انتفاخ، تمزقات، قرقرة، ثقل، وجع قوي وموضعي... إنها أوجاع البطن التي تتجلّى بأشكال عدة ومختلفة. قد تكون هذه الأوجاع حادة وقصيرة الأمد أو مزمنة بحيث تتكرر أو تتفاقم خلال فترة طويلة. إذا لم تُعرف أسباب وجع البطن، يستحسن استشارة الطبيب والخضوع لفحوص طبية. فكل الأمراض التي تصيب عضواً واقعاً بين الصدر والأعضاء التناسلية يمكن أن تسبب في الواقع وجعاً في البطن.
*حمل خارج الرحم
يحدث الحمل خارج الرحم عندما تنمو البويضة في أنبوب خارج الرحم وتترافق مع نزف بني متقطع، غير غزير، ووجع في الحوض يشبه غرز السكين.
يكون الألم موضعياً، لكنه قد ينتشر في كل البطن، وحتى نحو الشرج أو في الفخذ. في أية حال، يجب استشارة الطبيب فوراً وإلا تكون العواقب وخيمة.
التهاب قناة فالوب
يتجلى التهاب قناة فالوب (salpingite) على شكل أوجاع قوية جداً في أسفل البطن، ونزف وإفرازات مهبلية غير طبيعية، وحرارة مرتفعة نوعاً ما. والواقع أن وخامة التهاب قناة فالوب لا تأتي من الأعراض وإنما من العواقب التي تفضي إليها (خطر العقم والحمل خارج الرحم).
كما أن هذا المرض قد يتفاقم بطريقة مخفية لأشهر عدة أو حتى لسنوات عند بعض النساء.
التهاب غشاء الرحم
تمتاز هذه المشكلة بوجود أجزاء من غشاء الرحم خارج الرحم. يسبب التهاب غشاء الرحم أوجاعاً قوية في أسفل البطن تنتشر أحياناً إلى أسفل الظهر وتزداد بشكل ملحوظ أثناء الطمث (خصوصاً قرابة النهاية) أو أثناء العلاقة الزوجية.
والواقع أن التهاب غشاء الرحم هو سبب شائع للعقم ولذلك يجب مراجعة الطبيب على الفور.
التهاب الزائدة الدودية
ينطلق الألم عادة من السرّة ويزداد بسرعة عبر الانتقال إلى القسم السفلي الأيمن من البطن (خلال ساعتين تقريباً). يترافق هذا الألم عادة مع غثيان وتقيؤ وارتفاع طفيف في الحرارة.
وبما أنه لا يوجد أي رابط بين الأعراض السريرية وأهمية الضرر، يجب استشارة الطبيب فوراً مهما كانت وخامة الأعراض.
*انسداد في الأمعاء
إنه انقطاع في عمل الأمعاء. يتوقف الغذاء عن المرور ويتراكم في الأمعاء، مما يسبب أوجاعاً قوية جداً في البطن، مترافقة أحياناً مع فترات هدوء، وتقيؤ، وتوقف خروج البراز، وانتفاخ في البطن.
ينجم الانسداد في الأمعاء عادة عن شلل في الأمعاء أو عن ورم أو انسداد ناجم عن فتق أو ندب مثلاً. وهنا أيضاً يجب استشارة الطبيب فوراً.
*مشكلة هضمية
تتجلّى المشاكل الهضمية على شكل أعراض متنوعة مرتبطة بعمل الأنبوب الهضمي: ثقل بعد تناول وجبة الطعام، حرقة في المعدة، غازات، انتفاخ، إسهال، إمساك، حموضة في المعدة أو الفم... تكون هذه الأعراض مزعجة عادة، لكنها حميدة وعابرة.
إلا أن استمرارها أو تكرارها يستلزم مراجعة الطبيب خصوصاً إذا ترافقت مع وجود للدم في البراز، أو تناوب بين الإسهال والإمساك، أو فقدان للشهية أو نحول مفاجئ.
*خلل وظيفي في القولون
يطلق أيضاً على هذه المشكلة اسم تناذر القولون (أو المعي) الحساس، وهي تصيب 10 إلى 20 في المئة من الناس تقريباً. يترافق الخلل الوظيفي في القولون مع أوجاع وانتفاخ في البطن، إضافة إلى إمساك أو إسهال، أو حتى تناوب بين الاثنين.
لا يعرف بالضبط سبب هذا الخلل الوظيفي، لكنه ليس وخيماً. يمكن للتوتر، والقلق، والغذاء المؤذي للأغشية المخاطية (مثل التوابل والشاي والقهوة....) أن تحفز ظهوره.
*قرحة في المعدة
هذا "الثقب في المعدة" يتطابق مع آفة في الغشاء المخاطي للمعدة أو المعي الاثني عشري. إنه يسبب أوجاعاً في البطن مع إحساس بالحرق في القسم العلوي.
يخمد هذا الوجع عادة عند تناول الطعام، ويعود للظهور بعد مرور ساعة إلى أربع ساعات على تناول الوجبة. تنجم قرحة المعدة أساساً عن بكتيريا اسمها Helicobacter pylori وقد تنجم أيضاً عن تناول الأسبيرين أو مضادات الالتهاب.
*مغص كبدي
إنه عارض مؤلم يمكن الإحساس به تحت الضلوع وخصوصاً في القسم العلوي الأيمن من البطن. ينتشر هذا الألم عادة في الظهر وعلى مستوى عظم الكتف الأيمن، ويتفاقم عند استنشاق الهواء بعمق.
يستمر هذا الوجع لمدة ساعة إلى أربع ساعات قبل أن يختفي تدريجياً أو بسرعة. يترافق هذا المغص أحياناً مع غثيان وتقيؤ، وهو يحصل عادة عند وجود حصى في المرارة.
*إمساك
الإمساك هو مشكلة شائعة عند النساء ويتجلى في صعوبة في إخراج البراز أو إفراغ الأمعاء تماماً. يكون البراز قاسياً ويحصل ألم في البطن. ينجم الإمساك عن بطء في خروج البراز من القولون.
حين يكون الإمساك حديث العهد وغير مترافق مع أعراض أخرى، فإنه يعزى على الأرجح إلى تغيير في العادات الغذائية. لكن عندما يكون مزمناً، يكون السبب مرتبطاً بأسلوب العيش غير الصحي والتغذية السيئة (تناول كمية قليلة من الألياف، عدم شرب الكثير من الماء، عدم ممارسة الكثير من التمارين....). يحصل أحياناً أن ينجم الإمساك عن مرض أو تناول أدوية معينة.
*إجهاض
يحصل الإجهاض غالباً في أول اثني عشر أسبوعاً من الحمل ويتجلى غالباً على شكل نزف مفاجئ، قوي ومستمر، وتشنجات وأوجاع تشبه أوجاع الطمث وإنما أقوى من المعتاد. بدءاً من الشهر الثالث من الحمل، يصبح الإجهاض مماثلاً غالباً للولادة.