الكاتب البريطانى روبرت فيسك
كتبت ريم عبد الحميد
يواصل الكاتب البريطانى روبرت فيسك الكتابة عن الأحداث فى مصر، ويقول فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الثورات لا تحداث دائمًا بالشكل الذى نريده، متسائلاً عمَّا إذا كان نظام مبارك يعيد تثبيت نفسه، وسيحل أمن الدولة محل الديمقراطية.
فى بداية المقال يتساءل فيسك: هل الدولة العميقة موجودة فى مصر؟ ويشير إلى أنه كان يطرح هذا السؤال على نفسه فى شوارع القاهرة مع إعراب عدد متزايد من الناس من البوابين وأصحاب المحلات وعائلات رجال الشرطة وسائقى التاكسى عن تأييدهم لاستقرار أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء عهد مبارك، والذى شاهد رئيسه السابق يزج به فى السجن بعد أن صدر ضده حكم يوم السبت الماضى بالمؤبد. والآن يتساءل شباب ثورة 25 يناير عما حدث لهم، وهل سيعود شبح مبارك من جديد ويحل أمن الدولة محل الديمقراطية.. هذا هو السؤال الذى يطرحه المحتجون فى التحرير قبيل جولة الإعادة المقررة فى 16 و17 من الشهر الجارى.
ويتابع فيسك قائلاً إن شفيق قد بدأ يستغل الإعادة بالقول إن منافسه، محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين سيجعل عاصمة مصر فى القدس، فى إشارة إلى علاقته بحماس ومخاوف إسرائيل من حكم إسلامى فى مصر. وكان من الممكن، كما يشير فيسك، أن يقول شفيق إنه يريد عاصمة مصر فى مكة وسيفزع بذلك السعوديين. لكن شفيق يريد أن تبقى عاصمة مصر فى القاهرة.
لكن كيف أصبح الكثير من المصريين يرون مرسى رجلاً خطيرًا، هل لا تزال الذراع الأمنية للديكتاتور السابق فاعلة، فقد كانت الأجهزة الأمنية فيها أساتذة فى تزوير الانتخابات. وبقليل من الأصوات المزورة وخاصة فى قرى الصعيد يستطيع شفيق أن يحقق فوزًا آمنًا.
وتطرق الكاتب للحديث عن موقف أمريكا من المرشحين فى الانتخابات الرئاسية، وقال إن واشنطن لن تفضل بالتأكيد مرشح الإخوان، فمهما كان ادعاؤه الديمقراطية فإن باراك أوباما لا يريد أن يتولى مرسى الحكم قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إنه من المستبعد أن تكون هناك محاكمات جديدة لرجال مبارك. لكن الثورات لا تحدث أبدًا بالشكل الذى نريده. ففى ثورات فرنسا وروسيا، فإن الثوار يطلبون الأمن ضد المخططات الخارجية. والأمر كله يتعلق بالأسئلة الآن، والبعض فى مصر يريدون طرح هذه الأسئلة قبل أن يحصلوا على الأمن الذى يعتقد بعض الناس أنهم يستحقونه.