فالإرسال يقتضي من النبيّ البلاغ .

الثاني : أنَّ ترك البلاغ من النبي على قول من قال بأنه من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه كتمان لوحي الله تعالى ، والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس ، ثمَّ يموت هذا العلم بموته .
الثالث : قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه ابن عباس : " عرضت عليَّ الأمم ، فجعل يمرُّ النبي معه الرجل ، والنبي معه الرجلان ، والنبي معه الرهط ، والنبي ليس معه أحد ".
فدلّ هذا على أنَّ الأنبياء مأمورون بالبلاغ ، وأنَّهم يتفاوتون في مدى الاستجابة لهم .
ومن أقوى الأدلة التي تقض تعريف " والنبي: من أوحي إليه، ولم يؤمر بالبلاغ." آية في كتاب ربّنا
" إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ "
والشاهد منها مطلعها قوله عن التوراة " يحكم بها النبيون " والتوراة أنزلها الله على نبيّه موسى ومن يحكم بها من بعده قال " النبيون " فدلّ على أن الأنبياء من بعد موسى حكموا أقوامهم بالتوراة فدل ذلك على أن تعريفهم أن النبي من أوحي إليه بشرع ولم يأمر بتبليغه مجانب للصواب إذ كيف ينبغي لنبي أن يرى قومه يعبدون غير الله ويكتم الحق بدعوى أنه لم يوح إليه .
لذلك كان التعريف الأجمع أنَّ " الرسولَ مَنْ أُوحي إليه بشرع جديد أو هو من أرسل إلى قوم كفار معاندين بشرع جديد ، والنبيَّ هو المبعوث لتقرير شرع من قبله " أو إن شئتم قلتم الرسول هو الذي أوحي إليه بشرع جديد ناسخ للشرع الذي قبله، أو ناسخ لبعض الشرع الذي قبله، وأمر بتبليغ هذا الشرع. أما النبي فهو الذي يأتي بعد رسول ولم يأتِ بشرع جديد، وإنما جاء بنفس الشرع الذي سبقه به الرسول الذي قبله؛ ليجدده للأمة .
قال ابن تيمية فى النبوات ج1 ص184...وما بعدها:
فالنبي: هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأ الله به فإن أرسل مع ذلك الى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله اليه فهو رسول وأما اذا كان انما يعمل بالشريعة قبله ولم يرسل هو الى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول

هل الأنبياء معصومون ؟؟؟

الجواب : العصمة أنواع .

1- عصمة الرسل في تحمّل الرسالة :

أي أنهم لا ينسون شيئا مما أوحي إليهم إلا شيئا أراد الله أن ينسوه لقوله تعالى : " سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله "

2- عصمة الرسل من حيث الكتمان :

الرّسل معصومون في التبليغ لايكتمون شيئا مما أوحاه الله إليهم لتبليغه : " يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزِل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته "

3- عصمة الرسول من القتل :

قال تعالى " والله يعصمك من الناس " ولمّا سأل الرسول المرأة التي وضعت السّمّ في الشاة قالت : أردت قتلك فقال " ماكان الله ليسلطك على ذلك " رواه الشيخان .

4- العصمة من الكبائر :

إن الله تعالى لما أراد لعباده القدوة، وأراد للعالمين أن يكون لهم أسوة بعث الرسل، وعصمهم من الزلل فأجمع العلماء على عصمة الرسل في جانب التبليغ فلا ينسون شيئاً مما أوحاه الله إليهم بل نقل الأمين الشنقيطي في الأضواء أنه أجمع أهل الملل والشرائع على وجوب عصمتهم في ذلك، ولا يجوز منهم لا سهواً ولا عمداً .


