الكوليسترول هو أحد مكونات أنسجة الجسم كله ويعرف الكوليسترول "الضار" اختصارا بـ"إل دي إل" ويمكنه أن يتسبب في ضيق أوعية الدم بصورة خطيرة ومن ثم يؤدي إلى الإصابة بأزمات قلبية وسكتات دماغية، ويجب الإبقاء على مستواه منخفضاً قدر الإمكان وهو 160 ملجم أو أقل في كل ديسيلتر "عشر لتر" من الدم.
والكوليسترول المفيد يرمز لد بـ"إتش دي إل" يفيد في الحيلولة دون الإصابة بتصلب الشرايين من خلال تنظيف الجسم من الكوليسترول الزائد، ويجب أن يكون مستواه 45 ملجم على الأقل في كل ديسيلتر"عشر لتر".
ويرتفع الكوليسترول في الدم لعدة أسباب، تتنوع بين الغذاء والتاريخ الطبي للعائلة وغيرها من المسببات، والتي يمكن تلافي أغلبها والتمتع بصحة أفضل، وهناك مجموعة من النصائح يقدمها الدكتور عمرو مطر الأستاذ بطب القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للتغذية الطبية:
- تناول بكثرة الدهون الصحية الجيدة مثل، الأفوكادو وزيت الزيتون وبعض أنواع الجوز, حيث تعمل على خفض الكوليسترول الضار "إل دي إل".
- خفف من الدهون المشبعة والموجودة بشكل أساسي في اللحوم ومنتجات الحليب, حيث تحفز الكبد لإنتاج "إل دي إل" مؤدياً لسد الشرايين, وينصح بالابتعاد تماماً عن نواتج الدهون بعد الهدرجة أو معالجتها كيميائياً لتصبح جامدة, حيث لا تكتفي برفع الكوليسترول وإنما تخفض من البروتينات الدهنية الجيدة "إتش دي إل إس" إذا تم تناولها بكميات كبيرة, ويمتد التحذير للأطعمة المقلية والبطاطا المقلية ورقائق الشيبس والدونتس.
- يحتوي بياض البيض على نسبة عالية من البروتين المهم, بينما يحتوي الصفار على نسبة عالية من الأحماض الأمينية والبروتين ومادة "اللستين", وثبت أنها تخفض نسبة الكوليسترول الضار, وهو مايبرئ البيض من الاتهامات الباطلة بتسببه في ارتفاع نسب الكوليسترول وفقاً للدراسات الحديثة, على أن يراعي تناوله حسب الحالة.
- انقص وزنك, فكلما نقص الوزن ارتفع الكوليسترول الجيد بجانب خفض الشحوم الثلاثية والكوليسترول الضار.
- تناول المزيد من الألياف القابلة للامتصاص, والتي توجد في الخبز ذي الحبوب الكاملة والشوفان والأرز والشعير والفاصوليا والبازلاء والجزر والتفاح, والتي تساعد على تقليل نسبة الكوليسترول الضار دون تخفيف نسبة الجيد منه.
- أكثر من الأسماك, خاصةً السالمون والماكريل والسردين لإحتوائها على "الأوميجا3" التي تخفض من المواد الدهنية.
- افحص الغدة الدرقية, خاصةً إذا كانت غير نشيطة, حيث قد يتسبب تركها بدون معالجة في رفع مستويات الكوليسترول، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام".
- واظب على الحركة, إذ لايكفي الغذاء السليم بدون ربطه بممارسة الرياضة لخفض المواد الدهنية العضوية وحتى لو اقتصرت على المشي السريع لمدة30 دقيقة خمس مرات أسبوعياً.
- توقف تماماً عن التدخين, فإضافة لدوره في تخفيض نسب الكوليسترول الجيد, يعتبر سبباً في أمراض القلب والأوعية الدموية.
- خفف من ضغوط الحياة.
البيض بريء من ارتفاع الكوليسترول
اُسقطت آخر الاتهامات الموجهه إلى البيض كمصدر للكوليسترول, لتسقط بذلك آخر القيود المفروضة على تناوله بصفة يومية، وهذا ما توصلت إليه دراسة تشيكية حديثة مؤكدة أن البيض لا يرفع مستوى الكوليسترول في الدم على عكس ما هو شائع.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا الوهم نشأ من أن كلمة كوليسترول تستخدم للتعبير عن شيئين مختلفين، حيث أن الكوليسترول الطعامي يوجد في البيض غير أن لديه الشيء القليل من المواصفات المشتركة مع الكوليسترول الموجود في الدم.
وأوضحت الدراسة التي أعدها المعهد الصحي في براغ ونشرتها صحيفة "دنيس" أن البيض يحتوي على كمية قليلة من الدهون "الستيرويدية"، ولذلك فإن تجنب تناول البيض ليس فكرة جيدة لأنه غني بالفيتامينات والمواد المعدنية.
ولفتت الدراسة إلى خطأ شائع آخر يقول إن الحرارة تتلف زيت الزيتون مؤكدة أن زيت الزيتون يتحمل بشكل جيد الحرارة، ولذلك فإنه يحافظ في حال الاحتفاظ به تحت درجة الاحتراق على المواد المفيدة، وكذلك على طعمه.
ودعت الدراسة إلى ضرورة الاهتمام بطريقة تخزين زيت الزيتون، مشيرة إلى أن الدهون والمغذيات التي يحتوي عليها تبقى في وضع مستقر لمدة عامين عندما يوضع في زجاج أو إناء غامق مغلق وضمن درجة حرارة عادية ومحمي من الضوء والهواء.
وأشارت الدراسة إلى وهم آخر يقول إن الطعام المملح يعتبر ضاراً، مؤكدة أن وجود الملح الزائد في الطعام فقط يمكن أن يكون مشكلة للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم والذين لديهم ضغط دم عادي غير أن الملح بالمقابل له فوائده لكونه يستطيع المحافظة على المغذيات في الخضار المطبوخة.
كما كشفت دراسة أخرى عدم صحة الاعتقاد الشائع بأن كثرة تناول البيض يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار بالإنسان.
ومن جانبه، أوضح الدكتور مدحت الشامي استشاري التغذية والصحة العامة أن مادة "الأبيومين" الموجودة في البياض تحتوي علي نسبة عالية من البروتين الهام جداً، بينما يحتوي الصفار علي نسبة عالية من الأحماض الأمينية والبروتين ومادة تسمى "اللستين" وثبت أنها تخفض نسبة الكوليسترول الضار. وكان الاعتقاد الخاطيء أن الأطباء ينصحون من هم فوق سن الأربعين بالإقلال من تناول البيض.
الشعير غذاء مثالي
أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكوليسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية، تتمثل فيما يلي:
- تتحد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكوليسترول الزائد في الأطعمة فتساعد على خفض نسبته في الدم.
- ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض دسمة تمتص من القولون، وتتداخل مع استقلاب الكوليسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم.
- تحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على خفض معدلات الكوليسترول في الدم، ورفع القدرة المناعية للجسم مثل مادة "بتا جلوكان" والتي يعتبر وجودها ونسبتها في المادة الغذائية محددا لمدى أهميتها وقيمتها الغذائية.
- تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "هـ" التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكوليسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هـ" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة.