كيلوغرامات متزايدة، حميات غذائية فاشلة، امتلاءات في الجسم تتفاقم يوماً بعد يوم... ماذا لو كانت الهرمونات هي المسؤولة عن زيادة الوزن وليس كثرة الطعام الذي نتناوله؟
يدرك الأطباء منذ زمن بعيد أن الهرمونات يمكن أن تكون مسؤولة عن العديد من الإخفاقات في الحمية الغذائية.. ونحن نعلم جميعاً أن الهرمونات النسائية وهرمونات الغدة الدرقية مسؤولة عن الزيادة غير المبررة للكيلوغرامات في حال وقوع خلل في توازنها، لكن ثمة هرمونات أخرى تنتجها المعدة أو النسيج الدهني وتؤدي دوراً في تنظيم الشهية والوزن.
إليك هذه الاستراتيجيات التي تتيح لك ضبط الوزن الزائد الناجم عن خلل الهرمونات.
الغرلين يفتح الشهية
الغرلين هو العدو الأول للرشاقة. فهو هرمون الجوع الذي تفرزه معدتنا، ويتصاعد تركيزه بسرعة كبيرة قبل مواعيد وجبات الطعام، ليعود ويهبط مبدئياً ما إن نبدأ الأكل. لذا، فإن الخلل في توازن هذا الهرمون يمكن أن يبرر زيادات الوزن على الرغم من تناول وجبات ذات وحدات حرارية قليلة.
وهرمون الغرلين مسؤول أيضاً عن استعادة الكيلوغرامات بعد الحمية الغذائية. فقد وجد الباحثون أنه عندما يخضع الشخص البدين لحمية غذائية قاسية جداً، يمكن أن يخسر لغاية 17 في المئة من وزنه، لكن إفراز هرمون الغرلين يزداد بنسبة 24 في المئة.
لذا، تستسلم المعدة في أول مناسبة. فإذا كنت لا تريدين المعاناة من تقلّب الوزن صعوداً ونزولاً، من الأفضل عدم تحفيز هرمون الغرلين كثيراً عبر اعتماد حميات غذائية قاسية جداً.
من جهة أخرى، تفرز الأمعاء نوعاً من الهرمونات (PYY) يعطي الإشارة بالشبع. وأظهرت الدراسات أن هذه الهرمونات هي نوع طبيعي من قاطع الشهية، ويمكن لحقنها في الجسم أن يخفض المأخوذ الغذائي بنسبة 30 في المئة.
الحلّ؟
باشري في استهلاك البروتينات في كل وجبات الطعام لأنها تكبح إنتاج الغرلين وتزيد إنتاج الـPYY. وتبين صحة هذه النظرية من خلال التجارب السريرية التي أجريت على الأشخاص ولوحظ أن الذين يستهلكون البروتينات لا يشعرون بالجوع طوال ست ساعات ولا يتم إنتاج الغرلين بشكل مفرط في معدتهم.
الكورتيزول ووزن التوتر
جرعة أدرينالين، وها قد ارتفع مستوى الكورتيزول. استجابة لارتفاع معدل هرمون التوتر، يتخذ الجسم نمط «القتال»، مما يستلزم الطاقة.
من هنا تبرز الحاجة إلى استهلاك الأطعمة الدهنية والغنية بالسكريات للتمكن من المواجهة. لكن إذا بقيت مكبّلة أمام شاشة الكمبيوتر، و«انتقمت» في المطعم عبر تناول البطاطا المقلية أو الحلويات الدسمة، ثمة احتمال كبير ألا تحرقي هذا الفائض من الوقود.
وإذا تحول الأمر إلى عادة مزمنة، تتكدّس كيلوغرامات التوتر حول الخصر، حيث مستقبلات الكورتيزول عديدة.
الحلّ؟
اليوغا وأحماض أوميغا 3. فممارسة الرياضة هي طريقة مثالية لخفض مستوى التوتر والكورتيزول. كما أن ساعة من اليوغا تخفض معدل الكورتيزول بنسبة 25 في المئة.
من جهة أخرى، تعتبر أحماض أوميغا 3 ضرورية لمواجهة التوتر ولذلك أكثري من استهلاك الأسماك الدهنية الغنية بتلك الأحماض.
وفي حال استهلاك أحماض أوميغا 3 بصورة منتظمة، ينخفض مستوى الأدرينالين والكورتيزول، مقابل ارتفاع مستوى السيروتونين، هرمون الهدوء والرفاهة.
اللبتين والخلايا الدهنية
تنتج الخلايا الدهنية هرمون اللبتين، وهو انعكاس لمخزون الكتلة الدهنية ويشكل نظام التنظيم التلقائي للخلايا الدهنية. كلما كان مستواه مرتفعاً، تضاءل إحساسنا بالجوع.