5- هل الأنبياء معصومون من الصغائر ؟؟؟
الصغائر هنا ليس معناها أمور الخسة كالكذب والخيانة .. ونحوه فهذه لا تقع منهم لأنها من القوادح في العدالة وهم أنبياء زكاهم ربّ العالمين .
قال ابن تيمية في " الفتاوى 4/419 " .: القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف، حتى إنه قول أكثر أهل الكلام،كما ذكر أبو الحسن الآمدي أن هذا قول الأشعرية، وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء، بل لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول. انتهى كلامه، والدليل على وقوع الصغائر منهم مع عدم إقرارهم عليها:
- قوله تعالى عن آدم: وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى* ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى {طه: 121-122}، وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم، وعدم إقراره عليها، مع توبته إلى الله منها.
- قوله تعالى: قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ* قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {القصص: 15-16}، فموسى اعترف بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي، وقد غفر الله له ذنبه.
- وقوله تعالى: فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب* فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ {ص: 24-25}، وكانت معصية داود هي التسرع في الحكم قبل أن يسمع من الخصم الثاني.
وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يعاتبه ربه سبحانه وتعالى في أمور كثيرة ذكرت في القرآن، منها قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {التحريم:1}، وكذا عاتبه في الأسرى، وفي قصة ابن أم مكتوم، علما بأنه قد ذكر بعض أهل العلم أن ما وقع في شأن ابن أم مكتوم لا يعد ذنباً لأنه صلى الله عليه وسلم لم يخاطبه بسوء وكان ابن أم مكتوم أعمى لا يرى ملامح وجه النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد يستعظم بعض الناس القول بأن الأنبياء معصومون من الكبائر دون الصغائر، ويذهبون إلى تأويل النصوص من الكتاب والسنة الدالة على هذا ويحرفونها، والدافع لهم إلى هذا القول شبهتان: الأولى: أن الله تعالى أمر باتباع الرسل والتأسي بهم، والأمر باتباعهم يستلزم أن يكون كل ما صدر عنهم محلا للاتباع، وأن كل فعل أو اعتقاد منهم طاعة، ولو جاز أن يقع الرسول في معصية لحصل التناقض، لأن ذلك يقتضي أن يجتمع في هذه المعصية التي وقعت من الرسول الأمر باتباعها وفعلها، من حيث إننا مأمورون بالتأسي به، والنهي عن موافقتها من حيث كونها معصية.
وهذه الشبهة صحيحة وفي محلها لو كانت المعصية خافية غير ظاهرة بحيث تختلط بالطاعة، ولكن الله تعالى ينبه رسله ويبين لهم المخالفة، ويوفقهم إلى التوبة منها من غير تأخير.
الثانية: أن الذنوب تنافي الكمال وأنها نقص، وهذا صحيح إن لم يصاحبها توبة، فإن التوبة تغفر الحوبة، ولا تنافي الكمال، ولا يتوجه إلى صاحبها اللوم، بل إن العبد في كثير من الأحيان يكون بعد توبته خيراً منه قبل وقوعه في المعصية كما نقل عن بعض السلف (كان داود عليه السلام بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة) وقال آخر: (لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه)، ومعلوم أنه لم يقع ذنب من نبي إلا وقد سارع إلى التوبة والاستغفار، فالأنبياء لا يقرون على ذنب، ولا يؤخرون توبة، فالله عصمهم من ذلك، وهم بعد التوبة أكمل منهم قبلها،

6- الخطأ في بعض الأمور الدنيوية – بغير قصد - :

وأما الخطأ في الأمور الدنيوية ، فيجوز عليهم الخطأ فيها مع تمام عقلهم ، وسداد رأيهم ، وقوة بصيرتهم ، وقد وقع ذلك من بعض الأنبياء ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك في مناحي الحياة المختلفة من طب وزراعة وغير ذلك .

فقد روى مسلم في صحيحه عن رافع بن خديج قَالَ: قَدِمَ نَبِيّ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم – الْمَدِينَةَ ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ . يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ النّخْلَ . فَقَالَ : "مَا تَصْنَعُونَ ؟ " قَالُوا : كُنّا نَصْنَعُهُ. قَالَ : "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً " فَتَرَكُوهُ . فَنَفَضَتْ أَوْ قال : فَنَقَصَتْ . قَالَ : فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : " إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيي ، فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ" وبهذا يكون قد علم أن أنبياء الله تعالى معصومون عن الخطأ في الوحي ، ولنحذر ممن يطعنون في تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويشككون في تشريعاته ويقولون هي اجتهادات شخصية من عنده حاشاه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " النجم /3-4 .

وسئلت اللجنة الدائمة : هل الأنبياء والرسل يخطئون ؟

فأجابت :

نعم ، يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ، ويعفو عن زلتهم ، ويقبل توبتهم فضلاً منه ورحمة ، والله غفور رحيم ، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت في هذا" اهـ

"فتاوى اللجنة الدائمة"
والله اعلم .

وظائف الرسل ومهماتهم:

جعل الله للرسل وظائف عدة، وأعظمها ما يلي :

1- البلاغ المبين:

والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِْ﴾ [آل عمران :20]، وقال تعالى: ﴿ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ﴾ [المائدة :92], وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾[المائدة :67].

الدعوة إلى الله:

وبعد البلاغ الواضح المبين، يدعو الناس إلى عبادة الله والسير فيما يرضى الله قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ [النحل :36] وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء :25].

البشارة والنّذارة:

إن من مهام الرسل العظيمة إنذار الخلق بشديد عذاب الله، وتبشيرهم بما عند الله من النعيم المقيم والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء :25] ووجه الدلالة:-
أن الله سبحانه وتعالى ذكر في الآية الكريمة ، أنه أرسل الرسل لتبشير الناس وإنذارهم، وتأكيداً لهذا المعنى واهتماماً به أورد الآية على جهة الحصر والقصر الادعائي حتى كأنهم لم يُرسلوا إلا لهذا الأمر.
وهذا من أصرح الأدلة على أن التبشير والإنذار من أهم وظائف الرسل والمتأمل في الأسلوب القرآني وهو يذكر أمثلة عملية واقعية في دعوة الرسل السابقين الأممَ الهالكة إلى دين الله يلاحظ أنه سلك معهم في دعوته لهم هذا المسلك وهو:
أ- التبشير بما عند الله بموصف الجنة وما فيها والترغيب إليها .
ب- والتحذير من النار ووصفها وما فيها من السلاسل والأغلال، فيذكر النار ويعقبها بذكر الجنة والعكس ويذكر المؤمنين وصفاتهم ويذكر عقبهم المنافقين والكافرين ويذكر ما أعد الله للمؤمنين ويعقبه بما أعده للكافرين.

إصلاح النفوس وتزكيتها :

إن الهدف الأسمى بعد البلاغ المبين ، والتحذير والتبشير هو إصلاح النفوس واستقامتها، ونمائها وتزكيتها، وإخراجها من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام، ومن الجهالة والعمى إلى الصراط السوي والهدى قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ [إبراهيم :5].
وقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾[الجمعة :2].

تبيين العقائد الزائفة:

إن العقل البشري، إن لم يوجه بوحي وهدى، فإنه يتخبط، فتارة يعبد الشمس، وأخرى القمر وهكذا غيرها حتى وصل به التخبط أن هناك جماعة تعبد فروج المومسات، ويظنها من أعظم الطاعات، وأزكى القربات، وبعضها انتصرت للشيطان، وأنه شخصية مظلومة تلقى إليها التبعات بدون أدلة مشاهدة، حتى أن بعضهم اتخذوه آلهة وأخيراً وصل ضلال الغرب وتخبطهم في الباطل أن خرجت مظاهرة لأناس عراة، تأييداً لتحرير الإنسان من حبس العادات الاجتماعية والتقاليد الفاسدة في أنظارهم فهم يسعون إلى حياة بهيمية تأباها الطبائع البشرية السوية فهم كما قال الله: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ [الفرقان :44].
وإنما كان هذا بسبب الأفكار المنحرفة، والشعارات الزائفة التي هداهم إليهم الهوى، وأثبتها في عقولهم الشيطان الذي تعهد إلى الله بإضلال بني الإنسان.
والرسل يبعثون والأمم في غاية من الغواية، وأطراف الضلالة، فيزيلوا الغبار العالق بالأذهان، ويدلهم العقل بنور الوحي فيخرج من ظلمات الجهل إلى نور العلم، والناظر في النصوص القرآنية والسنة النبوية يلاحظ التركيز الشديد على إزالة المبادئ المنحرفة والأفكار الزائفة، بحجة قوية، وبرهان ساطع، يذهب اللب، ويوجد الطمأنينة في القلب والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في بيان ذلك لا تحصى، كثيرة لمن يسر الله له طريق الهداية.
فقد صارت في تظافرها على هذا المعنى قطعية تدور حولها الحوارات في القصص القرآني، والردود والمناقشات في النص الرباني.
فأيها الأخ الحبيب انظر بعين العقل إلى نص الرب في ذلك يذهب عن عقلك وفكرك رين الشعارات الزائفة والأفكار المنحرفة إن كنت تريد الانضمام إلى درب الهداية، والسير على الصراط المستقيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

إقامة الحجة :

إن الرسل والأنبياء، لما بعثوا إلى أممهم كمشاعل هداية ومصابيح دجى للنجاة من الغواية أُرسلَ معهم أقوى الحجج، وأعظم البراهين وأظهر (البينات) حتى لا يكون للناس حجة على الله بعد الرسل.
قال تعالى: ﴿ رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾[النساء :165].
فمن أهداف البعثة هو إقامة الحجة على العباد قبل حلول يوم المعاد فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى .

