كتب نادر شكرى
طالب زكريا يواقيم شيخ طائفة شهود يهوا بمصر، الدولة بالاعتراف بهم كطائفة رسمية إيمانا بمبدأ الدستور الذى ينص على حرية الاعتقاد، وأن يتم وضع الاعتبار لكافة الطوائف والمذاهب فى الدستور الجديد ليكون ممثلا لكافة المصريين.
وأشار إلى أن الطوائف المسيحية الأخرى دأبت على مهاجمتهم وتكفيريهم وربطهم بالكيان الصهيوينى، موضحا أنهم من حقهم اعتناق ما يشاءون ورؤيتهم بما يتعقدون، مطالبا رفع الدولة يدها عنهم والسامح بوجودهم ككيان رسمى.
من جانبه كشف الدكتور ممدوح منصور المتخصص فى شئون الطوائف وشهود يهوا أن شهود يهوه عانت الكثير على يد الدولة المصرية منذ عهد جمال عبد الناصر بعد القبض على أتباعها وحبسهم مع الإخوان والشيوعيين، وتم الإفراج عنهم فى عهد السادات، إلا أن الدولة لم تعترف بهم، وظل أتباع الطائفة يمارسون صلواتهم داخل منازلهم بمعرفة الأجهزة الأمنية التى لم تضع أى مخاوف منهم، لأنهم لا يعملون بالسياسة، حيث فضل أتباع الطائفة عدم الظهور فى الإعلام حتى لا يتعرضون لملاحقات.
وأضاف أن شهود يهوا الذين يبلغ عددهم ما بين 15 : 20 ألف لم يشاركوا فى ثورة 25 يناير لأنهم لا يحيون "العلم" ولكنهم لا يحتقرون من يحيه، واستند فى ذلك لأن العلم من الآثار القديمة للوثنيين عندما كانوا يرفعون الرايات والإعلام وهى نوع من عبادة الأصنام، ورغم ذلك فهم مواطنون يطالبون باعتراف الدولة بهم كطائفة رسيمة معترف بها مثل فرنسا وأمريكا وانجلترا لأنه حتى الآن مازال أتباع الطائفة يمارسون شعائرهم داخل المنازل.
وأشار منصور أن شهود يهوا لا يوجد لها سجل دفاتر للزواج بالمحاكم الأحوال الشخصية مثل الطوائف الأخرى، ولذا يلجئون للزواج المدنى عن طريق توثيق عقودهم بالشهر العقارى، مؤكدا على وجود الزواج المدنى بمصر على عكس ما يعلمه الآخرين من المسيحيين الذين يطالبون بالسماح بالزواج المدنى، مشيرا أن الدولة عليها إلغاء خانة الديانة حتى يكون جميع المواطنين سواسية فى المعاملة ويسمح لكل الطوائف الأخرى مثل البهائيين والشيعة والمرمون وغيرهم بممارسة شعائرهم، مؤكدا أن ما يحدث الآن من أصوات بفرض الشريعة الإسلامية أمر غير مقبول، لأنه سيقصى طوائف أخرى من غير المسلمين مثل الأقباط البالغ عددهم 15 مليون نسمة ويلغى مفهوم المواطنة.
وحول مشاركتهم فى لجنة إعداد الدستور، قال منصور إنه لا يحق لشهود يهوا المشاركة فى اللجنة لأنه غير معترف بهم، ولكن يجب وضعهم فى الاعتبار بحيث يكون الدستور ممثلا للجميع، وقال: "إنه لا يوجد لأى شخص سلطان يفرض به على ديانتى أو عقيدتى، فلكل شخص الحرية حتى لو كان لا يدين، فهذه حريتى الشخصية فلا دخل لأى فرد بما أعتقد ولكن ما يحكمنا قانون من القواعد العامة للتعاملات الخاصة بالنظام.
ووصف منصور شهود يهوا بأنهم جماعة أخلاقية تتميز بصفات بأنه لا يوجد فاسد بينهم، ولا يقيم أى شخص منهم علاقة غير شرعية مع امرأة، ومن يكشف فى ذلك يتم طرده، وأنهم لا يعترفون بنقل الدم ويرفضون هذا الأمر لأنه حرام أن ينقل الدم للمصابين، لأن الله منع التغذية على الدم والطائفة لها ثلاثة موانع الزنا ونقل الدم والمخنوق يعنى لا يجب خنق الذبيحة بل سفك دمائها، مشيرا أن نقل الدم ينقل 120 مرضا، ومؤكدا على أن الطائفة لا يوجد بها أى فاسد.
من جانب آخر، ترفض الكنائس المصرية الثلاث هذه الطائفة، وتؤكد أنها لا تتصل بأى صلة بالمسيحية، حيث إنهم يؤمنون أن المسيح لم يمت على صليب بل على عمود أو خشبة، ويعتبرونه نبيا لذلك فهم لا يضعون الصليب على الصدور وفى البيوت، وتعتبر الكنائس أن هذه الطائفة بدعة وأتباعها ليسوا بمسيحيين، وأنها جماعة يهودية أصولية تابعة للماسونية، وأن مبادئها لا تمتّ للمسيحية بأى صلة، وأنها مجرد جمعية تخوض حربا ضد المسيحية لإسقاطها من الداخل وإدخال تعاليم التوراة إلى داخل الجسم المسيحى، وفى حين أن نشاط هذه الجماعة المسيحية مسموح به فى كثير من دول العالم فهى ممنوعة فى عدد من الدول العربية عدا السودان ولبنان، وذلك لارتباطهم بالصهيونية العالمية وبأنهم يخدمون إسرائيل.
وكان الأنبا الأنبا «بسنتى» أسقف حلوان والمعصرة وصف «شهود يهوه» بأنهم يمثلون خطراً على الدولة، أكبر من خطرهم على المسيحية، ورفض اعتبارهم طائفة مسيحية، مؤكداً أنهم أقرب لليهودية، ولا علاقة لهم بالوطنية.