على عكس السائد من المعتقدات، ينصح خبراء التغذية بالإقبال على الشاي حيث أن تناول 4 أو 5 أكواب يومياً يعد أمراً صحياً مثله مثل تناول المياه، بل إنه مقارنةً بشرب المياه فإن الشاي يقدم فوائد إضافية مثل تقليل حدوث أمراض القلب وبعض أنواع السرطان نتيجة لعناصر "الفلافونويد" الموجودة بالشاي.
وفي هذا الصدد، أكدت الأبحاث الطبية أن تناول ثلاث أكواب من الشاى يومياً يعمل على خفض 60% من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكر.
ونبه الباحثون إلى أن التعبئة الصحيحة للشاى تحفظ خواصه وفوائده العديدة خاصةً ثراءه بمضادات الأكسدة التي تعمل على مكافحة مرض القلب والسكر من النوع الثاني.
كما وجد الباحثون أن الاستهلاك المنتظم للشاي يعمل على الوقاية من إنسداد الشرايين والإصابة بالجلطات الخطيرة مع العمل على تنظيم ضغط الدم، والحيلولة دون تكون الأوعية الدموية المشوهة.
وكانت الأبحاث قد أجريت على مجموعة من الأشخاص دأبوا على تناول كميات وفيرة من الشاي يومياً بلغت ستة أكواب، حيث تراجعت بينهم فرص الإصابة بأمراض القلب والسكر بنسبة تراوحت ما بين 30 إلى 57% مقارنة بالأشخاص الذين لايتناولون الشاي، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".
كما أكدت دراسة بريطانية جديدة أن شرب الشاي يومياً مفيد لترطيب الجسم بقدر أهمية شرب ليتر من الماء.
وذكرت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية أن دراسة أجريت في بريطانيا وشملت 21 متطوعاً طلب من قسم منهم شرب 4 أكواب من الشاي (أي ما يعادل ليتراً) طوال 12 ساعة، فيما طلب من القسم الآخر شرب كمية مماثلة من الماء الطبيعية أو المغلية أو الدافئة.
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة التغذية البريطانية، إلى أنه خلافاً للاعتقاد السائد فقد أثبتت الدراسة، التي أجريت بطلب من لجنة الشاي الاستشارية البريطانية، أن لا عواقب سلبية لشرب هذه الكمية من الشاي، مع العلم أنه يقال إن الإفراط في شرب الشاي يتسبب بجفاف الجسم نظراً لكمية الكافيين الموجودة فيه.
وأعيدت التجربة وإنما شربت مجموعة 6 أكواب شاي أو ماء، أي ما يعادل سوائل تقدر بـ1.5 ليتراً، لتحديد تأثير ذلك على الجسم.
وأخذت عينات من الدم قبل شرب المياه أو الشاي وعند فترات متعددة بعد شرب كل كوب لتحديد نسبة ترطيب الجسم، وتبين أن ما من فارق كبير بين شرب الشاي والماء.
ومن جانبه، أكد الدكتور كاري راكستون المستشار الغذاء في اللجنة، أن الشاي هو طريقة ممتازة للحفاظ على معدلات مرتفعة من السوائل في الجسم، كما أنه مصدر غني بمادة "الفلافونويد" الذي تخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات.
وكانت دراسة قد جرت في هولندا واستمرت على مدار 13 سنة وشملت أكثر من 40 ألف شخص، أن تناول أكواب عدة من الشاي والقهوة يومياً مفيد للقلب ويقلل من احتمال إصابته بالأمراض.
وهذه ليست الدراسة الوحيدة التي تشير إلى منافع هذين المشروبين اللذين يعتبران الأكثر شيوعاً في العالم بأسره.
وأكدت الدراسة أن احتمال إصابة الأشخاص الذين يتناولون ما بين 4 إلى 6 أكواب من الشاي يومياً بأمراض القلب تتراجع بنسبة الثلث، كما أن تناول ما بين كوبين إلى أربعة أكواب من القهوة يقلل من مخاطر إصابة القلب بالأمراض لكن لا يوجد أى تأثير إيجابي للقهوة إذا زادت الكميات التي يتناولها الشخص على أربعة أكواب.
كما أن هذه الزيادة لن تؤدي إلى زيادة مخاطر أمراض القلب أو السرطان مقارنة بالاشخاص الذين لا يتناولون المشروبين.
يذكر أن الهولنديين يتناولون القهوة بإضافة كمية بسيطة من الحليب بينما يحتسون الشاي الأسود من دون أي إضافات. وهناك معلومات متضاربة حول التأثير السلبي لإضافة الحليب على أحد أهم مكونات الشاي المفيدة وهو "البوليفينول".
كما أن القهوة تحتوي على مواد يمكن أن يمكن ترفع وتخفض مخاطر أمراض القلب في آن واحد فهي ترفع نسبة الكوليسترول في الدم لكنها في نفس الوقت تحد من أمراض القلب. لكن نتائج الدراسة جاءت متوافقة مع النتائج التي توصلت جمعية أمراض القلب في الولايات المتحدة والتي بينت أن تناول ما بين كوبين إلى أربعة أكواب من القهوة يومياً يقلل من احتمال إصابة القلب بالأمراض.