سياسة الأمة:

والرسل والأنبياء على مدى التاريخ البشري دعوا الناس إلى النور، فأتبعهم ثلة كبيرة من الخلق، يريدون جواباً لكل سؤال وحلا لكل إشكال، وبياناً لكل معضلة وركباً يقود الأمة إلى سبيل النجاة، ولذا فإن الشريعة الإسلامية أوجدت لكل مسألة حلاً، وأثبتت قواعد عامة ، ونصوصاً شاملة تجعل لكل القضايا السياسية النازلة إجابات واضحة ، وجعلت للفكر وفقاً للمصالح مساحة واسعة للنظر، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو في قمة سياسة الأمة في فتح مكة أنزل عليه: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾ [ المائدة :3].
وأول أمر أخبر الله به رسله وأنبيائه: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة﴾[ البقرة:30 ]، وقال: ﴿ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ﴾ [ المائدة: 48] وهذا فيه دلالة قاطعة على أنه من لازم الإنزال، والأمر بالحكم أن يتكلم في كل قضايا السياسية، ولو بصورة شاملة، ويكون قدوة في سياسة الأمة، وصورة واضحة تطبيقية للسير: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾[ الممتحنة: 6 ] .

المفاضلة بين الأنبياء والرسل .

وردت نصوص تنهى عن التفاضل بي الأنبياء ومن تلكم النصوص قوله صلى الله عليه وسلّم " لا تخيّروا بين الأنبياء " متفق عليه وقوله أيضا " لا تفضّلوا بين أنبياء الله " متفق عليه .
ووردت نصوص أخرى تدل على جواز التفضيل كقوله تعالى " تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض " وقوله " ولقد فضّلنا بعض النبيين على بعض "
كيف يكون الجمع بين النصّين ؟؟
الجواب : التفاضل المحرم هو الذي يؤدي إلى العصبية أو الحمية أو يؤدي إلى خصومة أو فتنة أما ماسوى ذلك فهو جائز
عن أبي هريرة قال بينما يهودي يعرض سلعة له أعطي بها شيئا كرهه أو لم يرضه شك عبد العزيز قال لا والذي اصطفى موسىعليه السلام على البشر قال فسمعه رجل من الأنصار فلطم وجهه قال تقول والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا قال فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم إن لي ذمة وعهدا وقال فلان لطم وجهي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم لطمت وجهه قال قال يا رسول الله والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر وأنت بين أظهرنا قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجهه ثم قال لا تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله قال ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث أو في أول من بعث فإذا موسى عليه السلام آخذ بالعرش فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أو بعث قبلي ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى عليه السلام .
وهذا فيه تأكيد لما ذكرناه .
وأفضل الرسل أولو العزم
أولى العزم نوح والخليل المحجة
وموسى وعيسى والنبي محمد .
وهناك أقوال أخرى في المسألة .

أشياء تفرّد بها الأنبياء :

الوحي : قال الله " قل انما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ "
العصمة : ومضى بيانها .
الأنبياء تنام أعينهم ولاتنام قلوبهم : فعن أنس في حديث الإسراء: ((والنبي نائمة عيناه، ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم)) رواه البخاري في صحيحه وقد ورد هذا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد صحّ عنه أنّه قال: ((إنا معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا)
الأنبياء يسمعون عذاب القبر : عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " لولا أن تدافنوا ، لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر " . رواه مسلم .
الأنبياء لا تأكل الأرض أجسادهم : عن أوس بن أوس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي " ، فقالوا : يا رسول الله ، وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت يعني وقد بليت ؟ ، قال : " إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " . صلوات الله عليهم . رواه أحمد وغيره .
الأنبياء أحياء في قبورهم : عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " صحيح الجامع الصغير .

هذا ما أمكنني جمعه وكتابته وقوله في هذا المقام راجية منه سبحانه أن يكون زادا لي يوم القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبي ونعم الوكيل .
شارك هذا الموضوع مع أصدقائك


ميدو الرومانسى
vp
ميدو الرومانسى
vp
الدوله : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 2376
سجل فى : 11/10/2012
حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Empty
حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Clock11 11.10.12 20:09

جزاك الله خيرررررررررررررررررا
شارك هذا الموضوع مع أصدقائك


وسام للكومبيوتر
vp
وسام للكومبيوتر
vp
الدوله : العراق
ذكر
عدد المساهمات : 550
سجل فى : 20/12/2013
حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Empty
حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Clock11 20.12.13 15:51

شكرا لك على الموضوع الرائع
جزاك الله خيرا
و ننتظر جديدك
في آمان الله
شارك هذا الموضوع مع أصدقائك


حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احلى العرب :: الاركان الاسلامية :: الركن الأسلامى العام-
حديث ومعناه والفرق بين الرسل والأنبياء  Traidnt-9234