عرقسوس
كتبت أمل علام
العرقسوس أو جذر السوس نبات معمر ينبت فى كثير من بقاع العالم مثل سوريا ومصر وأوروبا. وتعتبر جذور النبات هى الجزء المستخدم فى النبات نظرا لاحتوائه على كثير من المواد الفعالة مثل الليكورتين (liquiritin) وهو من المواد الفلافونيدية وهى مادة تكسب العرقسوس اللون الأصفر ولها تأثير فعال كمضاد للأكسدة وتخليص الجسم من السموم، كما يحتوى العرقسوس على مواد صابونية تسمى الجلاسيرازين (Glycyrrhizic acid) وهى المسئولة عن الطعم حلو المذاق والرغوة المميزة للعرقسوس وتتميز المواد الفعالة السابق ذكرها بقدرتها على علاج الكثير من الأمراض .
يقول الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية ظهرت فى الآونة الأخيرة أبحاث موسعة على جذور العرقسوس لإثبات قدرته فى علاج الأمراض، وأكدت هذه الأبحاث التى أجريت فى شتى بقاع العالم أن العرقسوس أحد أهم الأعشاب فى علاج أمراض كثيرة ومن أهمها قرحة المعدة والأثنى عشر.
ويحتوى العرقسوس على عدة مركبات يشتق منها مادة كاربناوكسالون (Carbenoxolene) التى تساعد على التئام قرحة المعدة والأمعاء وممكن استخدام العرقسوس فى علاج قرحة المعدة بإضافة ملعقة صغيرة فى كوب ماء سبق غليه وتقلب جيداً ثم تغطى مدة ما بين 10 -15دقيقة ويشرب بعد الأكل بساعتين مرة واحدة يوميا .
كما يمكن مضغ مسحوق العرقسوس مع ثمار الينسون لطرد البلغم فى حالات السعال المصحوب ببلغم، حيث تتميز مادة الجلاسيرازين (Glycyrrhizic acid) بقدرة فائقة فى طرد البلغم والمخاط من الجهاز التنفسى لذلك يضاف العرقسوس كمكون أساسى فى أدوية الكحة الموجودة بالصيدليات وممكن استخدامه فى علاج السعال والوقاية من الرشح ونزلات البرد إما بمضغ مسحوق العرقسوس والينسون أو عمله كالشاى.
ونظرا لاحتواء العرقسوس على مركبات أشبه فى خصائصها لخصائص الكورتيزون ((Glycyrrhizic acid فقد أثبتت بعض الأبحاث قدرة هذه المواد فى علاج بعض الآلام الروماتيزمية والتهاب الأعصاب .
وقد أكدت بعض الأبحاث فى اليابان وأوروبا أن الجليسريزين الموجود فى العرقسوس فعال أيضا فى علاج بعض أنواع التهاب الكبد المزمن وتشمع الكبد.
ولكن رغم أن العرقسوس له فوائد كثيرة لكن لابد أن نحذر من مستخدمى العرقسوس دون الرجوع لمتخصصين أو دون إشراف طبى فبالرغم من قدرة العرقسوس العلاجية السابق ذكرها لكن هناك محاذير عليه لأن به مادة glycyrrhizin وهى مادة لها أثار جانبيه شديدة الخطورة فهى ترفع ضغط الدم وتسبب احتباس الماء بالجسم وتخفض نسبة البوتاسيوم وتزيد نسبة الصوديوم فى الدم مما يسبب مخاطر شديدة جدا على مرض ضغط الدم والسكر ومرضى القلب والشرايين، حيث إن هذه الآثار الجانبية تمثل عبئا على قلب هؤلاء المرضى وقد يودى بحياة هذه الحالات.
ويؤكد الدكتور مصيلحى أن الأعشاب الطبية تسلك مسلك كل الأدوية يجب أن تكون تحت إشراف طبى لأن الأمان المطلق غير موجود فى أى دواء أو أى عشب والعرقسوس سلاح ذى حدين متعدد الفوائد لو تم استخدامه تحت إشراف طبى ولفترات قصيرة ولحالات معينة وضار جدا إذا أسىء استخدامه أو إذا استخدم لفترات طويلة .