ومن جانبه، أعلن البروفيسور يفون شو الذي أشرف على الدراسة "يبدو أن الأشخاص الذين يحبون القهوة والشاي يفيدون قلوبهم دون أن يتسبب ذلك بأي مخاطر صحية أخرى".
فوائد الشاي
والسطور القادمة توضح لنا بعض نتائج الدراسات العلمية التي تؤكد فوائد وأضرار تناول الشاي بأنواعه المختلفة، فقد أفاد باحثون بأن تناول ثلاثة أكواب من الشاي يومياً قد يقي النساء، تحت سن الخمسين خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وقارن الباحثون السجلات الطبية والنمط المعيشي لمجموعة المشاركات في البحث ومجموعة أخرى مشابهة من النساء غير مصابات بسرطان الثدي.
وخلصت الدراسة إلى أن تناول الشاي وبمعدل ثلاثة أكواب في اليوم خفض احتمالات نمو أورام سرطانية بنحو 37 في المائة، بين النساء تحت سن الخمسين، إلا أنه لم تبد للمشروب التقليدي أي فوائد بين النساء من تجاوزن تلك السن وتناولنه بذات المقدار.
ويعتقد فريق البحث أن الخصائص الطبيعية المضادة للسرطان في تركيبة الشاي، ربما لها تأثير أكثر فعالية على أنواع الأورام السرطانية التي تنزع للنمو بين النساء صغيرات السن.
ووجد العلماء أن فوائد الشاي تعاظمت في الحد من خطر الإصابة بسرطان "لوبيولار"، وبواقع 66 في المائة، ويمثل سرطان "لوبيولار" الذي يؤثر في الفلقات العميقة داخل أنسجة الثدي الأمر الذي يحيل من إمكانية اكتشافه إلا في وقت متأخر، واحداً بين كل عشرة إصابات بسرطان الثدي.
وأوضح الباحثون أن تناول الشاي بانتظام، تحديداً بمعدلات عالية معتدلة، قد يقلل فرص الإصابة بسرطان الثدي بين النساء الصغيرات".
وعن فوائد أنواع أخري من الشاي، أكد باحثون أمريكيون أن الشاي الأخضر يساعد في منع أو تأخير الإصابة بمرض البول السكري من النوع الأول.
وأشار الباحثون الذين توصلوا لتلك النتيجة المثيرة من خلال دراستهم التي اجروها علي مجموعة من حيوانات التجارب بكلية طب جورجيا الأمريكية، إلى أن الشاي الأخضر يحتوي علي مادة مضادة للأكسدة تحمي علي نحو مذهل من هذا المرض الخطير وهو مايعد مفاجأة علمية.
وأوضح الباحثون أنهم اجروا تجاربهم علي مادة يطلق عليها اختصار "اEGCG" وهي أقوي المواد المضادة للأكسدة في نبات الشاي الأخضر، حيث قاموا باختبارها من خلال تجارب معملية علي مجموعة من الفئران المصابة بداء البول السكري من النوع الأول الذي يصيب الفم والعيون بالجفاف.
الكافيين داء ودواء في آن واحد
وأكد علماء نرويجيون أن مادة الكافيين هي الداء والدواء في آن واحد للصداع، مشيرين إلى أن "مدمني" الكافيين ممن يستهلكون كميات كبيرة منه بشكل يومي، أكثر عرضة لاحتمال الإصابة بالصداع، مقارنة بمن يستهلكون جرعات أقل من المادة المنبهة.
ولاحظ العلماء أن قلة استهلاك الكافيين لها تأثير سلبي بدوره، ويتمثل في ازدياد احتمالات الإصابة بصداع مزمن، ويعرف الصداع المزمن بأنه نوبات من أوجاع الرأس تصيب الشخص 14 يوماً، أو أكثر، كل شهر.
ولم يجد الخبراء تفسيراً شافياً للتباين في مؤثرات الكافيين، إلا أنهم ينصحون من يعانون من نوبات صداع عرضية بالتقليل من تناولها، أما الذين يصابون بنوبات مزمنة من الصداع فما عليهم سوى شرب المزيد منها.
ويعتبر الكافيين مادة منبهة وتتواجد عادة في القهوة والشاي والمشروبات الغازية والشكولاتة ومشروبات الطاقة وتتواجد أيضاً في بعض الأدوية.
وتأتي الدراسة النرويجية إثر أخرى أمريكية حول خصائص الكافيين، ووجدت أنه قد يساعد في القضاء على الخلايا السرطانية المسببة لسرطان الجلد.
ويأمل العلماء أن تؤدي نتائج الدراسة، لتطوير مراهم أو كريمات من مادة الكافيين للمساعدة في الفتك بالخلايا البشرية التي تضررت جراء التعرض للأشعة فوق البنفسجية، أحد أهم مسببات الأنواع المختلفة لسرطان الجلد.