دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فبعدما فرح كل السينمائيين بمشاركة الفيلم المصرى «بعد الموقعة» للمخرج يسرى نصر الله بعد أكثر من 15 عاما فى الدورة الأخيرة من مهرجان «كان» السينمائى ودخوله المسابقة الرسمية، وأدت فرحتنا الأخبار التى ترددت حول اتهام الفيلم بالتطبيع مع إسرائيل من خلال مشاركة منتج صهيونى فى إنتاجه.
المخرج يسرى نصر الله برأ فيلمه من تلك التهمة، حيث أكد لـ«اليوم السابع» أن الفيلم إنتاج مصرى بنسبة %70 وفرنسى بنسبة %30، لافتا إلى أن مصدر الإنتاج الأوروبى هو التليفزيون الفرنسى الرسمى، إضافة إلى القناة الثالثة الفرنسية واستوديو 27.
وأضاف يسرى نصر الله، أن المنتج جورج مارك بينامو المشارك فى الإنتاج ليس صهيونيا كما تردد، مدللا على ذلك بأنه عقد معه لقاءات عديدة قبل مشاركته فى الإنتاج وصرح له بأنه ليس صهيونيا واتجاهاته ليست ضد الشعب الفلسطينى.
وأضاف يسرى أنه لا يحب المزايدة ومواقفه السياسية تجاه الشعب الفلسطينى وتجاه إسرائيل واضحة، وأعلنها فى المؤتمر الصحفى بعد عرض الفيلم وأنه يرفض تماما بيع أو توزيع الفيلم فى إسرائيل، وهو الأمر الذى اتفق عليه مع منتج الفيلم قبل كتابة العقد والموجود نسخة منه فى غرفة صناعة السينما والمركز القومى للسينما، حيث ينص العقد على بند أن عائد التوزيع 100% من عائدات توزيع الفيلم لصالح جهة الإنتاج الفرنسية مقابل عرض الفيلم فى فرنسا والجزر التابعة لها وفى بلجيكا وكندا وموناكو، و100% لصالح الشركة المصرية نيو سينشرى من توزيعه فى مصر والدول العربية وإسرائيل، وذلك حتى نمنع الطرف الأجنبى من توزيع الفيلم هناك ونطمئن تماما من تلك الناحية، إلى جانب أن عرض الفيلم فى أماكن غير المنصوص عليها صراحة بالعقد، يخضع لتوكيل لإحدى شركات التوزيع السينمائى ذات السمعة الجيدة فى هذا المجال.
ويؤكد نصر الله: من البجاحة أن نتهم لجنة اختيار الأفلام بمهرجان «كان» بموافقتها على عرض الفيلم هناك لأن إسرائيل وراء الفيلم، فتلك الاتهامات ما هى إلا ثمن لاعتراضه على الانسياق وراء سياسية القطيع فى مجال السينما، موضحا أن الفيلم لاقى إعجاب لجنة اختيار الافلام بمهرجان «كان» وهو السبب فى عرضه بالمهرجان.
انتهى كلام يسرى نصر الله فى دفاعه عن فيلمه وعن نفسه من شبهة التطبيع مع إسرائيل، إلا أن المخرج أحمد عاطف واجه يسرى ببعض المعلومات التى تؤكد أن جورج مارك بينامو مصنف صهيونيا ضمن قائمة تضم أبرز 500 شخصية صهيونية، وطرح عاطف فى الندوة التى جمعت الطرفين بجمعية الثقافة السينمائية المستندات التى تؤكد كلامه، مشيرا إلى أنه قام بإرسال إيميل لشركة «أور لاندو فيلم» الإسرائيلية، مستفسرا عن شرائها حقوق عرض فيلم «بعد الموقعة» بإسرائيل، وجاءه الرد من رونى ماهاداف مدير التوزيع بالشركة الإسرائيلية، أن شركته اشترت حقوق الفيلم من شركة «أم كى2» الفرنسية بالفعل.
وأشار أحمد عاطف إلى أن هناك موزعا إسرائيليا يدعى هوديد أورفيتز صرح لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأنه متعجب من تصريحات يسرى نصر الله حول عدم عرض فيلمه بعد الموقعة بإسرائيل رغم أن شركته أورلاندو فيلم قامت بشراء حق عرضه.
أما ردود فعل الصحافة العالمية إزاء تلك القضية فقد كانت ما بين مؤيد ومعارض، حيث أكد موقع «illuminati» أن جورج مارك بينامو موجود على القوائم الفرنسية الصهيونية بالفعل ونشر الموقع القائمة وموجود بداخلها اسم بينامو كما أكدت مواقع أخرى مثل:
«toutsaufsarkozy» و«alainzannini» أن ذلك المنتج بالفعل صهيونى العقيدة كما أعلن موقع «ynetnews» أن صحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية طرحت سؤالا على المخرج يسرى نصر الله خلال المؤتمر الصحفى الذى أقيم فى مدينة «كان» عن علمه بعملية توزيع فيلمه «بعد الموقعة» فى إسرائيل، فأجاب: «لم يكن عندى علم إطلاقا إذا كان الفيلم سوف يعرض بإسرائيل أم لا» .
أما موقع «washingtonpost» فأكد أنه إذا كانت هناك جائزة أفضل فيلم «موضوعى» لنالها الفيلم المصرى «بعد الموقعة»، أما موقع «hitfix» فقد أكد الفيلم لم تعبر مشاهده بشكل كاف عن «الربيع العربى» الذى يشغل ال