لذا، تخيّل العلماء قبل أعوام عدة أنهم عثروا على قاطع الشهية المثالي. فحبة واحدة من مكمل اللبتين كفيلة بتنحيف أصحاب الوزن الزائد! لكن تبين أن هذا مجرد وهم لأن الشخص البدين يولّد مقاومة لهذا العلاج، مما يجعله غير فعال.
ورغم ذلك، لا تزال الأبحاث مستمرة لمعرفة كيفية الاستفادة من هذا الهرمون.
الحلّ؟
النوم ثم النوم! فقد أظهرت دراسات عدة وجود رابط بين وقت النوم وإفراز الهرمونات التي تتحكم في الشهية وزيادة الوزن.
فالذين ينامون قليلاً يكشفون عن تضاؤل كبير في تركيز اللبتين، وزيادة قوية في مستوى الغرلين مع مؤشر لوزن الجسم أكثر بنقطة واحدة (3 كيلوغرامات إضافية مثلاً لطول 1.70 متر).
يعني ذلك أن النوم لثماني ساعات كل يوم يمكن أن يحفز خسارة الوزن، ولم تعد بالتالي النحافة خلال النوم مجرد وهم!!
الهرمونات الأنثوية «تنفخ» الجسم
تقلّبات في المزاج، تبدل في الشهية... وزيادة كيلوغرام أو كيلوغرامين في الوزن. إنه الثمن الذي تدفعه النساء اللواتي يعانين كل شهر من تناذر ما قبل الطمث. وفي أغلب الأحيان، تشعر المرأة بانتفاخ في جسمها وبتقلّب الكيلوغرامات في وزنها.
يعزى ذلك إلى الهرمونات الأنثوية. في المرحلة الثانية من الدورة الشهرية، ترتفع مستويات الاستروجين والبروجسترون، مما يكبح إطلاق هرمونين آخرين، هما FSH وLH، لتحضير انغراز بويضة محتملة.
والواقع أن هذا الخلل المؤقت في التوازن الهرموني يولد ما يعرف بنوبات السكر، ويحفز انحباس الماء، لا بل ظهور السيلوليت نتيجة تكرر هذه الأزمات الصغيرة كل شهر.
الحلّ؟
تناولي الأطعمة النباتية والخبز الكامل الحبوب. فقد تبيّن أن التركيز على استهلاك الأطباق النباتية بدءاً من اليوم الرابع عشر للدورة الشهرية، وتناول حصة غنية بالسكريات البطيئة (مثل الخبز الكامل الحبوب) في منتصف النهار وبعد الظهر، يمكنهما أن يساعدا على استقرار المزاج والشهية. يجب أيضاً التخفيف من الشرب وتقليص مأخوذ الملح قدر الإمكان.
الهرمونات الدرقية تمنع حرق الوحدات الحرارية
الهرمونات الدرقية، التي تنتجها الغدة الدرقية، مسؤولة عن تنظيم أيض الجسم (metabolism). وإذا كان نشاطها ضعيفاً، نحرق كمية أقل من الوحدات الحرارية. النتيجة: تعب وإحساس بالبرد وزيادة 2 إلى 3 كيلوغرامات.
إلا أن هذا الخلل في الهرمونات الدرقية شائع جداً عند النساء في عمر الخمسين لأن الغدة الدرقية تكون كسولة في هذا العمر وتحفز بالتالي زيادة الوزن.
الحلّ؟
تناولي ثمار البحر الغنية باليود لأن اليود هو المحفز المثالي للغدة الدرقية. وبما أن مأخوذ اليود ضئيل أصلاً، يستحسن التعويض عن هذا النقص عبر تناول ثمار البحر والأسماك. وفي حال وجود قصور فعلي في عمل الغدة الدرقية، يجب استشارة الطبيب.
الاستروجينات والامتلاءات
في سن اليأس، وبسبب نقص الهرمونات، تميل المرأة إلى خسارة العضلات، واكتساب المزيد من الحجم في البطن، إضافة إلى 2 أو 3 كيلوغرامات إضافية.
وأظهرت الدراسات أن مستقبلات الاستروجينات الموجودة في غدة تحت المهاد تساعد على تنظيم المأخوذ الغذائي، وإنفاق الطاقة، وتوزيع الدهون.
وفي حال توقف عمل تلك الاستروجينات، تزداد الشهية ويحرق الجسم الوحدات الحرارية بفاعلية أقل وتتكدّس الدهون حول الخصر.
الحلّ؟
زيادة التمارين الرياضية وتناول مقدار أقل من الأطعمة الدهنية. إنه الحل الأفضل لمحاربة الامتلاء الحاصل بطريقة لاإرادية في سن اليأس، وينصح الأطباء بالاكتفاء بـ1500 إلى 2000 وحدة حرارية فقط في اليوم، والمشي لمدة 45 دقيقة كل يوم.