أخي مستخدم الانترنت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته
يا من استخدمت الشبكة العنكبوتية وغيرها من وسائل الإعلام والاتصال من تلفاز وفيديو وكمبيوتر وهاتف إن هذه الأجهزة هي في حد ذاتها سلاح ذو حدين، إن استعملته في الضرر ضرك وأحرقك، وإن استعملته في الخير نفعك وهداك، والله سبحانه يقول: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }، فيا من استخدمت الشبكة العنكبوتية أنت في خير عظيم إن أنت استخدمتها في الخير؛ فإما أن تنهل منها علماً نافعاً دينياً أودنيوياً، وإما أن تبلّغ فيها علماً نافعاً ، فكم نسمع ولله الحمد من يدعو وهو في بيته بدون أي تكاليف ولا سفر ولا كتب ولا رحلات، ويهتدي على يديه الكثيرون ويكونون في ميزان حسناته ؛ فما أعظم هذا الخير، وأيسر هذا الطريق ، قال الله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ } وقال صلى الله عليه وسلم : ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً))
ثم اعلم أخي المبارك أن الشبكة العنكبوتية كما أنها باب من أبواب الدعوة والخير، فهي أيضاً باب من أبواب الفتنة، ونافذة من نوافذ الضلال والشهوات والشبهات، فاحذر النظر إلى الحرام أو متابعة صفحات الإنترنت التي لا ترضي الله جل وعلا، وتذكر أن الله يراك ، وأن الذي أنعم عليك بعينين قد يسلبها منك فلا تستطيع أن تبصر بهما، فكم من أناس حرموا هذه النعمة التي لو وزنت بالدنيا كلها لما وزنتها . قال عمرو بن مرة : (نظرت إلى امرأة فأعجبتني فكفّ بصري [ أي ذهب ] فأرجو أن يكون ذلك كفارة لي) قال تعالى : {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }،
واعلم أخي الغالي أن الشبكة العنكبوتية مليئة بالكثير مما قد يضر دينك من شبهات تدعوك لترك دينك، أو شهوات تسلبك تقواك وحياءك؛ فإن لم تتسلح بالتقوى والعلم الشرعي فأنت على خطر عظيم، وفقك الله لكل خير وجنبك عن كل شر والسلام عليكم.