الحمدلله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا وحبيبنا وقائدنا وقُرة أعيننا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
الله يسعد مسائكم بكل خير ..
لدي اليوم لكم قصه جميله لصحابي من خيآر الصحابه .. مر بموقف وأخطأ ,, كيف تعآمل معه رسولنآ صلى الله عليه وسلم ..؟
أترككم مع القصه وستخرجون منهآ بحكم رائعه ..
حاطب بن أبي بلتعه كان من خيار الصحابه عبادةً وزُهداً وقياماً لليل ووصياماً في النهاروبُكائاً في الأسحار .. كان ملازماًللنبي عليه الصلاة والسلام وكان ممن شهدوا بدراً .. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "لعل الله أطلع على أهل بدر فقال أعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم " ..
وأقبل جبريل يوماً الى النبي عليه الصلاة والسلام قال ماتعدون من شهد بدراً فيكم فقال عليه الصلاة والسلام هم خيارنآ ..فقال جبريل كذلك من شهد بدراً من المائكه ..
معركة بدر كانت كالفيصل أمام المؤمنين رفع الله بهآ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم درجات..
ربي قدر على أن تقع بعض الوقائع للصحابه ليعالجها الرسول صلى الله عليه وسلم لتكون عضةً وعبرةً لنا ..
هنآ نأتي لقصة الصحابي حاطب بن أبي بلتعه رضي الله عنه وأرضاه وقد كانت قصه عجيبه..
وقعت بين الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وقريش عدة حروب منها بدر وأحد والخندق ..وبعد الخندق في السنه الخامسه أراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يذهب للعمرهـ هو وصحابته الكرام .. فذهب وكان معه 1400 من الصحابه فمنعتهم قريش من الدخول فلبثوا في الحديبيه قرابة الشهر ..حتى كتب الرسول عليه الصلاة والسلام صلحاً بينهم وبين قريش على أن يأتوا في السنه القادمه للعمرهـ وأيضاً أن تضل الهدنه بينهم قرابة العشر سنوات (يعني ماتحصل حروب بينهم )..
كان هناك قبيلتين كنانه ,, وبكــر .. (وكلهم غير مسلمين ) قبيلة كنانه قالت نحن مع الرسول .. وبكـــر مع قريش ..
في ليلة من اليالي بعد حوالي سنتين من الصلح حصلت حرب بين القبيلتين " كنانة وبكر " ووقفت قريش مع بكر ومدتها بالجيوش ..
قام الرسول صلى الله عليه وسلم لتجهيز الجيش ولم يخبر أحداً بنيته لغزو مكـــه لوجود يهود في المدينه وكذلك المنافقين من حوله منهم عبدالله بن أبي....ولكن بعض الصحابة شكو في نيته للغزو وكان من بينهم الصحابي حاطب بن أبي بلتعه الذي شهد بدر..كان حاطب من الصحابه المهاجرين من مكه للمدينه وكان ليس من أهل مكه كان من خارجها لذلك ليس لديه أهل وجماعه لحماية أولاده في مكه .. وهو بعيد عنهم لذلك فكر في أن يعمل لقريش عمل بحيث يعتبرونه جميلاً ولايضرون أولاده فكتب في ورقه لقريش...:
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز لحرب وأنني أظنه سيحاربكم ولاأظنكم تقوون على قتالة وسينصره الله عليكم .."
فذهب وسلمها لمرأه وقال لها أعطيها لقريش ..
النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس دعا علي والر والمقداد وقال لهم أذهبوا لروضة " خاخ " ستجدون أمرءة على ناقة ومعها كتاب لقريش .. خذوا منها الكتاب فقط ..
ذهبوا الصحابة الى المكان فوجدوا المرأه في نفس الموضوع كأن الرسول عليه الصلاة والسلام ينظر أليها وكانت في طريقها لمكه فأعترضوا طريقها..
وقالوا لها هاتي الكتاب ..
قالت :أي كتاب ..
قالوا: الكتاب لذي تحملينه الى قريش أخرجيه..
قالت : ليس معي أي كتاب ..
قالوا : معكِ كتاب فأخرجيه "والله ماكذبنا ولاكُذبنا" أي لم نكذب عليكِ ولم يكذب علينا ..
فلما رأت الحال وصل لهذا وهم ثلاثة وهي واحده قالت ابتعدوا عني قليلً لأخرجه ..فلما أبتعدوا عنها نزعت الخمار وأخرجت الكتاب من بين ظفائر شعرها..
(يعني مكان لايمكن أحد يتوقعه ^^)..
أخذوا الكتاب وهم لا يعلمون بمحتواه ..
وأعطوا الرسول صلى الله عليه وسلم .. وكان حاطب رضي الله عنه من بين الموجودين .. الرسول صلى الله عليه وسلم ناول الكتاب لصحابي بجواره وقال له أقرئهُ..هذا يعني أن كل الموجودين سيعلمون بالخبر ..
قُرء الكتاب وكان حاطب يحدث نفسه " هل سوف يستمع الرسول الي ويترك لي المجال للدفاع عن نفسي ..لأن قصدي كان طيب ولكن هذه حرب والذي عملته أفشاء لسر من أسرار الحرب .."
عندما قُرء الكتاب ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ماهذا ياحاطب ..
قال حاطب : يارسول الله لاتعجل علي ..( وهو يعلم أنه لن يعجل عليه.. الرسول لم يعجل على يهود ونصارى يتاعملون معه فكيف يعجل على صحابي من صحابته )..
قال : يارسول الله أني كنت رجل ملحق بقريش ولست منهم وأني اردت أن التمس عندهم يداً يحسنوا بها الى أهلي ومواليَ .. والله ماشككت في ديني قط ولا أحببت الكفر على الأسلام قط .. والرأي ماترى يارسول الله ..,,
قال عمر(يارسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق) ..
سكت الرسول صلى الله عليه وسلم ونظر الى عمر وقال:
لقد صدقكم ..ياعمر أنه قد شهد بدرومادريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال أعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم ...
أنظروا الى هذا الحوار الهادئ ماأجمله .. و الموقف ماأروعه الرسول نظر الى تاريخ حاطب كله لم ينظر فقط للنقاط السوداء ويحكم عليه ..!!
هل نطبق هذا الدرس في حياتنا اليوميه ومع الأحداث الحاصله لنا ..؟
نواجه المشكله مهمآ كبرت بهدوء وبحوار وتفاهم .. أن أقترف أحد خطأ كن ليناً في نصحه ..
النقطه الثآنيه أن الرسول اللهم صلي وسلم عليه لم ينسى تاريخ حاطب الجميل .. فلننظر لشخص بجميع جوانبه ..لماذا نركز على سلبياته وننسى محاسنه وانه بيوم من الأيام وقف بجانبنا وأحسن الينا..
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول " حسن العهد من الأيمان " ..
عندما يسئ إلينآ شخص لاتتسرع بالحكم بنائاً على تصرفه السئ,, تذكر مالديه من تاريخ جميل..ثم أحكم ..